انتقل إلى المحتوى

البحرين: أين عليّ عبد الإمام؟

من ويكي الأخبار

الثالث 29 مايو 2012



بينما أتصفح الرسائل والتنبيهات في حسابي على فيسبوك، أتصفح أيضاً صفحة علي عبد الإمام. كل يوم تدور في بالي فكرة أنه من الممكن أن يكون هناك خبر منه. كل يوم أتصفح حائطه لأرى مشاركات وصور من عائلته، متمنية فقط أن أعرف أي شيء عنه. أسأل أصدقائي وزملائي في البحرين عن علي، ولكن لا أحد يعرف عنه أي شيء. أفكر، أين يكون عليّ الآن؟ عليّ، أب لثلاثة، مختف تاركنا خلفه متسائلين عن مصيره. لماذا اختفى عليّ؟

لم أعرف عليّ (وذلك لجهلي)، حيث كان جندي مجهول يحارب من أجل الحرية بدون إثارة ضجة إعلامية. يوماً ما، أضافني علي على فيسبوك، أجبت طلب الصداقة وبدأت متابعة ما يشاركه. لم أكن مطلع على عمله الواسع في مجال حقوق الإنسان والعدل الاجتماعي في البحرين. أضافني علي في أغسطس / آب 2010، وفي الرابع من سبتمبر / ايلول 2010، فوجئت أن عليّ أصبح في عداد المعتقلين.

لماذا اعتقل علي؟

مثل أي نظام دكتاتوري، فالنظام الملكي البحريني يرنو دائماً إلى إخماد أي صوت يعارضه، ومن ضمن هذه الأصوات مدوني الإنترنت، وتهمتهم الوحيدة هي كشف الحقيقة كما هي. لن أتحدث عما كتبه عليّ، فالكثير من قراء الأصوات العالمية يعلمون ما يكتبه. فهو مؤسس “ملتقى البحرين”، كما أنه مدون بحريني. وبالنسبة لي، فالتدوين في مكان مثل البحرين يمثل نضالاً في حرب تعرف أنك ستخسر فيها. وبالنسبة للمناضل الشجاع فإن المهم هو التأثير الذي يتركه في العالم، وليس فوزه في معركته.

وجود علي في زنزانته لم يخرس عليّ، لا يستطيع أحد إسكات الكتاب والمدونين من قول الحقيقة في زون الإنترنت. فإذا اعتقل علي سنكتب عنه نحن، وبالتالي لن تموت قضيته. ولكن من الوحشي أن يكون الاعتقال فقط من أجل الكتابة عن حال البلد. وبالنسبة لكاتب، فمصادرة حقه في الكتابة تماماً مثل مصادرة حياته.

في 14 فبراير / شباط 2011، تمنيت أن يكون علي هناك، أن يكون هناك خبر منه على حسابه في فيسبوك، بل تخيلت ما سيكتبه علي عن الثورة البحرينية. بعد أسبوع واحد من أول موجة من الاحتجاجات، أفرج عن علي في 23 فبراير / شباط بعد الأمر الملكي بالإفراج عن عدد من النشطاء كان من ضمنهم.

كنت أقفز من السعادة، أخيراً سأتابع ما سيكتبه علي، كنت متأكدة أنه سيكون لديه الكثير عن الاحتجاجات وعن الهجمة الشرسة التي تقوم بها الحكومة ضد المدنيين الأبرياء. ظننت أن لدى عليّ مادة ثرية على مدونته حيث النشطاء في الشرق الأوسط يدافعون عن حريتهم.

ماتت سعادتي ثانية، فبعد الإفراج عنه بفترة قصيرة، اختفى عليّ. لا أحد يعلم أين هو، ولا حتى عائلته ولا أصدقائه المقربين. الشيء الوحيد الذي نعلمه عن علي هو حكم المحكمة العسكرية البحرينية ضده غيابياً بالحبس لمدة 15 عام. لماذا اختفى علي؟ لماذا يواجه هذا الحكم القاس؟ الإجابة الوحيدة لدي أن كلماته لها القدرة على التغيير وأن نشاطه على الإنترنت يهدد شرعية النظام الذي ينتهك حقوق الإنسان.

إذا كان علي يقرأ مقالتي هذه الآن، أريد أن أقول له أن صوته لن يخبو أبداً، وإذا كان لا يستطيع مواصلة مشاركة كتاباته الآن، فإن تدويناته الكتاباته السابقة ما زالت مسموعة في عالم النشاط الإلكتروني. فهو بالفعل الأب الروحي للتدوين العربي.

مصادر

[عدل]