أوغندا واحدة من أكثر دول العالم ترحيبًا بطالبي اللجوء السياسي

من ويكي الأخبار

الثالث 12 يوليو 2016


لم يتوقع الممثلون عن 135 دولة مشاركة في القمة الإنسانية العالمية الأولى التي عقدت في اسطنبول الشهر الماضي أن تكون الأخبار جيدة لهذه الدرجة. جاءت القمة كفرصة لتوضيح الأعمال المتميزة التي أنجزتها دول معينة فيما يخص استقبال اللاجئين الذين يتم تجاهلهم باستمرار من وسائل الإعلام الدولية، ومساعدتهم على الاندماج. بالنظر إلى جهودها في إيواء اللاجئين، تعد أوغندا واحدة من نجوم هذه القمة.

كان قد سبق قمة اسطنبول اجتماعًا إقليميًا افتتاحيًا في كامبالا، صرّح خلاله رئيس وزراء أوغندا أبولو نسيبامبي أنه من غير المقبول بالنسبة لأفريقيا – التي نالت استقلالها عن القوى الاستعمارية الأوروبية منذ أكثر من 50 عامًا – أن تظل هي القارة الأكبر من حيث عدد اللاجئين والأشخاص الذين تم تهجيرهم داخليًا. كما ناقش خطورة الفشل في حماية اللاجئين، وتقديم الدعم لهم بفعالية، والعجز عن إيجاد حلول في الموعد المناسب للمشكلات التي تسببت في أزمة الهجرة على تقدّم أفريقيا ومدى تأثير ذلك على السلام والاستقرار.

وقد اعترفت أوغندا، التي عانى جيرانها من انعدام الاستقرار والحرب، بقرابة 700 ألف لاجئ من جنوب السودان والصومال وبوروندي ورواندا والكونغو في عام 2016.

كانت السياسة التي اتبعتها أوغندا لاستقبال اللاجئين سببًا في اعتبارها ملاذًا إقليميًا هامًا؛ حيث يبعد مخيم ناكيفيل لللاجئين، الذي تأسس عام 1958 لإيواء اللاجئين التوتسي الفارين من ثورة هوتو في بلدهم، عن العاصمة الأوغندية كامبالا ست ساعات، وتمتد مساحته إلى 184 كيلومترًا مربعًا، ويشمل بحيرة وتلالًا والكثير من الأنهار وأرض زراعية خصبة، بحسب تقرير المنظمة غير الحكومية كاريتاس جوما:

«النص الأصلي:Le modèle de l’Ouganda est presque unique en ce qu’il accorde aux réfugiés. Selon les observateurs, ce qui rend l’Ouganda unique, c’est la prise en charge immédiate des réfugiés et l’aide qui leur est apportée. En Ouganda, les réfugiés ont la possibilité de contribuer à l’économie locale.»

«ترجمة:يعد النموذج الأوغندي فريدًا بشكل عملي من حيث الخدمات التي يقدمها لللاجئين. وبحسب شهادة المراقبين، ما يجعل أوغندا فريدة هو الدعم والمساعدة العاجلة التي تقدمها لللاجئين. في أوغندا تتاح لللاجئين فرصة المساهمة في الاقتصاد المحلي.»

زار ويل جونز، الباحث في مركز دراسات اللاجئين في جامعة أوكسفورد المخيم منذ ثلاثة أعوام، وكتب على صفحة الإنترنت [1] Forced Migration Review مؤكدًا أن المخيم ليس كما يتوقعه أغلب الناس:

«النص الأصلي:Il ne s’agit pas du ghetto surpeuplé généralement représenté dans les médias. Nakivale est une confédération de villages autosuffisante grâce à ses activités de culture agricole et d’élevage, qui produisent même un surplus exporté hors de ses limites. Bien que le camp de Nakivale se trouve au milieu de nulle part, il n’est en aucun cas isolé des activités culturelles, sociales et économiques: on y trouve des marchés, plusieurs cinémas et d’innombrables smartphones, qui signalent que la population tire avantage de l’antenne de téléphonie mobile érigée au centre du camp.»

