الأستراليون منقسمون حول مقاطعة مؤتمر دوربان لمكافحة العنصرية
الأحد 26 أبريل 2009
إن قرار حكومة رود لمقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية في دوربان كان مثيراً للجدل:
«النص الأصلي:إن أستراليا لم تتخذ قراراً نهائياُ فيما إذا سوف تحضر المؤتمر المثير للجدل تحت رعاية الأمم المتحدة ,والذي سوف يبدأ خلال أسبوعين من الآن.
توجد مخاوف من أن يتحول مؤتمر مراجعة دوربان، والذي سوف يعقد في جنيف من 20 الى24 أبريل/نيسان، إلى تكرار لما حدث في النسخة الأصلية لهذا المؤتمر في جنوب إفريقيا عام 2001، والذي لطخته العديد من التهم بمعاداة السامية.
الحكومة ليست واثقة حول مؤتمر دوربان [جميع الوصلات – انكليزي]»
اتخذ القرار في الدقائق الأخيرة:
أستراليا لن تشارك في مؤتمر مثير للجدل للأمم المتحدة حول مكافحة العنصرية والذي سيقام في جنيف هذا الأسبوع.
صرح وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث بأن مؤتمر جنيف سيعيد تأكيد ما صدر في عام 2001، أي تصدر إسرائيل والشرق الأوسط لغمام المؤتمر.
كما أضاف سميث قائلاً: “للأسف، لا يمكن الوثوق بأن المؤتمر التأكيدي سوف لن يستخدم مرة أخرى كمنصة من أجل إطلاق العنان لوجهات نظر مسيئة، بما فيها أراء معادية للسامية”.
والعديد من المدونين الأستراليين لا يؤيدون هذا القرار.
فقد ناقش دكبوند :
في بعض الأحيان يجب أن تقال الحقيقة، ومن الممكن أن تكون الحقيقة منفرة وغير مقبولة. فهل كان هذا ما فعله الرئيس أحمدي نجاد؟
إن أحمدي نجاد لم يقل شيئاً غير اعتيادي في هذا الخطاب، في الواقع، أي شخص تابع الأحداث التي مرت بشكل جزئي يعرف أن مايقوله أحمدي نجاد يتسم بالدقة. فلماذا كل هذه الدراما؟
[http://wmmbb.wordpress.com/2009/04/21/speaking-the-truth/ قول الحقيقة]
وعلى مدونة Larvatus Prodeo الجماعية، يوضح بول نورتن توجهه من مسألة الشرق الأوسط :
«النص الأصلي:إني أدعم حق إسرائيل بالبقاء بالإضافة لحل الدولتين بينهم وبين الفلسطينين، لكنني أنتقد بشدة الإنتقادات الغير موزونة والاستفزازية والمكثفة من قبل إسرائيل، كما أنني أيضاً أنتقد وصف إسرائيل بالمثاليّة بهذا الشكل الغير موزون والاستفزازي والمكثف كما هو الحال في سياسات الغرب المختلفة بما فيها أستراليا والولايات المتحدة.»
ثم عبر عن قلقه حيال الدول المقاطعة للمؤتمر:
إنني أتساءل كيف أن الدول المشاركة في هذا المؤتمر، ومن ضمنها كل أفريقيا وروسيا وكل آسيا (باستثناء إسرائيل)، ودول جنوب أمريكا ووسطها، بالإضافة للفاتيكان؛ سوف تفسر هذه المقاطعة المحصورة بنادي الأثرياء البيض؟ كيف من الممكن أن يتعاملوا مع حقيقة أن أمماً مثل الولايات المتحدة وأستراليا تقيم إعتباراً للطخة بسيطة على سمعة إسرائيل وتعتبرها النقطة الخلافية الأهم على حساب أمور أسمى مثل إقامة الاتفاقيات والتحالفات مع دول الجنوب العالمي والشرق العالمي. ليس هذا وحسب، بل واعتبروها أيضاً أساساً كافياً لرفض حضور هذا المنتدى لمناقشة مثل هذه التحالفات؟
لقد أطلق جايسون سون – وهو أحد الداعمين لهذه المقاطعة – منتدى مفتوحاً على catallaxyfiles :
… ملتزماً فقط بالنزاع الذي حصل في الأمم المتحدة, والذي دفع وللمرة الأولى كيفن رود رئيس وزراء أستراليا للقيام بالأمر الصائب وهو المقاطعة.
و ههنا بعض الزيت ليزيد النار اشتعالاً.
