إجراء الأبحاث الطبية في أفريقيا: الفرص والمفاهيم الخاطئة
الخميس 19 أكتوبر 2017
كثيرًا ما يتمُ إهمال وعدم تغطية إجراء البحث الطبي في أفريقيا من قبل وسائل الإعلام، مع أنه حقلُ مزدهر يسلطُ الضوء على أكثر احتياجات القارة إلحاحًا.
وتنقسمُ الأسباب لأهمية إجراء البحث الطبي محليًا إلى شقين:
الأول، ليس لدى الصحة العالمية حاليًا مجموعة الأدوية واللقاحات اللازمة لمعالجة القضايا الصحية الخاصة بالقارة الإفريقية. لدى الأمراض مثل نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”، والسل والملاريا آثارٌ ضارة كبيرة على الدول الإفريقية الفقيرة، كما يمثل نقص الاستثمار في المنتجات التي تهدفُ إلى الحد من انتشار هذه الأمراض من قبل شركات الأدوية مشكلة رئيسية.
الثاني: ستخدمُ الأبحاث التي تُجرى من قبل العلماء الأفارقة إلى تحسين القدرات البحثية في أفريقيا. وغالبًا ما يتمُ إهمال وعدم تغطية الدور المتزايد للعلم والتقنية بشأن إجراء الأبحاث الطبية من قبل وسائل الإعلام، مع أنه مجالُ مزدهر يسلطُ الضوء على الاحتياجات الأكثر إلحاحًا في القارة، والتي يمكنُ أن تكون ذات فائدة على التنمية الاقتصادية للقارة.
ترعرع الدكتور رانجيت وارير -مدير المختبر الرئيسي في مركز الأبحاث للأمراض المعدية في زامبيا (CIDRZ)- في مدينة لوساكا في زامبيا في التسعينيات من القرن الماضي حيث بدأ وباء نقص المناعة المكتسبة “الإيدز” في إحداث خسائر جسيمة على الصحة العامة. غادر زامبيا لتكملة تعليمه العالي في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية لويزيانا، وثم ولاية إنديانا. وأجرى أبحاثه الخاصة على فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) كزميل ما بعد نيله شهادة الدكتوراة في جامعة بنسلفانيا قبل أن يقرر العودة إلى بلده لإحداث تأثير على الرعاية الصحية للمواطن في زامبيا.
تحدثت الأصوات العالمية مع الدكتور وارير عن مستقبل البحث الطبي في زامبيا، والأمور التي تحصل عليها وسائل الإعلام بطريقة خاطئة بشأن الأبحاث في أفريقيا. (تنويه: يتحدثُ الدكتور وارير بصفته الشخصية).
الأصوات العالمية: ما هو موضوع بحثك؟
«النص الأصلي:Ranjit Warrier RW: I'm doing a lot of implementation work currently, supporting the Zambian national ART programme with Laboratory testing. I am just starting a research programme in Molecular Diagnostics development for HIV, TB, and other pathogens of interest.»
«ترجمة:رانجيت وارير: أنفذُ حاليًا الكثير من العمل، وأدعمُ برنامج زامبيا الوطني للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (ART) باستخدام التجارب والفحوص المخبرية. بدأتُ للتو برنامجًا بحثيًا بشأن تطوير التشخيص الجزيئي لفيروس نقص المناعة المكتسبة (HI) والسل (TB)، وغيرها من مسببات الأمراض ذات الاهتمام.»
الأصوات العالمية: ما هي المواضيع الشائعة والمثيرة في علوم بلدك وأفريقيا بشكل عام كما تراها وتعتقد بوجودها؟ وكيف تختلفُ عن الدول الغربية؟
«النص الأصلي:RW: There is no basic R&D. It's all implementation of solutions developed elsewhere. This has to change, otherwise we will always be receivers rather than makers. The received solutions are not usually ideal for our environment and making them work here correctly is sometimes impossible.»
