«الشحذة» و«النشل».. قصص واهية وأيدٍ خفيّة
الاثنين 14 نوفمبر 2016
{{تنتشر خلال موسم رمضان ظاهرتا «الشحذة» و«النشل»، وكلتاهما تثيران المشاعر والاستياء معاً.
«الشحذة» يلبس حلتها أشخاص محترفون، اعتادوا استمالة القلوب والبكاء بعرض القصص الواهية، وحمل الأطفال بصورة تحنن قلوب الأمهات والآباء، خصوصاً من كبار السن، وتختلف صور الشحذة بتعدد المشاهد الأشبه بالقصص الدرامية. كذلك، تنتشر الأيدي الخفية للمعروفين بـ«النشالين»، وهم فئة تختبئ غالباً في الطواف، وعند التزاحم في رمي الجمرات في موسم الحج، وهذه الفئة لا تكتفي غالباً بالسرقة من الجيوب أو حقائب السيدات، بل تستغل أداء الفروض لالتقاط مقتنيات الآخرين أثناء السجود والركوع في المشاعر. وسجلت قوات الأمن حالات النشل، من خلال التقاطها بالكاميرات المنتشرة في أنحاء المسجد الحرام وبقية المناسك، ومن خلال ما خصصته من قوة لمحاربة تلك الفئة المهينة من ضعاف النفوس.
يتحدث محمد القرني لـ«الحياة»: «دائماً ما يلفت الانتباه إيقاف شخص مجهول يرتدي الزي السعودي، يتحدث بحرقة، ويشرح ظرفه الصعب، وأنه أتى من منطقة بعيدة في أطراف المملكة وتعرض لسرقة أو ضياع أوراقه وبطاقاته، التي تحول دون مقدرته على الرجوع من حيث أتى، والعجيب في ذلك امتطاؤه سيارة محترمة بشكل محترم، ويطلب مبلغاً عالياً، ورقم الحساب، بنية إعادة المبلغ حال وصوله إلى مدينته».
أما سعاد علي، فتقول: «تكثر نوعية النساء اللاتي يطلبن مبالغ، بدعوى تعرضهن لإصابة أثناء رحلة العمرة، منعتها من أداء النسك، بسبب عدم مقدرتها على دفع مصاريف العلاج، وأخرى تبكي ترملها، وتحمل بين يديها أوراقاً لا تبدو حقيقيّة، لكنها تظهر من بعيد أنها رسمية، وتمنع العفة البعض من تفحصها».
وتقول أم عبدالله: «كنا نخشى دائماً تلك المواقف التي نسمع بها، ولا نتوقع حقيقتها، حتى رأينا رجال الأمن والمتطوعات من النساء العاملات داخل الحرم المكي الشريف يرصدون تلك الحالات باحترافية، وغالباً ما يكن سيدات من جنسيات مختلفة عربية وأفريقية».
ويقول نايف الشهري: «الخوف هنا يكون مضاعفاً من ظاهرة الشحذة، وأسهل ما يستطيع القول عنهم، إنهم مثل المنافقين، يبطنون النوايا الخبيثة عن تقربهم منك، وفي ظواهرهم أنهم أشخاص يريدون مساعدة الوقوف إلى جانبك، ومراقبة حاجتك، خصوصاً إذا كان الضحية من كبار السن الذين يواجهون صعوبة في التنقل بشكل عادي».
وأوضح أخصائي علم الاجتماع مسفر الغامدي لـ«الحياة»، أن هذه ظواهر مستديمة وتعتبر دخيلة على المجتمع المسلم، ولا سيما أنها تمارس في أماكن حُرم، ولكن أقرب ما يُصنف فاعلوها بأنهم يستشعرون أن تلك هي فرصتهم، ويشعرون بشطارة وذكاء عندما يكسبون المادة من الغير، ولتلك الظواهر إسهامات عدة، من الفشل في تكوين العقل لصالح أعمال أكثر عفة ونقاء، إذ إن البعض تعتبر لديه عادة وليست حاجة. وأضاف الغامدي: غالباً لا يتردد الشخص في الأيام المباركة في أن يودع الصدقة في أيدي المتسولين، بغية التقرب إلى الله، وعدم رد حاجة المتسول، وهو في واقع الأمر «مضلل عليه».}}