بولندا: دولة القراءة
الأحد 21 أغسطس 2011
أطلقت صحيفة جازيتا فيبورتشا Gazeta Wyborcza (واحدة من أكبر الصحف البولندية) قبل بضعة أسابيع، حملة اجتماعية جديدة من نوعها تقوم على تشجيع البولنديين على القراءة، ويرجع ذلك إلى انخفاض معدلات القراءة لدى البولنديين وفقاً لما أوردته المكتبة الوطنية البولندية في تقرير نشرته مؤخراً، يقول التقرير أن 56% من البولنديين لا يقرؤون إطلاقاً، ومنهم من لا يستطيع قراءة أكثر من ثلاث صفحات، من هنا بدأ نقاش حاد حول هذه القضية الثقافية وأسباب الأزمة التي تواجهها بولندا.
شاركت شخصيات معروفة بشكل جدي في الحملة، إذ حثت المجتمع على القراءة، وذلك من خلال سلسلة من المقالات بينت فيها افتقار البولندي الرغبة في القراءة ومن ثم وضحت بعض الخطوات للبدء في تغيير الوضع نحوالأفضل. في أحد المقالات، وضع الكاتب يانوش رودنكي Janusz Rudnicki اللوم على قائمة الكتب الإلزامية لطلاب المدارس في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، والمسئول عنها هي وزارة التربية والتعليم، يقول الكاتب:
«النص الأصلي:W szkole straszy. Jeśli porównać ją do opery، to jej upiorem są lektury. Ich liczba jest makabryczna. A co najmniej połowa، licząc już od szkoły podstawowej، absolutnie zbędna. Czytanie ich wszystkich to droga przez mękę. Niech sczezną. A razem z nimi odpowiedzialne za ten jeżący włosy na głowie repertuar MEN. I nauczyciele.»
«ترجمة:إذا قارنت المدارس بالأوبرا، ستقول أن المدارس مسكونة وبالتأكيد سوف تسمي ذلك الشبح “قائمة الكتب الإجبارية”، معظم المواضيع في تلك القائمة مروعة جداً وغير ضرورية، بغض النظر عن المدارس الابتدائية، قراءة تلك الكتب هي العذاب، يجب حرقها، ومد يد العون للطلاب من أجل حرق وزارة التربية والتعليم وجميع المدرسين الذين يتحملون مسئولية وضع تلك الكتب.»
نتائج البحوث مقلقة بالمقارنة مع تقارير مشابهة حول عادات القراءة التي أجريت في دول أوروبية أخرى. على سبيل المثال، حسب تقارير البحوث التي أجريت في التشيك وفرنسا فإن 83% من التشيكيين و69% من الفرنسيين قد قرؤوا كتاباً واحداً على الأقل في العام الماضي، بينما تنخفض النسبة بشكل كبير في بولندا: 44% من البولنديين فقط اطلعوا على الكتب (بما في ذلك كتب الطبخ والقواميس والألبومات). الشخصيات الأكثر إثارة للاستغراب تبين أن 20% من البولنديين الحاصلين على شهادات التعليم العالي (من بينهم المحاضرين والمدرسين) لم يقرؤوا كتاباً واحداً في السنوات القليلة الماضية.
انضم مدونون بولنديون إلى النقاش، واحد منهم معروف باسم Metzliszcze، يعلق على النتائج الواردة في التقرير:
«النص الأصلي:Zacznijmy od tego، że w moim domu lektury zawsze były obecne، a moi rodzice nie potrzebowali akcji społecznych żeby wiedzieć، że dzieciom należy czytać książki. Z tego też powodu niewyobrażalne jest dla mnie، jak można w ciągu 365 dni nie znaleźć chwili czasu na to، żeby sięgnąć po przynajmniej jedną książkę. A tutaj proszę، 56% spośród badanych taki wysiłek już zdecydowanie przerósł.»
«ترجمة:دعونا نبدأ بملاحظة أن الكتب دائماً موجودة في بيتي، وأن والديّ ليسا بحاجة إلى أي حملة اجتماعية كي يعرفا أن على الأطفال القراءة. هذا هو السبب الذي يجعلني أشعر بأنه من الصعب تصديق أنه من المستحيل أن تجد ولو دقيقة خلال 365 يوم كي تجد على الأقل كتاباً لتقرأه. وهنا نذهب إلى أن 56% من المجتمع وجدوا أنه يجب بذل جهد أكبر بخصوص ذلك.»
يكتب أيضاً:
«النص الأصلي:Czy pozostaje coś jeszcze do dodania? Może konstatacja، że od 1992 roku (czyli momentu od kiedy zaczęto systematycznie to obserwować) poziom czytelnictwa sukcesywnie u nas spada، a lada moment staniemy się narodem wtórnych analfabetów.»
«ترجمة:هل هناك شيء آخر ليضاف؟ ربما ينبغي أن ندرك أنه منذ سنة 1992 (السنة التي بدأت تناقش فيها البحوث بشكل منتظم قضية القراءة)، أنه انخفض عدد القراء البولنديين الذين يقرؤون بانتظام، ونحن بصدد إلى أن نتحوّل إلى أمة من الأميين في وقت قريب.»
