أحداث يوم الخميس 24/2/2011 م من ثورة 17 فبراير الليبية

من ويكي الأخبار

أحداث يوم الخميس 24/2/2011 م من ثورة 17 فبراير الليبية (معركة بالزاوية ومصراتة):

مقال تفصيلي :ثورة 17 فبراير

تصريح سيف الإسلام القذافي[عدل]

قال سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في تصريحات بثها التلفزيون الليبي الرسمي أن ليبيا ستكون مفتوحة اعتبارا من اليوم أمام كل الصحفيين من جميع أنحاء العالم لنقل مجريات الأوضاع وتوضيح الحقائق حسب تعبيره.

وأضاف أن التحدي أمام الصحفيين الذين سيأتون إلى ليبيا بالمئات يتمثل في الكشف عن أي مكان تعرض للقصف الجوي الذي ادعت وسائل الإعلام أنه نُفذ ضد عدد من أحياء طرابلس حسب تعبيره.[1]

اتصال هاتفي للزعيم معمر القذافي[عدل]

في اتصال هاتفي للتلفزيون الليبي اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالتلاعب بالليبيين، مطالبا إياهم بنزع سلاح المحتجين المطالبين برحيله الذين سيطروا على مناطق واسعة من البلاد. وقال القذافي الذي تحدث خلاله بنبرة هادئة مقارنة بخطابه الأخير الذي ظهر فيه أكثر توترا، أن بن لادن هو العدو الذي يتلاعب بالناس وإن القاعدة تسعى لإقامة دولة إسلامية في ليبيا، معتبرًا أنها تتحكم في المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكمه. ودعا الليبيين إلى طاعة ولي الأمر وعدم اتباع "عملاء بن لادن المجرم" والإصغاء إليهم.

ودعا القذافي إلى الهدوء معتبرا أنه ليس مسؤولا عما يجري من تخريب وتدمير وأن السلطة بيد الشعب ولجانه الثورية. وأشار إلى أنه لا يملك سلطة فعلية وإنما سلطة أدبية وأنه سلم السلطة لليبيين منذ 1977 م. واستشهد بملكة بريطانيا وملك تايلند الذين لا يحكمان فعليا بل إن منصبهما شرفي معنوي منذ عشرات السنين.

وقدم تعازيه للقتلى من رجال الأمن الذين سقطوا في المواجهات. لكنه جدد اتهامه للمحتجين على نظامه بتعاطي حبوب الهلوسة، التي قال أن تنظيم القاعدة يوزعها عليهم.[2]

ثروة القذافي[عدل]

نشر موقع ويكيليكس تقارير قالت أن العقيد معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 م البالغة 22 مليار دولار.

وتقول التقارير إن معظم استثمارات القذافي في إيطاليا بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وهو يمتلك نحو 5% من كبرى الشركات الإيطالية، كما يمتلك أسهما في نادي يوفنتوس وشركة نفط "تام أويل" وشركات تأمين واتصالات وشركات ملابس شهيرة.

وتقدر الإحصاءات أن ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة الوطن العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار مدة ثلاث إلى أربع سنوات.[3]

تجميد أرصدة معمر القذافي[عدل]

أمرت الحكومة السويسرية بتجميد أموال تعود للزعيم الليبي معمر القذافي والمقربين منه في بنوكها. وجاء في بيان للخارجية السويسرية أنه "تفاديا لاستخدام خاطئ للأموال العامة الليبية، قرر المجلس الفدرالي (الحكومة) أن يجمد مع مفعول فوري كل الأرصدة المحتملة لمعمر القذافي والمقربين منه في سويسرا".

وأضاف البيان أن هذا القرار يرمي إلى "تجنب أي خطر لاختلاس أرصدة ليبية لا تزال موجودة في سويسرا". وقالت السلطات السويسرية إن تطبيق هذا القرار "يبدأ اليوم وهو صالح لثلاث سنوات".

