أحداث يوم الجمعة 25/3/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011

من ويكي الأخبار

أحداث يوم الجمعة 25/3/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011 (جمعة العزّة - انتهاك الخطوط الحمراء):

سقط عشرات القتلى والجرحى في احتجاجات عمت مدن ومحافظات سوريا, في تحد غير مسبوق لنظام حكم الرئيس بشار الأسد, الذي قدم وعودا بالإصلاح تتضمن دراسة رفع حالة الطوارئ ورفع مستوى المعيشة. فعلى الرغم من الإصلاحات غير المسبوقة التي أعلنها النظام السوري أمس, استجاب مئات الآلاف من الشبان السوريين للدعوة التي أطلقتها صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد .. في موقع فيسبوك وخرجوا للتظاهر اليوم فيما سمي بجمعة العزة. واتسع نطاق الاحتجاجات وامتد ليشمل أغلب مناطق سوريا, وسط تحرك رسمي لفرض قيود على تغطية وسائل الإعلام. وأدت مظاهرات اليوم إلى مقتل العشرات برصاص قوات الأمن رغم أن القيادة السورية ذكرت أمس أن الرئيس بشار الأسد أصدر تعليماته بعدم إطلاق الرصاص على المحتجين.[1]

وزير الإعلام يقول أن الوضع هادئ[عدل]

في خضم هذه المظاهرات التي شملت معظم أنحاء سوريا اليوم وما رافقها من قمع وحشي قال وزير الإعلام السوري محسن بلال أن "الوضع هادئ تماما في جميع أرجاء سوريا وأن السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الإرهابيين".[2]

الاحتجاجات (جمعة العزّة - انتهاك الخطوط الحمراء)[عدل]

