البرازيل: ماذا سيحصل إن كان هناك أزمة نفط أخرى؟

من ويكي الأخبار

السبت 17 مارس 2012


ارتفاع أسعار النفط الناجم عن المواجهة بين القوى الغربية وايران بشأن برنامجها النووي مثير للقلق، ليس فقط على الأسواق الأوروبية وأمريكا الشمالية، وإنما الاقتصادات الأقل عرضة للخطر مثل الاقتصاد البرازيلي، والتي كان لأزمتي النفط خلال السبعينات عواقب وخيمة.

أربعة عقود من تدفق النفط

أزمة النفط الأولى عام 1973 – بسبب دعم الولايات المتحدة لاسرائيل في حرب 6 أكتوبر – والأزمة الثانية عام 1979 – نتيجة للثورة الإيرانية، أعاد ذكريات حزينة إلى الدول المستوردة لهذا المنتج. في البرازيل، تمثلت عواقب هذه الأزمات بتصاعد التضخم وارتفاع الديون الخارجية إلى مستويات عالية جداً.

حقائق مماثلة لتلك التي تشغلها الاخبار والمناقشات كثيراً هذه الأيام في فضاءات المدونات. على سبيل المثال، في الأسبوع الأخير من فبراير/شباط، وصل سعر النفط لـ 120 دولار بعد تصريحات لمسؤولين إسرائيليين أن هجوماً على مجمع إيران النووي بات وشيكاً، ترافق مع حظر التجارة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي والذي يبدأ في 1 يوليو/حزيران القادم. إيران صعدت الموقف وتوقفت عن بيع النفط إلى فرنسا والمملكة المتحدة وتوعدت بتوسيع النطاق لدول أوروبية أخرى.

التطور آخر أكثر جدية في هذا الموقف هو تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما يقرب من نصف كميات النفط المستهلكة في العالم. وبالتالي، هناك أسباب حقيقية للخوف من أزمة جديدة، ولا سيما بالنظر إلى هذا مسار الأحداث في ضوء ما حدث في المنطقة منذ عقود. إيران، كخامس أكبر منتج للنفط، أظهر بالفعل في عام 1979 أن لديه ما يكفي من القوة للتأثير حتى في الاقتصادات الأكثر صحية بقطع أو تقليل تصدير نفطها.

اعتماد المجتمعات الحديثة على هذه النسيج من الطاقة يتجاوز مجرد الاستخدام للمركبات. لأخذ فكرة، هنا بعض الأمثلة التي وضعها ماسيمو دي ماريا على مدونته “معلومات غير حقيقية”.

«النص الأصلي:Uma camisa de poliéster, um dentífrico, um fertilizante, uma lata de tinta, uma caneta, um rimmel, um amaciador para roupa, um creme para as mãos secas, uma embalagem de cola, um par de sapatos, um móvel para a cozinha, um computador, um jogo para crianças, o adoçante para os bolos, a insulina, um frigorífico, um antibiótico: o que têm em comum todas estas coisas? O petróleo.»

«ترجمة:قميص مصنوع من البوليستر، معجون الأسنان، الأسمدة، علبة طلاء، قلم، المسكرة، مطهر الملابس، كريم للأيدي الجافة، وعاء غراء، زوج من الأحذية، معدات المطبخ، جهاز كمبيوتر، لعبة للأطفال، تحلية الكعك، الانسولين، براد، المضادات الحيوية: ما المشترك في كل هذه الأشياء؟ النفط.»

لهذا فإن أزمة نفطية جديدة لن تؤثر مباشرة على اقتصادات البلدان المستوردة فقط، ولكن أيضا على تلك التي تصدر إلى البلدان المتضررة مثل البرازيل. في البداية، ستحدث صدمة تضخم وبعد فترة يصيب الركود. هذا هو في الواقع، حلقة مفرغة، لأنه حتى لو لم يتكون المنتج نفسه من النفط، بالتأكيد سيأتي إلى المستهلكين عن طريق وسائل النقل التي تستخدم البنزين، الكيروسين أو الديزل.

حلول للبرازيل

بالنسبة للبنوك المركزية، البرازيل مثلاً، لا يزال هناك خيار صعب للضغط على مكافحة التضخم مع السياسة النقدية على النشاط الاقتصادي أو من خلال تحفيز. حول هذا الموضوع، نشرت مدونة “استشعار الاقتصاد البرازيلي”، لبروفيسور الاقتصاد خوسيه الفارو دي ليما كاردوسو، [بالبرتغالية] مقال على تأثير الضغوط التضخمية على الوقود الأحفوري في البرازيل.