وفي الوقت الذي قال فيه القذافي في خطابه الأخير أنه لا يمتلك شيئا، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن أسرة القذافي تحتفظ بمليارات الدولارات في مصارف سرية بدبي وجنوب شرق آسيا وبعض المصارف الأجنبية. وقال البروفيسور تيم نيبلوك من جامعة إكستر البريطانية إن الفرق بين دخل النفط الليبي وميزانية الدولة يذهب كله إلى جيوب أفراد أسرة القذافي خاصة أبناءه.

ولم يقتصر تصرف القذافي في أموال دولته على حساباته الخاصة، بل قدم كثيرا من الأموال للقادة الأفارقة مثل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي. كما قدم دعما ماليا كبيرا لقبائل الزغاوة في دارفور، دعما للتمرد هناك كما يقول تيبلوك.[3]

وقد سحبت ليبيا معظم أموالها من بنوك سويسرا قبل عامين، بعد خلاف أثاره قبض السلطات السويسرية على هنيبعل ابن القذافي في أحد الفنادق السويسرية بتهمة الاعتداء على اثنين من العاملين معه في يوليو/تموز 2008 م.[4]

قوافل إغاثة[عدل]

  1. مصر: توجهت قوافل إغاثة جديدة من مصر إلى شرق ليبيا المحرّر من حكم العقيد معمر القذافي. وانطلقت مساء أمس من القاهرة قافلتا إغاثة يرافقهما نحو خمسين طبيبا, تحملان أدوية وأغذية بقيمة خمسة ملايين جنيه (850 ألف دولار تقريبا). ويأتي إرسال القافلتين بمبادرة من نقابة الأطباء المصرية, وجمعية "مصريون لدعم ثورة ليبيا على الفيسبوك" في سياق حملة تضامن شعبية مصرية مع الشعب الليبي, واستجابة لنداءات استغاثة أطلقها أطباء ليبيون طيلة الأسبوع الماضي.[5]
  2. تونس: وتشهد المنطقة الحدودية بين تونس وليبيا بدورها حملة مشابهة مع أن المنظمات الأهلية لا تستطيع عبور الحدود في الوقت الحاضر. وجمعت لجان أهلية من بينها لجنة حماية الثورة في مدينة بنقردان الحدودية أدوية ومساعدات أخرى مختلفة. ويقول تونسيون إن في وسعهم إدخال المساعدات إلى الجانب الليبي بوسائلهم الخاصة.[5]

إعدام رجال الأمن[عدل]

أظهرت صور عرضتها وسائل الإعلام جثثاً لرجال بزي الأمن ملقاة على الشوارع قيل أنهم تعرضوا للإعدام بعد رفضهم الانصياع للأوامر بقمع وقتل المتظاهرين الليبيين. وتظهر الصور الجثث وهي مكبلة الأيدي وعليها آثار استهداف الرصاص للرأس مباشرة.[6]

مظاهرات عالمية تضامناً مع الشعب الليبي[عدل]

شهدت عواصم عربية وعالمية اليوم مظاهرات شارك فيها مئات تضامنوا مع الاحتجاجات الليبية، ونددوا بالمذابح التي ينفذها نظام القذافي:

  1. دونيتسك - أوكرانيا: متحدين البرد الشديد، خرج الأربعاء والخميس مئات من الطلاب الليبيين والعرب والأجانب والأوكرانيين في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا للتظاهر تأييدا لثورة الشعب الليبي ضد نظامه الحاكم، واحتجاجا على المجازر التي يرتكبها النظام بحق المحتجين في عدة مدن. وقد طالب الطلاب المتظاهرون بوقف المجازر التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص حتى الآن، ومحاكمة الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه، كونهم المسؤولين عنها. ودعوا السفير الليبي في العاصمة كييف إلى الانضمام لقائمة "الشرفاء" من الليبيين الذين أعلنوا استقالاتهم في ليبيا وخارجها، والانحياز إلى صف الشعب الثائر وقضيته العادلة.[7]
  2. غزة - فلسطين: شارك عشرات النقابين والمهنيين في وقفة تضأمنية نظمها تجمع النقابات المهنية في مدينة غزة إسنادا وتعزيزا لمطالب الشعب الليبي بإسقاط نظام معمر القذافي، ونددوا "بالمجازر والقمع الإجرامي للمحتجين الليبيين". ورفع المتضامنون الأعلام الليبية القديمة، ولافتات تندد بالمجازر التي يرتكبها القذافي بحق أبناء شعبه من المحتجين على نظامه، مطالبين بتنحيه عن الحكم فورا، كما أطلق المشاركون عددا من الحمام والبالونات، في إشارة للحرية.[8]