«ترجمة:لا يعد مخيم ناكيفيل مزدحمًا كالمخيمات التي نراها في وسائل الإعلام، بل مجموعة من القرى تضم الأراضي المزروعة والمزارع الحيوانية لتوفير الغذاء اللازم وإنتاج الفائض لتصديره إلى الخارج، ورغم أن مخيم ناكيفيل يقع في منطقة نائية، إلا أنه ليس معزولًا عن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية؛ فثمة أسواق والعديد من دور العرض السينمائي، كما تستفيد العديد من الهواتف الذكية من محطات تقوية شبكات المحمول الجديدة التي أنشئت في وسط المخيم.»

وفي مقالة نشرت على مدونة في فبراير/شباط 2016، أوضحت أليس أولبرايت، المدير التنفيذي لمبادرة الشراكة العالمية للتعليم أن أوغندا قد وضعت اللاجئين بعين الاعتبار ضمن خطتها التنموية:

«النص الأصلي:Malgré ces difficultés, le gouvernement ougandais reconnaît que le coût de la protection et de l’aide aux 250 réfugiés qui arrivent chaque jour dans le pays est minime comparé à celui de l'inaction. Conscient que le déplacement de populations constitue un problème de développement à long terme, le pays a intégré la question des réfugiés dans son Plan national de développement. Les écoles des camps de réfugiés sont administrées par le Ministère de l’Éducation.»

«ترجمة:رغم هذه الصعوبات، تعترف الحكومة الأوغندية أن تكلفة تقديم الحماية والمساعدة إلى 250 لاجئ يصلون يوميًا إلى البلاد قد تأثرت نتيجة لتجاهل الأزمة. ولأن أوغندا تدرك أن الهجرة تشكّل عقبة طويلة الأمد أمام التطور، فقد قامت بإدراج مشكلات اللاجئين في خطتها للتنمية القومية بحيث تدير وزارة التعليم المدارس في مستوطنات اللاجئين.»

في مقال نُشر مؤخرًا على موقع Cairn.info بعنوان “الأبعاد المكانية والجغرافية/السياسية لإيواء اللاجئين – المستعمرات الزراعية للمنفيين السودانيين في أوغندا”، اكتشف لوك كامبريزي، الخبير الجغرافي ومدير أبحاث معهد تطوير البحث العلمي مدى اختلاف استجابة أوغندا لأزمة اللاجئين عن الممارسات الشائعة في الأماكن الأخرى:

«النص الأصلي:Contrairement au schéma classique qui consiste à endiguer les mouvements de réfugiés en regroupant ces derniers dans des camps, le gouvernement ougandais a fait le choix d’ouvrir des colonies agricoles pour les victimes de la guerre civile au Soudan. Après une analyse de cette expérience dans les deux principales zones d’accueil (Rhino Camp et district d’Adjumani), il apparaît que l’objectif recherché par le gouvernement est avant tout une opération d’aménagement et de développement du territoire avec l’appui et les moyens de l’aide humanitaire internationale.»

«ترجمة:وبخلاف الحل الشائع الجاري تطبيقه للتحكم في حركة اللاجئين بتركيزهم داخل المخيمات، كانت الحكومة الأوغندية تعمل على إنشاء “مستوطنات ريفية” للهاربين من الحرب الأهلية في السودان. بعد تحليل مفصل لهذه التجربة في منطقتين لإيواء اللاجئين، وهما مخيم رينو ومنطقة أدجوماني، يبدو أن هدف الحكومة الرئيسي كان التخطيط لاستخدام أراض شاسعة وتنفيذ عمليات للتطوير باستخدام الوسائل المقدمة من المساعدات الدولية الإنسانية.»

وفي مقال آخر نشر في يونيو/حزيران 2014 على موقع Irinnews.org استعرض ألكسندر بيتس، مدير مركز دراسات اللاجئين في جامعة أوكسفورد بمساعدة فريقه (الذي يتضمن الباحث ويل جونز المذكور أعلاه) بحثًا تفصيليًا حول الحالة المعيشية لللاجئين:

«النص الأصلي:Alors, que font les réfugiés pour vivre ? Ils cultivent, bien sûr, et pas seulement dans les localités rurales. Près de la moitié des réfugiés congolais, rwandais et sud-soudanais interrogés par les chercheurs cultivent leurs propres parcelles. D’autres sont ouvriers agricoles. Seuls les Somaliens n’ont montré que très peu d’intérêt, voire aucun, pour l’agriculture.»