«النص الأصلي:Em um ano de choque de preços dos alimentos –principalmente no primeiro semestre–, disparada de serviços em decorrência da renda em alta e aumento de combustíveis e transportes, a inflação não suportou os focos de pressão e o IPCA [Índice Nacional de Preços ao Consumidor Amplo] fechou 2011 no teto da meta do governo, de 6,5% –mais do que os 5,91% de 2010–, informou o IBGE (Instituto Brasileiro de Geografia e Estatística) nesta sexta-feira. Esta é a maior taxa desde 2004, quando o indicador ficou em 7,6%.»

«ترجمة:في السنة الأولى لصدمة أسعار الغذاء، وخصوصا في الربع الأول، ازدادت وتيرة الخدمات بسبب ارتفاع الدخل وزيادة في استهلاك الوقود والنقل، لم يصمد التضخم أمام الضغوط وأغلق IPCA [مؤشر أسعار المستهلك الوطني] عام 2011 أعلى من الحدود التي أعلنتها الحكومة بـ 6.5٪، -أكثر بـ 5،91٪ من عام 2010 – في حين قال IBGE (المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء) يوم الجمعة. أن هذا المؤشر هو أعلى معدل منذ عام 2004، عندما كان بنسبة 7.6٪.»

أعلنت شركة النفط البرازيلية -بتروبراس- عن الجوانب الإيجابية لإنجازاتها الأخيرة – وهو التنقيب في طبقة ما قبل الملح (وهو قطاع تحت سطح البحر يمتد بين الولايات البرازيلية إسبيريتو سانتو وسانتا كاتارينا، والتي تبدو واعدة للتنقيب عن النفط). ومع ذلك، فإن استخراج النفط لا تزال في مراحل مبكرة جداً، وهكذا ستضطر البرازيل لاستيراد النفط من الشرق الأوسط نظرا للزيادة في الاستهلاك المحلي، وبالرغم من حقيقة أن البلاد تنتج بالفعل النفط الخام، لكنها ليست مكتفية ذاتياً من المنتجات الاستهلاكية. وعلاوة على ذلك، ساهمت العجلة في عدم الاعتماد على المنتجات النفطية المستوردة إلى تسرب وتلاعب شركة شيفرون العام الماضي، كما نشرت الأصوات العالمية في ديسمبر/كانون الاول 2011.

في هذا السياق، مع استمرار السعر الحالي في السوق الخارجية، لم يعد بإمكان بتروبراس تثبيت أسعارها في البرازيل وأصبح الارتفاع في أسعار الوقود أمر لا مفر منه. من ناحية أخرى، فإن الأحداث الحالية “توفر إمكانية بداية دورة جديدة ومهمة للصناعة التي يعتقد أن تكون الأكثر أهمية من تاريخنا الاقتصادي”، كتب المهندس والمدير السابق للتوزيع في شركة بتروبراس رودولفو لانديم.

لأن نمو الاستهلاك يتناسب عكسياً مع الاحتياطيات، فإن الحروب والخلافات تميل إلى ازدياد بسبب هذا الاستنزاف، البرازيل تحمي نفسها من المد والجزر في الأسعار الدولية، بوضع نفسها في مصاف عملية جديدة، العمل بالوقود الحيوي، حيث تعتبر البرازيل رائدة هذا المشروع والذي اكتسب زخماً على وجه التحديد بسبب الأزمة في عام 1973. تحدث الدكتور في الدراسات الإستراتيجية والدولية روبسون كادوك فالديز في مدونته “السيناريو الخارجي”:

«النص الأصلي:Talvez, para o Brasil, esta seja uma oportunidade para promover o etanol brasileiro. Da mesma forma que na década de setenta o país desenvolveu seu programa alternativo de combustível em um período de crise do petróleo, agora pode ser a oportunidade de intensificar a promoção do nosso etanol como alternativa brasileira a um provável aumento no preço do petróleo no mercado mundial.»

«ترجمة:ربما، للبرازيل، فرصة في تسويق الايثانول البرازيلي. بنفس الطريقة التي طور فيها البلد برنامجه البديل خلال وقت الأزمة النفطية، الآن بالإمكان تسويق ايثانولنا الخاص على أساس بديل برازيلي كرد على ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية»

في عالم “الأزمات النفطية” التي ستصبح أكثر حدوثاً، أن نملك احتياطات في الطبقة ماقبل الملحية وحلول بديلة كالوقود الحيوي ينطوي على مسؤولية أكبر، كحماية هذا التراث والاستخدام المستدام لمناطق قصب السكر والتي تهدد بقاء مجتمعات الأصلية وصغار المزارعين (كما في مقال الأصوات العالمية في 20 يوليو/تموز 2011).

أخيراً سيكون من السوء إبدال السلام بالحرب، كما هو حال إيران هذه الأيام.

مصادر[عدل]