مسلسل الانشقاقات[عدل]

  1. السلك الدبلوماسي: دعا مبعوث ليبيا لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم القذافي للتنحي من منصبه، وقال في رسالة وجهها له في اتصال عبر قناة الجزيرة "أخي القائد، ليبيا أكبر من الجميع". وأضاف قبل أن يغلق سماعة الهاتف "لعنة الله على السلطة، لعنة الله على الثروة، في سبيل الوطن".[6]
  2. السلك الدبلوماسي: أعلن السفير الليبي في الأردن محمد البرغثي استقالته من منصبه، قائلا أنه قرر أن يقف إلى جانب الشعب.[9]
  3. مدير أمن شعبة بنغازي: العميد علي محمود هويدي انضم إلى قائمة الشخصيات الأمنية التي أعلنت تخليها عن الزعيم الليبي معمر القذافي، وانضمامها إلى ثورة الشعب المطالبة بتنحيه.[10]
  4. رفض قائد سفينة حربية ليبية أوامر من القذافي بقصف مدينة بنغازي، ووصل بها إلى مالطا لينضم إلى طيارَيْن رفضا أوامر عسكرية باستخدام سلاح الطيران، ولجآ في وقت سابق إلى مالطا.[10]
  5. قاعدة بنينة الجوية: أصدر ضباط وجنود قاعدة بنينة الجوية الواقعة بضاحية بنغازي الليبية بيانا يؤيدون فيه الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي، ويطالبون بتنحيته.[9]
  6. مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي: بُث عبر موقع فيسبوك شريط تسجيلي لمدير الإدارة العامة للبحث الجنائي العميد صالح مازق عبد الرحيم البرعصي وهو يعلن الاستقالة من منصبه، متضامنا مع أهله ومدينته احتجاجا على استخدام السلطات الليبية مرتزقة أجانب في ضرب المتظاهرين.[9]
  7. انشقاق أحمد قذاف الدم: أعلن أحمد قذاف الدم الممثل الشخصي للزعيم الليبي معمر القذافي ومنسق العلاقات الليبية المصرية انشقاقه عن النظام. وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد أن قذاف الدم (وهو ابن عم معمر القذافي) قد قدم اليوم استقالته من منصبه وطلب اللجوء السياسي إلى مصر. وكان قذاف الدم قد غادر القاهرة اليوم إلى دمشق وعاد منها لاحقا ثم كشف عن قرار استقالته.[11]

قبائل أولاد علي في مصر[عدل]

أكد شيوخ وأبناء قبائل أولاد علي بمصر تأييدهم لأبناء عمومتهم من الثوار الليبيين في نضالهم المشروع ضد حكم العقيد معمر القذافي، واستبعدوا أن يجرؤ أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية ومبعوث القذافي على تحريضهم أو حشدهم للقتال ضد إخوانهم في ليبيا أو استعمالهم كدروع بشرية للدفاع عن النظام الليبي.[12]

الأحداث الميدانية (معركة بالزاوية ومصراتة)[عدل]

الزاوية[عدل]

قتل 16 شخصا وأصيب أكثر من أربعين آخرين في اقتحام نفذته قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي لمدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس.

فقد هاجمت قوات أمنية تابعة للقذافي أكثر من ثلاثين ألف متظاهر كانوا متمركزين في ساحة بلدة الزاوية (50 كلم غربي طرابلس) ومسجدها القريب وفتحوا النار عليهم، مما أدى إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 45. غير أن صحيفة قورينا الليبية نقلت عن مصادر طبية قولها أن القتلى في الزاوية 23 والجرحى 44، وإن المصابين "لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات نظرا لإطلاق النار الكثيف من قبل الكتائب الأمنية"، وأضافت أن الأهالي في المدينة قد أخرجوا الجثث والجرحى من مستشفى المدينة خوفا من أن تقع في أيدي الكتائب الأمنية.

ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن شهود عيان أن عددا من الأهالي كانوا يحملون بنادق صيد للدفاع عن المحتجين، وأشاروا إلى أن المهاجمين استخدموا الرشاشات المضادة للطائرات لقصف منارة المسجد.

وقال الشهود أن الهجوم وقع في الساعة الثامنة صباح اليوم عندما كان أكثرية المتظاهرين قد توجهوا لمنازلهم لتناول الطعام، بعد ليلة من الاعتصام، وقد تصدى أهالي المدينة بصدورهم العارية للمهاجمين الذين كانوا يستقلون 30 سيارة تويوتا كروزر يطلقون أسلحة مضادة للدروع. وأضاف الشهود أن الكثير من المهاجمين هم من المرتزقة، وأن سكان المدينة انتفضوا بعد هذه المجزرة وخرجوا للشوارع وقد أصبحوا أكثر إصرارا على رحيل القذافي.

وذكر شاهد العيان علاء الزاوي –الذي كان يتحدث من ساحة الشهداء بالزاوية- أن 40 ألف متظاهر كانوا لا يزالون حتى بعد ظهر اليوم يسيطرون على المدينة ويعتصمون بميدانها بعد دحر المهاجمين.

ثم شنت الكتائب الموالية للقذافي لاحقا حملة كر وفر داخل المدينة، في حين أشار شاهد عيان إلى أن المجموعة الأمنية المذكورة عادت للتمركز على بعد سبعة كيلومترات منها.[1]

يشار إلى أن موفدا من العقيد القذافي كان قد حضر إلى المدينة اليوم ودعا المحتجين من سكانها إلى وقف اعتصامهم أو مواجهة مجزرة، حسب ما قال أحد الشهود لوكالة أسوشيتدبرس. ووقع الهجوم بعد أن رددت وسائل الإعلام الرسمي أن القذافي سيوجه خطابا إلى سكان الزاوية التي يقع على مقربة منها ميناء لتصدير النفط ومصفاة للتكرير، والتي كانت بين بلدات قليلة في الغرب الليبي أعلنت تمردها على النظام الذي خسر سيطرته على كامل شرق البلاد. لكنه هاجم سكان المدينة في الخطاب واتهمهم بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ودعاهم لمنع أبنائهم من المشاركة بالاحتجاجات.[13]

مصراتة[عدل]

هاجمت كتيبة تابعة للقذافي مطار المدينة وقتلت أربعة من الثوار، قبل أن يتمكن رفاقهم بعد ذلك من صدها في منطقة السكت جنوب المدينة. وأكد أحد الثوار أن مصراتة الآن تحت سيطرة سكانها بالكامل، غير أنه أعرب عن قلقه لأن المدينة تقع بين مدينتي سرت وطرابلس، وهما معقلا القذافي.[14]

بنغازي[عدل]

أما في بنغازي فقد تواصلت الاحتفالات في المدينة ليل نهار ابتهاجاً بتحرير المدينة وتثبيتاً لباقي المدن حتى تكمل تحررها.

طرابلس[عدل]

ملأت أصوات إطلاق النار والمدفعية أرجاء المدينة، كما ترددت أنباء عن محاصرة كتائب مسلحة لقرى ومناطق قريبة من طرابلس. علماً أن الكتائب المسلحة وعناصر اللجان الثورية كانت تنتشر بالمدينة في أوقات النهار، لكن تحركها في الليل انحصر بالشوارع الرئيسة دون الدخول إلى الأحياء الداخلية والتي يلجأ فيها الأهالي للسلاح الأبيض لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.

كما قامت القوات التابعة للقذافي بإخلاء كل الجرحى والمصابين من مستشفيات طرابلس بهدف إخفاء آثار الجريمة, ثم تم نقلهم إلى مطار معيتيقة العسكري قرب طرابلس، دون أن يعلم أحد ما سيكون مصيرهم.

وكانت الحياة شبه متوقفه بالمدينة، حيث لا جامعات ولا مدارس، والمواطنون توقفوا عن الذهاب لأعمالهم فيما يشبه العصيان المدني.[6]

انظر أيضاً[عدل]

المصادر[عدل]