"بصمة".. مبادرة شبابية فلسطينية لمكافحة الفقر
الأحد 13 نوفمبر 2016
بادر فريق شبابي فلسطيني إلى تدشين برنامج خيري يسعى للحد من مشكلة الفقر المنتشرة بشكل كبير في الأراضي المحتلة وتعاني منها العديد من العائلات الفلسطينية، وذلك من خلال إنشاء مشاريع صغيرة تساعدها على توفير مصدر دخل دائم لها.
تقول المتطوعة أسيل عبد الكريم، إن برنامج "بصمة" هو المشروع الذي أطلقه شبان متطوعون من جامعات فلسطينية في الضفة الغربية، ويقوم بأعمال خيرية تطوعية، لزرع بسمة لدى عائلات فقيرة، عبر تنفيذ مشاريع لإعالتها، حتى تُغنيها عن سؤال الناس، وبالتالي المساهمة بالقضاء على الفقر بشكل فعال في المجتمع.
وتوضح الناشطة الفلسطينية لوكالة "قدس برس"، أن انطلاقة البرنامج قبل نحو ثلاث سنوات، تمّت بمبادرة فردية وانتقلت إلى ثلاث جامعات فلسطينية هي "جامعة النجاح الوطنية" بمدينة نابلس، و"جامعة بوليتكنك فلسطين" في الخليل، بالإضافة إلى جامعة "بيرزيت" في مدينة رام الله.
وعن كيفية توفير المبالغ اللازمة لإنجاز المشاريع الخيرية، بيّنت عبد الكريم أن الأعضاء المشتركين يدفعون مبلغا رمزيا، يرصد بشكل دائم، بالإضافة لاستقبال الفريق القائم على هذا البرنامج الكثير من التبرعات العينية والمادية، بعد الإعلان عن طبيعة المشاريع التي تهدف لإسعاد ومساعدة بعض فئات المجتمع مثل الأيتام وغيرهم.
وأشارت إلى أن المشاركة بالبرنامج متاحة لجميع الفئات بالمجتمع سواء أكان طالب مدرسة أو جامعيا، أو موظفاً أو غير ذلك، مشيرة إلى أن هناك من يبذل جهده الشخصي، وآخرون ينفقون من أموالهم في سبيل إنجاز المشاريع الخيرية المختلفة.
ولفتت المتطوعة عبد الكريم إلى أن البرنامج نفّذ خلال الفترة الماضية مجموعة من المشاريع المختلفة في مدن نابلس ورام الله والخليل، والتي تنوعت بين إنشاء مطاعم ومحلات بقالة وتجهيزها بكافة المستلزمات، وإنجاز مشروع أغنام تم خلاله توفير رؤوس أغنام لإحدى الأسر المحتاجة، بالإضافة لتوفير ماكنات لخياطة الملابس، وعربات لبيع الخضار والفواكه، ناهيك عن الأنشطة الأخرى مثل إقامة أيام ترفيهية للأيتام والمسنين وتوزيع طرود غذائية على بعض العائلات المحتاجة.
وشددت على أن أهمية هذه البرنامج التطوعي، والذي حصل على جائزة عربية، تأتي في توفير مصدر رزق دائم للعائلات المستهدفة، مضيفة أن هناك تعاونا يجري بينهم وبين الجهات المختصة مثل لجان الزكاة، يتم خلاله زيارة العائلات وإجراء مسح اجتماعي عنها، لتوفير المشاريع التي تتلاءم وقدرة أفرادها ومدى استطاعتهم على الاستمرارية في العمل للاستفادة من المشاريع المنجزة.
ورأت عبد الكريم، وهي إحدى المشرفات على برنامج "بصمة"، أهمية استمرارية العمل التطوعي للمشاركين فيه، بعيدا عن العمل تحت غطاء رسمي أو أي من الجمعيات، نظرا لأن ذلك "يقيّد عمل البرنامج، ويضع القائمين عليه تحت طائلة المسؤولية القانونية"، وفق تقديرها.
وعبّرت عن فخرها بمدى انعكاس هذا النوع من العمل على تحفيز الكثير من شرائح المجتمع خاصة الشباب، على المشاركة في هكذا مشاريع تنمي شعور الخير والإنسانية لديهم، بعيدا عن أي مردود مادي يعود عليهم.
ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودا على الاقتصاد الفلسطيني ويشدّد الخناق عليه من خلال جملة من الممارسات، ما يتسبّب باستمرار ارتفاع نسب البطالة وزيادة معدّلات الفقر في صفوف الشعب الفلسطيني.