  1. حماة: تدفق آلاف المتظاهرين إلى الشوارع عقب صلاة الجمعة واتجهوا نحو مركز المدينة وهم يهتفون بشعارات تطالب بالحرية مثل: "بالروح بالدم نفديك يا درعا" وأيضاً: "حرية..حرية..سلمية..سلمية" و"لا إله إلا الله". وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد أرسل قواته إلى حماة عام 1982 م لسحق المعارضة مما أسفر عن مجزرة ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين, وعرفت باسم مجزرة حماة.[2]
  2. درعا (مقتل 15 وإحراق تمثال حافظ الأسد وتمزيق صور بشار الأسد): اندلعت أعنف الاحتجاجات اليوم في درعا حيث شارك آلاف السوريين من سكان مدينة درعا بعد صلاة الجمعة في تشييع عددا من القتلى الذين قضوا في مظاهرات شهدتها المدينة يوم الأربعاء الماضي. علماً أن قوات الأمن منعت وسائل الإعلام من دخول المدينة وطلبت منهم العودة إلى العاصمة دمشق وعدم الرجوع إلى درعا، وأرفقت موكبهم بسيارتين أمنيتين إحداهما بمقدمة الموكب والثانية بمؤخرته.[3] واحتشد الآلاف من مواطني درعا في المسجد العمري ومسجد أبي بكر الصديق لحضور مراسم التشييع. وطالب خطيب الجامع العمري الشيخ أحمد الصياصنة في خطبة الجمعة التي شارك فيها أكثر من 50 ألف شخص بالقصاص ممن أطلق الرصاص على أبناء المدينة. ثم خرج آلاف المتظاهرين حاملين الأعلام السورية وأغصان الزيتون وهتفوا مطالبين بالحرية فأطلقت قوات الأمن الرصاص والغاز المسيل للدموع عليهم مما أدى إلى مقتل 15 شخصا. ثم اتجه المحتجون نحو تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد (الذي يحكم ابنه بشار البلاد منذ عام 2000 م) وقاموا بهدمه ثم إضرام النار فيه[4] كما قام المتظاهرون بتمزيق صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد موجودة على نصب ضخم وسط هتافات: "حرية..حرية". ودوت شعارات تطالب بالإصلاح والحريات العامة مثل "يا بثينة يا شعبان شعب درعا مش جوعان", في إشارة إلى تصريحات مستشارة الرئيس السوري أمس بشأن زيادة الرواتب ووعود بالإصلاح.[1] كما صب المحتجون غضبهم على ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري ورامي مخلوف ابن خال الرئيس الذي يسيطر على الأنشطة التجارية في سوريا. فقد دعت الشعارات شقيق الرئيس السوري إلى إرسال قواته لتحرير هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 م بدلا من أن يقتل بها أهالي درعا.[2] وبحلول المساء اختفت قوات الأمن فتجمع حشد من المحتجين مرة أخرى في الميدان الرئيس وأضرموا النار في مبنى حكومي.[4]
  3. الصنمين (مقتل 20): في الصنمين (التابعة لمحافظة درعا) قُتل 20 محتجا على الأقل وأصيب 40 آخرون عندما أطلقت قوات المخابرات العسكرية النار عليهم عشوائيا بينما كانوا يشيعون قتلى سقطوا في احتجاجات درعا في وقت سابق من هذا الأسبوع.[4]
  4. داعل: في داعل (التابعة لمحافظة درعا) خرج المئات من أهالي القرية في مسيرة تضامنية إلى درعا القريبة هاتفين "الحرية الحرية" و"داعل ودرعا لن تذلا"، ورافعين أعلام سوريا، وبينما أطلق الراكبون أبواق دراجاتهم وسياراتهم، اكتفى الأمن بالمشاهدة ولم يتدخل.[3]
  5. بلدات درعا الأخرى: انطلقت مواكب جنازة في بعض بلدات محافظة درعا ومنها بلدة عتمان حيث شيّع اثنان من أبنائها واثنان في خربة غزالة.[1]
  6. دمشق (الشعب يريد إسقاط النظام): شهدت عدة أحياء في العاصمة دمشق مظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة, منها من الجامع الأموي حتى ساحة المرجة (حيث تم قمعها بشدة) وأخرى من جامع الرفاعي نحو ساحة كفر سوسة ومظاهرات أخرى في عدة أحياء. وتعالت الهتافات بـ: (الشعب يريد إسقاط النظام) لأول مرة في سوريا. كما ردد المتظاهرون هتافات: "بالروح بالدم نفديك يا درعا"، وطالبوا بإجراء إصلاحات سياسية وإطلاق الحريات ومكافحة الفساد. وقد تدخلت قوات الأمن السورية وقامت بقمعهم بقسوة واعتقال العشرات منهم.[3]
  7. المعضمية (مقتل 3): في ضاحية المعضمية (التابعة لمحافظة دمشق) قُتل 3 متظاهرين برصاص قوات الأمن التي طوقت الضاحية واعتقلت العشرات.[5]
  8. التل: في التل (التابعة لمحافظة دمشق) شارك نحو ألف شخص في المظاهرات، ورددوا شعارات تضامنية مع أهل درعا, كما هتفوا بشعارات تصف أقارب الرئيس بشار الأسد باللصوص.[2]
  9. اللاذقية (مقتل 5): أغلقت قوات الأمن السورية المدينة بالكامل ومنعت دخول وخروج السيارات.[2] لكن المتظاهرين أغلقوا جميع الطرقات في منطقة الصليبة ومنعوا دخول قوات الأمن والشبيحة وبدؤوا التحضير للاعتصام. وكانت حصيلة الصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين اليوم 5 قتلى وعشرات الجرحى.
  10. حمص: خرجت آلاف المتظاهرين الذين طالبوا بالإصلاح وهتفوا مؤيدين لأهالي مدينة درعا، كما طالبوا بإقالة محافظ المدينة. ثم تقدموا نحو نادي الضباط وقاموا بتمزيق صورة كبيرة للرئيس الراحل حافظ الأسد (والد الرئيس بشار الأسد) وركلوها بالأقدام.[4]
  11. تلبيسة: خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة تلبيسة قرب حمص. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالحرية وتدعو للتضامن مع درعا. كما قام المتظاهرون باقتحام مركز للشرطة وتمزيق صور للرئيس بشار الأسد.
  12. حلب: خرجت مظاهرة حاشدة من الجامع الأموي في حلب تطالب بالحرية والتضامن مع أهل درعا. فقامت قوات الأمن بقمعهم بقسوة شديدة.
  13. محافظات أخرى: من جانب آخر، حصلت تجمعات لعدد من المواطنين في عدة مدن مثل جبلة والسلمية تدعو لتلبية مطالب محلية، والإسراع في تنفيذ الخطوات الإصلاحية ومكافحة الفساد.[4]