فاريا Varia، مدونة استعرضت في مدونتها لائحة الكتب التي قرأتها، تتساءل ما الأسباب الكامنة وراء هذا الوضع:
«النص الأصلي:Z czego to wynika? Moim zdaniem، niestety، z lenistwa intelektualnego. Ono przejawia się nie tylko w niskich wynikach czytelnictwa، ale także w tym، że w godzinach największej oglądalności w telewizji można obejrzeć tylko kolorowe seriale albo krzyczące teleturnieje albo w tym، że multipleksy nie wyświetlają tak zwanych ambitnych filmów. Zbyt wiele osób pozwala sobie na intelektualne lenistwo، na karmienie mózgu wysoko przetworzoną papką، która szybko się wchłania i nie każe się nad sobą zastanawiać. A czytanie książek، nawet takich rozrywkowych، wymaga jednak jakiegoś wysiłku intelektualnego i skupienia przez dłuższy czas. Ale to są wzorce، które wynosi się z domu i ze szkoły.»
«ترجمة:لماذا حصل ذلك؟ برأيي، يقع الكسل الفكري في محور الفشل. هذا الكسل يتضح ليس فقط في معدلات القراءة المنخفضة، ولكن أيضاً – على سبيل المثال – في نوعية البرامج التلفزيونية التنافسية كما في البرامج الموسيقية. كما أن من الصعب إيجاد أفلام التحدي في السينما. كثير منا يستسلم للكسل الفكري، ونغذي عقولنا بأشياء لا فائدة منها لا تتطلب منا التفكير والجهد. مع أن قراءة الكتب تتطلب التفكير والتأمل والتركيز على شيء معين. ولكن هذه الأشياء تعلمناها في المدرسة والبيت.»
مدون آخر، تحت اسم Kindlemaniac أظهر شغفه الحقيقي بإنشاء استطلاع إلكتروني في مدونته يسأل فيه متابعيه عدة أسئلة تدور حول عاداتهم في القراءة. كانت النتائج لافتة للنظر: أكثر من نصف القراء ادعوا أنهم يقرؤون أكثر من 10 كتب في السنة، و17% يقرؤون أكثر من 50 كتاب!.
يكتب:
«النص الأصلي:Bardzo mnie cieszy fakt، że wśród odwiedzających bloga jest tylu regularnych czytelników książek. Myślę، że ma to też swoje uzasadnienie pragmatyczne. Właśnie osoby، które decydują się na zakup czytnika zazwyczaj na co dzień czytają dużo a czytnik ma im jedynie ułatwić oddawanie się ‘nałogowi’. Co ciekawe nie rzadko świeżo upieczeni właściciele Kindle'a stwierdzają، że odkąd posiadają czytnik przeczytali więcej książek w danym czasie niż normalnie by się im to przydarzyło.»
«ترجمة:أنا مسرور جداً من حقيقة أن من بين زوار مدونتي يوجد أناس يقرؤون بشكل منتظم. أعتقد أنه يوجد تفسير عملي لذلك، فمعظم الناس الذين يشترون كتباً الكترونية يقرؤون بكثرة، والقراءة الالكترونية تجعلهم ينغمسون في إدمان القراءة أكثر فأكثر. المثير في ذلك أن الذين يستخدمون جهاز Kindle ( القارئ الالكتروني) ، يقرؤون أكثر من ذي قبل.»
يختتم KindleManiac (مجنون كندل) حديثه:
«النص الأصلي:Można powiedzieć، że grupa czytelników bloga reprezentuje wręcz odwrotne tendencje niż główny nurt.»
«ترجمة:يمكننا القول ببداهة أن قراء المدونة أثبتوا عكس ما كان شائع.»
ولكن هل ينطبق ذلك على بقية المدونات البولندية الاجتماعية؟
على الأقل يبدوأن ذلك ليس سيئاً كما يتصور البعض. يكتب Nobooks:
«النص الأصلي:Serwisy literackie odwiedzają setki tysięcy internautów، którzy tworzą wirtualne biblioteczki، oznaczając między innymi، co chcą przeczytać. W Empikach setki książek i komiksów są po prostu „zaczytywane”، na co narzekają ich wydawcy. Targi książki biją rekordy popularności.»
«ترجمة:يزور مئات المتصفحين مواقع الأدب وينشئون مكتبات الكترونية خاصة بهم، بحيث يختارون الكتب التي يرغبون بقراءتها. في إمبكس Empiks (المقياس التسلسلي في المكتبات البولندية)، يوجد المئات من الكتب المصورة والغير مصورة التي تُقرأ مراراً وتكراراً ( الناشرون غير راضين تماما عن ذلك). تزداد شعبية سوق الكتب عاماً بعد عام.»
وفقاً للمدونين البولنديين، قد يبدو أفق القراءة البولندية ملبداً، ولكن يوجد أمل، الأخبار المطمئنة – لا سيما لأولئك الذين يرون أن الإنترنت منصة جديدة لتبادل الثقافة والأفكار – هي أنه نظراً لمسح / استطلاع على المدونات البولندية: أكثر من 3 ملايين بولندي (الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة) يدعي أنه يقرأ المدونات كل يوم. والأكثر أنه 300 ألف فتى بولندي يقرأ المدونات بانتظام، و180 ألف يكتبون يومياتهم على الإنترنت، وتقريبا 160 ألف يكتبون تعليقاتهم على الأشياء التي يقرؤونها على الانترنت.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «بولندا: دولة القراءة». الأصوات العالمية. 21 أغسطس - آب 2011.
شارك الخبر:
|