الصين: فيلمٌ قصيرٌ من أفلام الهواة يسخر من الرقابة على الإنترنت

من ويكي الأخبار

الأثنين 22 فبراير 2010


قام صانع الأفلام الهاوي الصيني الشهير هيو جي مؤخرّاً بإنتاج فيلمٍ قصيرٍ ساخرٍ عن الرقابة على الإنترنت في الصين. و تمكّن الفيلم الذي تبلغ مدّته سبع دقائق الذي يحمل عنوان ‘عالم الحيوان: الحيوان منزليّ المسكن’ والذي تمت صياغته على نمط الأفلام الوثائقية لقناة كوكب الحيوان التلفزيونية من جذب مئات الآلاف من المشاهَدات في غضون أيّامٍ قليلة فقط. وهو يقدّم للمشاهدين ما أُطلِقَ عليه اسم الحيوانات منزليّةُ المسكن، وما هي في الحقيقة إلا العشرات من ملايين المواطنين الصينيين على شبكة الإنترنت.

«النص الأصلي:و تشبه الحيوانات منزليّةُ المسكن بني البشر إلى حدٍّ كبير، فهي لها أعيُن وآذان كبيرة كالبشر. ولا يزال نمط حياتها الفريد من نوعه يثير اهتمام العديد من الناس إلى يومنا هذا. وقد تبدو هذه الحيوانات للوهلة الأولى منفصلة عن بعضها البعض دون أن يكون هناك أيّ تواصلٍ بينها. ولكنّها في الحقيقة تقوم بالتواصل الوثيق فيما بينها عبر شيءٍ يُطلق عليه اسم الإنترنت.»

«النص الأصلي:وتبدو الإنترنت لفصائل الحيوانات الأخرى كمكان مبهمٍ عميق، يعجّ بالمخاطر. فليس هناك على هذا الكوكب ما هو أكثر ترويعاً وإماتةً من الإنترنت. وأمّا بالنسبة للحيوانات منزليّةِ المسكن، فالإنترنت هي الجنّة بعينها.»

ويقوم الفيلم بتصوير عدد من النماذج الشائعة والمتنوعة لكيفية استخدام الإنترنت. فهناك على سبيل المثال الحيوانة منزليّة المسكن الأُنثى والتي تقوم بإدارة مشروعٍ تجاريٍّ صغير خاص وذلك عن طريق استخدامها لحاسوبها الشخصيّ طوال اليوم. وهناك أيضاً الحيوان الذَكَر الذي يقوم بمغازلة من قد تُصبح حبيبةً له في المستقبل وذلك عن طريق عرض عضلاته أمام آلة التصوير في جهاز حاسوبه. وفي مكانٍ آخر، يقوم حيوان ذكر عارٍ بتصفّح الإنترنت وهو جاثم تحت بطّانيّته.

ويقوم الفيلم بتصوير بني البشر على أنهم شخصيات أبَوِيّة تعمل بكلّ حبّ على حماية فصيلة الحيوانات منزليّةِ المسكن وذلك عن طريق اجتثاث المواد الضارّة من الإنترنت.

«النص الأصلي:كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك سيْلٌ من المواد الإباحيّة والمواد الضارّة الأُخرى على الإنترنت، وكانت هذه المواد قد ألحقت الأذى بعقول وأجسام الحيوانات منزليّة المسكن. ولكن قامت هذه الأخيرة الآن بتلقّي الرعاية والحماية الشاملتين من قِبل بني البشر.»

ويقوم الفيلم بعرض شكلٍ من أشكال الرعاية والحماية التي تم ذكرها يتمثّل بموقف تكاد فيه دموع حيوان منزليّ المسكن ذكرٍ تنهمر وذلك عندما كان يستمتع بمشاهدة أحد المشاهد العنيفة المفاجئة والمأخوذة من فيلم البطل (هيرو) الصيني، لتأتي بعد ذلك رسالة تحذيرٍ فتملأ شاشة الحاسوب كلها و تقطع عليه متعته على حين غرّة.

ويقوم الفيلم بتمثيل شخصية هان هان، وهو مدوّن صيني ذو شعبية هائلة جداً يشتهر بنقده الفكاهي للسُلطات الصينية، على أنّه حيوان منزليّ المسكن مصاب بداء اضطراب التفكير القَهْري.

«النص الأصلي:إن اضطراب التفكير القهري هو اضطراب يصيب بشكل شائع الحيوانات منزليّة المسكن. فهذا الحيوان المذكّر (هان) على سبيل المثال يقضي الكثير من وقته في التفكير بكافّة أنواع الأسئلة كلّ يوم. وهذا الاضطراب لا يقتصر ضرره على أنه مُنهِكٌ جدّاً وحسب، بل يتميّز أيضاً بأنه شديد العدوى. ولذلك قام بني البشر باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية هذه الحيوانات الصغيرة اللطيفة من اضطرابٍ كهذا.»

ونرى في الفيلم كيف ينتهي هان من كتابة إحدى تدويناته، ولكن التدوينة تبقى عالقةً إلى ما لا نهاية في مرحلة قيد المراجعة، وذلك إلى أن ينتهي الأمر بتحطّم حاسوبه. ولكن مصيبة حيوان ذكرٍ آخر منهم كانت في الحقيقة أعظم من ذلك، حيث يقوم فريق من ضباط الشرطة والذين يرتدون ثياباً مدنية باجتياح غرفته وحمله بعيداً.

ويشبه فيلم الحيوان منزليّ المسكن هذا فيلماً صينيّاً آخر من الأفلام غير الاحترافية وهو فيلم حرب إدمان الإنترنت. وهو فيلم يعالج مسألة الحظْر الذي فُرِض مؤخّراً في الصين على لعبة الفيديو الشهيرة من نوع ألعاب الأدوار متعددة اللاعبين على الإنترنت، وورلد أوف ووركرافت. ومع ذلك ينظر العديد من الناس إلى فيلم الحيوان منزليّ المسكن على أنّه انتقاد قويّ للسيطرة التي تمارسها السُّلطات على شبكة الإنترنت. وقد نجح الفيلم في اجتذاب بضع ملايين من المشاهدات على أقل تقدير. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن كلا الفيلمين السابق ذكرهما قد سلِما حتى الآن بقدرة قادر من سطوة الرقابة على شبكة الإنترنت في الصين.

مصادر[عدل]