«ترجمة:رانجيت وارير: لا يوجد هناك معيار أساسي للبحث والتطوير (R&D). يتمحور كل الأمر حول تنفيذ الحلول التي تمّ تطويرها في مكانٍ آخر. يجبُ أن يتغير الأمر، وإلاّ سنبقى دومًا مستقبلين بدلًا من صناعًا. لا تكون عادةً الحلول الجاهزة مثالية لبيئتنا، وتنفيذها هنا بشكلٍ سليم هو شبه مستحيل أحيانًا.»
الأصوات العالمية: من أين تحصلون على التمويل والدعم؟ وهل يكفي؟ وما هو مدى سهولة أو صعوبة توظيف علماء مناسبون؟
«النص الأصلي:RW: US and Europe. Different projects have different levels of funding. It is difficult to recruit people to come back or to move here, as funding and growth opportunities are better in other countries .»
«ترجمة:رانجيت وارير: من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. لدى المشاريع المختلفة مستويات مختلفة من التمويل. من الصعوبة توظيف الأشخاص للعودة أو الانتقال إلى هنا لأنّ فرص التمويل والتطور أفضل في الدول الأخرى.»
الأصوات العالمية: ما هي البنية الهيكلية للبحث؟ وما هي العقبات التي في نشاطك البحثي اليومي التي لم تواجهها من قبل؟
«النص الأصلي:RW: Basic infrastructure is not up to developed country standards and it costs a lot to get uninterrupted power, water, and Internet. Supplies are expensive and take months to be imported from other countries.»
«ترجمة:رانجيت وارير: لا ترقى البنية الهيكلية الأساسية إلى مستوى معايير الدول المتقدمة، وتكلّف الكثير مع انقطاع الكهرباء والماء وشبكة الإنترنت. كما أن المستلزمات باهظة الثمن وتستغرقُ شهورًا لاستيرادها من الدول الأخرى.»
الأصوات العالمية: ما هي آراء عامة الناس نحو العلم والعلماء في أفريقيا؟
«النص الأصلي:RW: There is interest, but an extremely limited understanding of the scientific method. I would suggest critical thinking and the scientific method be taught in school to improve the situation.»
«ترجمة:رانجيت وارير: يوجد هناك اهتمام، ولكنه إدراك محدود للغاية للنهج العلمي. أقترحُ بأن يتم تدريس التفكير النقدي والنهج العلمي في المدارس لتحسين الأوضاع.»
الأصوات العالمية: من وجهة نظرك، ما هي إمكانيات البحث العلمي في أفريقيا، وأين يجبُ أن تتركز، وكيف لنا أن نساعد في تطويرها؟
«النص الأصلي:There is amazing potential. I have seen incredible students of all ages. There is need for dedicated science education starting at all ages. Social sciences, computer sciences, big data, outer space exploration, healthcare (non-communicable and Infectious diseases), and traditional medicine efficacy will pay off big.»
«ترجمة:رانجيت وارير: هناك إمكانية مذهلة. شاهدتُ طلبة رائعين من كل الأعمار. هناك حاجة للتعليم العلمي بدءًا من جميع الأعمار. ستعمُ الفائدة كثيرًا بشأن العلوم الاجتماعية، وعلم الحاسوب، والبيانات، واستكشاف الفضاء، والرعاية الصحية (الأمراض المعدية والمزمنة)، وفعالية الطب التقليدي.»
الأصوات العالمية: هل لك أن تصف لنا إيجابيات وسلبيات الحياة كعالم في أفريقيا مقارنةً بالدول الغربية استنادًا على تجاربك الشخصية؟
«النص الأصلي:RW: Mainly it is the speed of doing things and the access to expertise that are big challenges here. The system that journals have to put articles behind paywalls is also limiting the amount of information and the speed with which research can be done»
«ترجمة:رانجيت وارير: تعتبرُ سرعة عمل الأشياء والوصول إلى الخبرة في الأساس من أكبر التحديات هنا. كما أن لدى الصحفيين نظامًا للدفع مقابل وضع مقالاتهم في شبكة الإنترنت والتي هي أيضًا محدودة في كمية المعلومات والسرعة التي يمكنُ أن يتمُ فيها البحث.»
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «إجراء الأبحاث الطبية في أفريقيا: الفرص والمفاهيم الخاطئة». الأصوات العالمية. 19 أكتوبر - تشرين الأول 2017.
شارك الخبر:
|