الموقف الإسرائيلي[عدل]

في هذه الأثناء قال محللون إسرائيليون إن تقديرات الجيش الإسرائيلي ترى أن النظام السوري سينهار حتما وأن الوضع وصل إلى نقطة اللاعودة، وأن التخوف الأساسي هو على مصير الأسلحة غير التقليدية الكيميائية والبيولوجية التي في حوزة سوريا. وأضاف محلل الشؤون العربية للتلفزيون الإسرائيلي عوديد غرانوت أنه على الرغم من أن الاحتجاجات في سوريا لا تطالب الآن بإسقاط الرئيس الأسد، فإن استمرار هذه الاحتجاجات إلى جانب سقوط قتلى وجرحى فيها سيؤدي إلى انهيار النظام[4]

إدانات دولية[عدل]

حثت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشار الأسد على الامتناع عن العنف, كما اتصل به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا ليحثه على ضبط النفس.

  1. الولايات المتحدة: قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة تدين بقوة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين.[4]
  2. فرنسا: نددت فرنسا "بأعمال العنف" ضد المتظاهرين السوريين.[4] ودعت الحكومة الفرنسية سوريا إلى إصلاحات حقيقية وسريعة. وأشار المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إلى ضرورة رفع حالة الطوارئ, موضحا أن فرنسا أخذت علما بوعود الإصلاح.[1]
  3. بريطانيا: أعربت بريطانيا عن "قلقها الشديد" إزاء استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا، وأدانت أعمال العنف في مدينة درعا، مطالبة دمشق بتنفيذ الإصلاحات التي أعلنتها سريعا.[4]
  4. أستراليا: أعرب وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود عن قلق حكومته الشديد من الوضع الخطير في سوريا، في حين دعت وزارة الخارجية مواطنيها إلى إعادة النظر بشأن قرارهم السفر إلى هذا البلد.[3]
  5. تركيا: دعت وزارة الخارجية التركية حكومة سوريا إلى الوفاء بوعود الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في أسرع وقت ممكن. وأعربت عن أسفها لسقوط ضحايا بسبب العنف الآخذ في الانتشار في أنحاء جارتها.[2]
  6. الأمم المتحدة: اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا بالأسد ليحثه على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.[4]

انتهاك الخطوط الحمراء[عدل]

قام المتظاهرون يوم الجمعة 25/3/2011 م بأربعة أمور تعتبر خطوطاً حمراء لا يسمح النظام السوري بانتهاكها مهما حدث وهي:

  1. درعا: تمزيق صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد موجودة على نصب ضخم وسط هتافات: "حرية..حرية".
  2. درعا: هدم تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد (والد الرئيس بشار الأسد) ومن ثم إحراقه.
  3. حمص: تمزيق صورة كبيرة على مدخل نادي الضباط للرئيس الراحل حافظ الأسد (والد الرئيس بشار الأسد) وركلها بالأقدام.
  4. دمشق: إطلاق هتاف: (الشعب يريد إسقاط النظام) حيث دوّت الأصوات به في العاصمة السورية اليوم.

انظر أيضاً[عدل]

المصادر[عدل]