«ترجمة:إذن ما هو العمل الذي يبقيهم على قيد الحياة؟ إنه الزراعة بالتأكيد في المستوطنات الريفية وما حولها. ذكر نحو نصف اللاجئين من الكونغو ورواندا وجنوب السودان ممن أجرى الباحثون المقابلات معهم أنهم لديهم أراض خاصة بهم بينما يعمل آخرون كعمال في المزارع، فقط الصوماليون لم يبدوا اهتمامًا كبيرًا أو أي اهتمام على الإطلاق بالزراعة.»

ليست الزراعة عملًا من أجل العيش فحسب:

يأتي مشترو المحاصيل الأوغندية بانتظام إلى المستوطنات للحصول على كمية كبيرة من غلال كيانجوالي وحملها إلى سوق هواما. تحدث الباحثون إلى أحد التجار في هواما والذي اشترى نحو 500 طن من الذرة والفول من المزارعين اللاجئين العام الماضي – أي نحو 60 بالمئة من مخزون بضاعته، وقام ببيع الذرة لأجزاء أخرى من أوغندا، ولمناطق أخرى مثل تانزانيا وجنوب السودان.

يسعى المزارعون الآن في كيانجوالي إلى تقليل عدد الوسطاء وبيع محاصيلهم مباشرةً في السوق من خلال التعاون مع أكثر من 500 عضو بما في ذلك بعض المزارعين الأوغنديين من القرى المحلية. حيث بدأت “مزارعو كوانجوالي التقدميون” – المسجلة كشركة محدودة – في إتمام العقود لتوريد الغلال مباشرة للمنتجين.

بينما انطلق في قرية رواموانجا مشروع للادخار والقروض يعرف باسم “Solo Effort” (جهد فردي) لمساعدة اللاجئين والمواطنين على تربية المواشي وابتكار أنواع أخرى من المشاريع. بدأ هذا المشروع منذ عامين ووصل أعضاؤه الآن إلى 139 عضوًا. في هذا الفيديو أوضحت سيدة تدعى ريبيكا كيف نجحت في انتشال نفسها من الفقر بفضل هذا المشروع:

Uganda: Microcredit Programme Helps Refugees And Hosts To Grow على يوتيوب

مع ذلك ما زالت هناك صعوبات حين يتعلق الأمر بتنفيذ سياسة أوغندا لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم على الاندماج؛ على سبيل المثال يوضح موقع Caritasgoma.org “انعدام ثقة” بعض السكان المحليين تجاه الوافدين الجدد للبلاد:

«النص الأصلي:Mais le camp de Nakivale se trouve à proximité des villages ougandais où des paysans pratiquent des cultures de substance. En voyant le gouvernement qui enlève leurs terres pour faire de la place aux réfugiés, les premiers ne sont pas contents de l’aide apportée aux seconds. D’où, une certaine méfiance à l’égard des réfugiés. Le gouvernement soutient que ces terres avaient été prévues pour les demandeurs d’asile. Dans un pays qui a l’une des populations les plus jeunes et les plus dynamiques dans le monde, l’accès la terre est un défi auquel doivent faire face les politiques de réfugiés en Ouganda. Mais pour l’instant, le gouvernement et les populations locales sont déterminés à prendre soin de ceux qui sont dans le besoin et de la meilleure façon possible.»

«ترجمة:يقع مخيم ناكيفيل بالقرب من القرى الأوغندية حيث تُزرع المحاصيل الأساسية، وباستيلاء الحكومة على أراضي المزارعين هناك لتوفير مساحة للاجئين، لم يسعد السكان بتقديم هذا الدعم لهم؛ وبالتالي فثمة شعور بانعدام الثقة في اللاجئين. بينما تدعي الحكومة تخصيصها هذه الأرض تحديدًا في وقت سابق للمطالبين بحق اللجوء. في دولة لديها أحد أسرع معدلات النمو السكاني وأصغر السكان عمرًا في العالم، يمثل النفاذ إلى أراضيها تحديًا يجب على سياسة اللاجئين في أوغندا مواجهته. لكن بالنسبة للوقت الحالي، فالحكومة والسكان المحليون عازمون على رعاية كل محتاج بأفضل طريقة ممكنة.»

مصادر[عدل]