أحداث يوم الأربعاء 30/3/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011

من ويكي الأخبار

أحداث يوم الأربعاء 30/3/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011 (الخطاب الأول للرئيس):

الخطاب الأول للرئيس[عدل]

خلال جلسة أمام البرلمان وفي أول كلمة علنية له منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا, تجنب الرئيس السوري بشار الأسد تقديم تنازلات لمعارضيه في ما يتعلق بإصلاح الوضع السياسي في البلاد لأنه لا يريد على ما يبدو أن يظهر نظامه في موقف ضعف. وقال في خطابه أن سوريا هدفٌ لما أسماها مؤامرة لإحداث صراع طائفي، معتبرا أن بعض السوريين الذين تظاهروا ضد حكمه لهم مطالب مشروعة لكنهم تعرضوا لخداع من قلة متآمرة. واعترف بأن الإصلاح تأخر لكن سوريا ستبدأ الآن، موضحا "نريد أن نسرع ولا نتسرع" والتحدي هو نوع الإصلاح الذي نريد الوصول إليه. وأضاف أنه لا يمكن القول إن كل من خرج للشوارع يعد متآمرا. وأنهى الأسد كلمته دون الإعلان عن نهاية العمل بقانون الطوارئ، ورأى أن البقاء بدون إصلاح مدمر، لكنه حذر من التسرع فيه.[1]

استنكار الشعب للخطاب[عدل]

ألقى الرئيس بشار الأسد خطابه وهو غارق في الضحك بشكل أوحى للكثيرين أنه يحتفل بانتصاره على شعبه, في وقت كان يتوقع منه أن يقف دقيقة صمت حدادا على أرواح من سقطوا برصاص قواته الأمنية. كما أن أعضاء مجلس الشعب لم يتوقفوا عن التملق له بين الفينة والأخرى حتى كاد يتحول المجلس إلى مهزلة مفضوحة. عدا عن أن الخطاب الذي قيل أنه سيكون تاريخياً جاء بمضمون جاف على عكس ما كان ينتظر منه شعبه. وعقب الكلمة التي ألقاها تظاهر مئات الأشخاص في مدينة اللاذقية مرددين هتافات تطالب بالحرية. فتصدت لهم قوات الأمن وأطلقت عليهم الرصاص مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى.[2]

خلفية الخطاب لدى الشعب قبل إلقائه[عدل]

كان حديث الشعب في سوريا في الفترة ماقبل الخطاب و بناء على عدة رسائل من النظام (خاصة تصريح بثينة شعبان) يدور حول عدة محاور رئيسة وهي: محاربة الفساد, ومقاومة الحرس القديم للإصلاح الذي يريده الرئيس الشاب (هذا ما كان يتم تسويقه للرأي العام لتبرير التأخر في إجراء الإصلاحات), والتوزع غير العادل للثروة في سوريا وسيطرة القلة على مقدرات البلد, والاستفادة من دروس الثورات العربية التي سبقت سوريا.
وبخلاف كل هذه التوقعات (حتى من الطائفة العلوية ذاتها) جاء خطاب الرئيس بشار الأسد مخيبا للآمال ففي محور محاربة الفساد قال الرئيس السوري إن المفسدين هم قلة معروفة وقد تم إخراجها من البلد (وهذا يدل على عدم اعتراف الرئيس بوجود مفسدين رغم كل الوعود بمحاربة الفساد المسيطر على كل مفاصل الدولة). وفي محور محاربة الحرس القديم للإصلاح الذي يريده الرئيس الشاب: قال الرئيس إنه على عكس مايعتقده البعض فإن كل من هم حوله في النظام يحثونه على الإصلاح لكنه هو من يتأخر به. وفي محور التوزيع غير العادل للثروة: قال الرئيس السوري في خطابه إن الوضع في سوريا ليس كما هو عليه في تونس من حيث التوزيع غير العادل للثروة وأن التنمية في سوريا موزعة بشكل متزن (وهذا مايناقض الواقع الذي يكاد يلغي الطبقة المتوسطة من المجتمع). وفي محور الاستفادة من الثورات العربية الأخرى: كانت لهجة الخطاب حادة واحتوت على عدة كلمات للتحدي والجهوزية لدخول المعركة. كل هذا دل على أن النظام السوري لا يكاد يختلف عن غيره من باقي الأنظمة العربية المتكبرة كالنظام التونسي الذي سقط منذ شهرين ونصف بالثورة التونسية والنظام المصري الذي سقط قبل شهر ونصف بثورة 25 يناير, وبدلاً من المعالجة السياسية والاجتماعية للأزمة كان واضحا من خطاب الرئيس أن المعالجة الأمنية هي التي سيعتمدها كنهج في التعامل مع الاحتجاجات.

