السعودية: العبودية في الخليج

من ويكي الأخبار

الثالث 29 نوفمبر 2011


بعد أسبوعين من الاحتجاجات والإضرابات التي قام بها عمال من بنجلاديش في الكويت، ضد قلة المرتبات وبيئة العمل الغير مناسبة، تم ترحيل 200 منهم. في هذه التدوينة، يقول لنا اثنان من المدونين السعوديين رأيهم في هذا النوع من “العبودية” الحديثة في السعودية وباقي الخليج.

يبدأ أحمد باعبود بسرد مختصر لتاريخ العبودية بالولايات المتحدة:

اقتباس فارغ!

ويقول أحمد، مدون آخر، أنه ليس متفاجئاً بالأحداث في الكويت:

«النص الأصلي:يسجل التاريخ أن التغير الكبير لا يظهر إلا بثورة ، وأبطال هذه الثورات إما أن يتحولون إلى أبطال يذكرهم التاريخ طوال سنوات ويمجدهم في الكتب والمراجع ، أو هم يصبحون ضحايا للثورة فيخسرون كثيراً .. قد يصل الأمر إلى أن يخسرون حياتهم .

تذكرت الكلمات السابقة وأنا أشاهد ردة فعل العمالة في دولة الكويت خلال الاسبوع الماضي ، حيث أضرب عدد كبير من العمال وبعضهم شارك في مظاهرة علنية في الشوارع والميادين مطالبين بتحسين الأنظمة ، بغض النظر عن إشكاليات العمال والجرائم التي انتشرت مؤخراً ، أنا على يقين بأننا في دول الخليج – ليس في الكويت فحسب – لازلنا ننظر إلى العمالة الآسيوية نظرة متدنية وخالية من أي تقدير واحترام أشببها بالنظرة الحيوانية ، فالمواطن ينظر للعامل ويتعامل معه وكأنه ليس انساناً مثله ، ناهيك عن تعامل الشركات التي تقدم رواتب شهرية متدنية جداً ، أعلم بأن 120 دولار (450 ريال) تعتبر مرتباً عالياً جداً للموظف في بنغلادش مثلاً ، لكنها لن تستطع أن تجعل عاملاً في الرياض أو دبي أو الكويت يعيش بأقل التكاليف مع توفير مبلغ نهاية كل شهر ، فلو فرضنا أن جميع وجبات الأكل الثلاث تكلف العامل في اليوم الواحد فقط 12 ريال فهذا يعني بأنه يحتاج إلى 360 ريال شهرياً فقط لوجباته الثلاث ، ناهيك عن الملبس والتنقل والتوفير .

الشركات تستغل ضعف وزارات العمل الخليجية وانشغالها بالموظفين المواطنين إلى الضغط على الآسيويين واستغلالهم شر استغلال بما فيها المرتبات المدنية وساعات العمل الطويلة وسوء مكان السكن وانعدام أي مميزات ، من المفترض أن لا يزيد عدد ساعات العامل عن 9 ساعات يومياً لكننا نشاهد العمالة في مواقع البناء والمصانع وحتى المطاعم تعمل على مدار اليوم ثم نغضب عندما تصدر مؤسسات حقوق الانسان الغربية اتهامات بعبودية (البشر) في دول الخليج .

الشركات الكبرى الآن تضغط على الحكومات التي تتأخر في دفع مستحقات المشاريع الكبيرة بعدم دفع رواتب العمال ، فحين يحتج العامل ويوصل صوته للمسؤولين في بلاده يكون رد الشركة بأننا ننتظر (التعميد من الحكومة ) أي استلام جزء من مستحقات المناقصة وهو الذي يتأخر بالأشهر ويصل إلى 7 أو 8 شهور ، الضحية هنا العامل الذي لاعلاقة له بكل ذلك .. يحرم من مرتبه الضئيل فترات تصل إلى 8 شهور .. ثم نغضب حينما يلجأون للجريمة والسرقة .

بالنسبة لي عندما أستمع إلى شكاوي العمالة حقيقة يحز في خاطري أن يتم معاملتهم بطريقة فيها من (العبودية) الشيء الكثير .. يكفي أن بعض الشركات تطلب من العامل مرتب شهر نظير تجديد الإقامة ، وشركات أخرى تمنع العامل من التمتع بإجازته الاسبوع ، وأخرى تحرمه من أي استئذان أو إجازة حتى بحجة المرض ، أحد العمال قال لي بأنه يعمل في السعودية منذ 3 سنوات ولم يستطع أداء العمرة لأن الشركة ترفض منحه يومين إجازة.

كل هذه السلبيات تتكرر أيضاً في العمالة المنزلية ، ففي كل دول الخليج تعمل الخادمة أو السائق نحو 18 ساعة يومياً بلا توقف ، وهناك الكثير منهم لا ينعمون بمكان نوم ملائم ، بل هناك من يجبر الخادمة على النوم في المطبخ بين الفرن والثلاجة ! ، في أحد المرات ذكر لي صديق (متفاخراً ) بأنه لا يجعل الخادمة تغسل (حوش) المنزل خوفاً من تلقيها أرقاماً هاتفية من سائقين بالجوار .. لذلك فهي لا تتجاوز حدود المنزل الداخلي وربما لا تنعم بضوء الشمس سوى عند نشر الملابس في سطح المنزل ، وعلى كل حال يؤكد أيضاً بأنها لا تخرج مع العائلة للسوق أو المطاعم حتى يضمن عدم تعرفها لعمال آخرين ، قلته له بالعربي ( هي في سجن ؟) ، فأجاب .. (بس هي راضية!)

المشكلة الكبرى فينا وليست في الاسلام بطبيعة الحال ، لكننا نتفاخر بعاداتنا وثقافتنا وروحنا الاسلامية ولا نطبقها على أرض الواقع ، جرب وقف يوماً في إشارة مرور مزدحمة قرب مواقع العمل والمناطق الصناعية ، شاهد كيف تحشر العمالة تحت درجة حرارة 45 في سيارة نقل أعدت لنقل المعدات .. والخراف في أحسن الأحوال .. لكن جشع صاحب المصنع أو الشركة يمنعه من شراء باص قد لا يزيد سعره عن 40 ألف ريال لنقل العمالة من المكانالإقامة للعمل ، ووالله لو كان الأمر بيدي لرفعت قضية ضد أي شركة ينقل عمالتها بسيارات (نقل) وحكمت على المالك بأن يخوض تجربة النقل في ( دينا) لمدة اسبوع (طبعا هذا في الاحلام ).»

«النص الأصلي:سل نفسك الآن ، متى آخر مرة أحضرت وجبة خارجية للخادمة أو السائق ، وكم مرة منحت السائق هاتفك الجوال لمحادثة أهله ، ماذا عن الخادمة .. هل مازالت تكتب رسائلها وتبعثها بالبريد ؟

هل لديكم شك بأنها ليست (عبودية) ؟»

مصادر[عدل]