[http://www.catallaxyfiles.com/blog/?p=4633 منتدى مفتوح لمناصري الأمم المتحدة ومعارضيها]
ومن جهة أخرى فقد أنتقد غاري ساور-تومسون على Public Opinion نقص شجاعة حكومة رود:
«النص الأصلي:لم أتفاجأ من عدم وجود الشجاعة الكافية لدى أستراليا لحضور مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية (المعروف بمؤتمر مراجعة دوربان)، ومناقشة الآراء المتعارضة مع أرائهم، وبالخصوص تفسير الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لتاريخ الحركة الصهيونية. لكنهم فضلوا البقاء بعيدين عن الواجهة بدلاً من الوقوف والإدلاء بأرائهم كما يجب أمام أحمدي نجاد وأتباعه.
كما إنه لمن الواجب مساءلة الصهيونية , بسبب سياسة التوطين وتشريع الأستيطان وإنشاء المستعمرات على أنه “الخلاص” للمنطقة اليهودية نيابةً عن يهود العالم. والتي تعتبر الفلسطينين فقط كعائق وتهديد لهدف هذه السياسة، وليس كبشر لديهم نفس الحقوق مثل اليهود ولهم حق قانوني بالأرض التي ولدوا عليها.
لقد أقدم دان غولدبيرغ الرئيس التحرير السابق لـAustralian Jewish News بين عامي 2002-2007 على طرح قضية المؤتمر مستخدماً أقسى التعابير على موقع New Matilda.
إن مؤتمر الأمم المتحدة ضد العنصرية افتتح البارحة. لكن دان غولدبيرغ كتب قائلاً أن الاجتماع مخزٍ ويذكره ببعض النقاط السوداء بتاريخ الكراهية:
وبشكل ملفت للإنتباه، تم استقبال الرئيس الإيراني محمد أحمدي نجاد إلى أحضان أوروبا في مؤتمر يعتزم مناقشة العنصرية. وهي مفارقة غير منطقية بأفضل حالاتها و إساءة مقيتة بأسوأ حالاتها وكل هذا حصل في 20 من نيسان أي في الذكرى السنوية لميلاد هيتلر.
وقام طاغية طهران بتوجيه اتهاماته إلى إسرائيل بشكل غير مفاجئ، واتهمهم “بالعنصرية وبارتكاب مجازر عرقية”. المبعوثون العرب ردوا على تصريح أحمدي نجاد بالتصفيق، لكن ممثلي دول الاتحاد الأوروبي الثلاث والعشرين قابلوا تصريحاته بمغادرة المؤتمر. وفي عشية ذكرى الهولوكوست، قامت هيئة الأمم المتحدة، والتي كانت وما تزال منصة للهجمات الكلامية على إسرائيل باستضافة شخص ينكر الهولوكوست بشكل علني. أحمدي نجاد لم يقم بالإشارة للهولوكوست بشكل مباشر، لكنه أبقى على بعض الشكوك بدعمه لهولوكوست ثانية بوصفه لإسرائيل “النظام الأكثر قساوة وقمعاً وعنصرية في فلسطين”.
[http://newmatilda.com/2009/04/21/redletter-days-racism أيام لن تنسى لمقاومة العنصرية]
مؤلف كتاب سؤالي حول إسرائيل My Israel Question وكتاب ثورة التدوين The Blogging Revolution, أنثوني لوينشتاين وهو ناقد معروف و مثير للجدل في شؤون الشرق الأوسط والحركة الصهيونية.
بصفتي يهودي يكتب بشكل دائم حول إسرائيل وفلسطين, فأنا ليس لدي الرغبة بأن تتحدث إيران عن حقوق الإنسان (وكتابي الأخير, ثورة التدوين The Blogging Revolution, يشرح بالتفصيل عن السجل المزري للجمهورية الإسلامية).لكن المعارضة الشرسة لإجراء أدنى تقييم لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية و الاعتداءات الموثقة جيداً والتي حدثت في غزة أمر مخزٍ. هذه الأفعال التي قامت بها إسرائيل ليست من شيم الدول المتحضرة. وكانت ستلقى الاستهجان لو قامت بها دولة غير معروفة من دول العالم الثالث. لكن على ما يبدو أنه من الممنوع المساس بإسرائيل.
و هناك تعليق أخير صدر من وسائل الإعلام. لتيم بلير الذي يدون لـ Daily Telegraph والذي عبر رأيه من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بوضوح قائلاً:
العالم المتحضر يعتذر عن حضور مؤتمر هيئة الأمم المتحدة المعادي لإسرائيل. وممثلوا الدول المتحضرة الأخرى يغادرون لحظة إدراكهم نوع الوحشية التي صادفوها.
ليس بإمكانهم القول بأنه لم يتم تحذيرهم.
ويستمر الشرق الأوسط بتقسيم أستراليا والعالم.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «الأستراليون منقسمون حول مقاطعة مؤتمر دوربان لمكافحة العنصرية». الأصوات العالمية. 26 أبريل - نيسان 2009.
شارك الخبر:
|