خطاب مخيب للآمال[عدل]

  1. قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر للصحفيين في واشنطن إن خطاب الرئيس السوري يفتقر إلى المحتوى، ووصفه بأنه دون التطلعات الإصلاحية التي يريدها الشعب السوري.[2]
  2. وصف المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع خطاب الأسد بالمخيب للآمال. وقال إنّه كان يتوقّع أن يسمع خطابًا يتضمن إصلاحات لا دراسات ومناقشات لحزب البعث. وأسف مناع كيف تجاهل الأسد الحديث عن الشبان الذين سقطوا في درعا، وقال "لم يقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ولم يذكرهم ويترحم عليهم". وذكر مناع أنه تلقى اتصالاُ من جريح في مظاهرات درعا قال له "عشت أربعة أيام حرية أثناء المظاهرات ولن أعود للعبودية".[2]
  3. اعتبر الناشط السوري من أجل الحقوق المدنية هيثم المالح أن خطاب الأسد خيّب الآمال في الإصلاح السياسي وينذر بمواصلة قمع التحركات الاحتجاجية في هذا البلد. وقال المالح إن الأسد "لم يقل شيئا، سبق أن سمعنا هذا الخطاب، يقولون دائما إن هناك حاجة إلى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع أنه لا يحصل أي شيء". وأبدى المالح أسفه قائلا "كان الجميع ينتظر ما سيقول، ما سيفعل، لكن.. لا شيء". وأضاف أن "الحكومة غير مستعدة لمنحنا حقوقنا"، معتبرا أن الرئيس "لم يقم بشيء منذ 11 عاما".[2]

الأسد تعلم من ثورات العرب[عدل]

جاء في ورقة تحليلية لمعهد ستراتفور الأميركي للدراسات الاستخبارية أن الرئيس السوري راقب الثورتين اللتين حصلتا في تونس (الثورة التونسية) ومصر (ثورة 25 يناير), والثورة التي تحصل الآن في اليمن (ثورة الشباب اليمنية), ودرس سلوك قادة تلك الدول مقابل مطالب المعارضة. وقد استنتج من ذلك أن الوعد بالإصلاح بينما النظام في موقف "دفاعي" يعني تشجيع المعارضة لا ثنيها عن بلوغ ما تريد. ويبدو الأسد في هذه المرحلة مصمما على الاستمرار في قمع الاحتجاجات التي بدأت من درعا وامتدت إلى حماة واللاذقية وحمص وغيرها. ووفقا لهذا التحليل, فإن أولوية الرئيس السوري الآن هي قمع المظاهرات حيثما كانت. وينقل المعهد عن مصادر خاصة به أن نظام الأسد لا يواجه مشاكل تتعلق بالخلافة, لكنه يعاني في المقابل من بعض التصدعات. ومن تلك التصدعات الخلاف بين قائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد (شقيق الرئيس), ونائب رئيس أركان القوات المسلحة السورية العماد آصف شوكت (صهر الرئيس) وفقا لأحد تلك المصادر. وحسب المصدر نفسه, فإن ماهر الأسد يعارض بشدة اتخاذ حزمة من الإصلاحات تشمل وقف العمل بقانون الطوارئ, بل إنه يرى في الإصلاحات الموعودة منذ 2005 م علامة ضعف.[3]

انظر أيضاً[عدل]

المصادر[عدل]