شماتة اليمين الشعبوي في البلقان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

من ويكي الأخبار

الجمعة 24 يونيو 2016


بينما كانت ردود الفعل الرسمية من معظم حكومات البلقان بالتعبير عن قلقها تجاه الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا، إلّا أن ممثلي الأحزاب اليمينية لم يخفوا فرحتهم إزاء ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي.

فوفقًا للتقارير الصادرة من “بلقان إنسايت”، فإن ردود الفعل الأولية الرسمية الصادرة من منطقة البلقان تجاه التصويت السلبي على الاتحاد الأوروبي في بريطانيا كانت قاتمة: “عبر المسؤولون في دول البلقان نهار الجمعة عن قلقهم حول المستقبل الغامض للإتحاد الأوروبي بعد تصويت بريطانيا بالخروج منه، في حين أكدوا أيضًا عن التزامهم بالتكامل الأوروبي.”

مع ذلك، كان هناك فيض من الفرح و الشماتة عبر شبكات التواصل الاجتماعية – شماتة علنية ب “زوال” الاتحاد الأوروبي” – من ممثلي الأحزاب السياسية اليمينية، سواء في السلطة أو المعارضة، بما في ذلك أعضاء حزب الشعب الأوروبي على نطاق القارة. فبينما يعتنقون رسميًا القيم الأوربية عندما يتحدثون إلى ناخبيهم، تنشر تلك الأحزاب قيم التشكك في كثير من الأحيان بأوروبا أو اليوروفوبيا.

واحدة من العبارات المتكررة بكثرة من قوميي البلقان هي “لماذا نكلف أنفسنا عناء الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في حين أنهما سيتفككان قريبًا على أي حال، مثلما فعلت يوغوسلافيا؟”.تعلم الجمهور المقدوني مؤخرًا ذلك حتي من رئيس وزرائه السابق، نيكولا جروفسكي،فقد تلقي مثل تلك “الكلمات الحكيمة” من العرافة التي كانت تعطيه النصيحة:

«النص الأصلي:She also advises against Macedonian joining the European Union because she is worried that the ‘EU will fall apart’ and concludes that NATO will remain a factor but will be ‘artificially maintained’.»

«ترجمة:إنها تنصح أيضاً بعدم إنضمام مقدونيا للإتحاد الأوروبي لأنها قلقة من أن الاتحاد الأوروبي سينهار ويخلص وأن الناتو سيظل باقياً ولكن سيكون “باقي بشكل مصطنع”.»

ردد كثيراً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الاتحاد الأوروبي سيتفكك، و حذر من أن مزيداً من الدول ستغادر الاتحاد الأوروبي، وقام نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك بالتغريد:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:أنت لا تريد أن تفتح صندوق بندورا… أوه ولكنه حدث بالفعل»

صرح الرئيس المقدوني جورجي ايفانوف أيضاً، “نحن قلقون من أن الاتحاد الأوروبي يسلك طريق الانهيار مثل يوغسلافيا”.

وقت سعيد للشعبويين

واحد من أسباب فرح القوميون البلقانيون هو الاعتقاد بأن الانقسام الداخلي من شأنه لفت انتباه الاتحاد الأوروبي بعيدا عن محيطه، وإضعاف نفوذه للمطالبة بأنواع الإصلاحات التي من الممكن أن تؤثر علي السيادة الوطنية والسيطرة علي السلطة من خلال نخب فاسدة.

واحد من أول ردود الفعل العلنية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حدث في أول صباح بعد إعلان نتائج الإستفتاء بالمملكة المتحدة. فويسلاف سيسلي، وهو سياسي يميني متطرف صربي ويقبع حاليًا في المعارضة، غرّد، مستخدمًا استعارات من فلكلور مصاصي الدماء:

«النص الأصلي:Красног ли летњег јутра, дивне ли вести која је обрадовала васколико Српство. Енглези су закуцали глогов колац у срце лешини Европске уније.

— Војислав Шешељ (@predsednikSRS) June 24, 2016»

«ترجمة:What a lovely Summer morning, and what a lovely news that overjoyed the whole Serbhood. The English nailed a wooden stake into the heart of the corpse of the European Union.»

«ترجمة:يا له من صباح صيفي جميل، ويالها من أخبار سعيدة والتي أسعدت صربيا كلها. الإنجليز وضعوا مسمارًا خشبيًا في قلب جثة الاتحاد الأوروبي.»

في مقدونيا، كان هناك هوجة عامة حول تغريدة لجوردانا يانكولوسكا، وزيرة الداخلية المقدونية السابقة والمسؤولة رفيعة المستوى في الحزب الحاكم ، VMRO-DPMNE ( منظمة الثورة المقدونية الداخلية – الحزب الديموقراطي للوحدة الوطنية المقدونية). فقد سخرت من القرار البريطاني بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي بتغريد “ماذا الآن؟” للسفير البريطاني، تشارلز جاريت

«النص الأصلي:Сега Шу праиме?!? @BritAmbCGarrett

— Gordana Jankuloska (@G_Jankuloska) June 24, 2016»

لقد استفادت يانكولوسكا من منحة الحكومة البريطانية في الماضي، فاختيارها لكلمات، “ماذا الآن؟” (“?Sega šu prajme”) شبيه بتكوين “ما الأمر؟” (“Šu praiš?”) مقد استخدمتها في الحديث مع مقربها، وزير المالية زوران ستافريفسكي، في تسريب لمكالمات تم التنصت عليها يتعلق بالتحقيقات الجارية حول الفساد السياسي الرفيع المستوي من مكتب المدعي الخاص. كانت يانكولوسكا واحدة من المشتبه بهم الرئيسيين في القضية.

في 2015، ا ستخدمت المعارضة مصطلح “Šu praiš” “ما الأمر؟” لتسخر من يانكولوسكا – بما في ذلك استخدام رسوم الچرافيتي، والتي قام الحزب الحاكم لاحقًا بتغطيتها. محاولتها لاستعادة هذه العبارة يمكن أن يفسر على أنه إعلان عن إفلاتها من العقاب حول مزاعم النشاط الإجرامي المنظم الواردة في تسريبات التنصت على المكالمات الهاتفية. قام يمينيون آخرون بإعادة نشر تغريدتها – بما فيهم بعض الوزراء الحاليين – لكنها تلقت أيضًا المئات من الردود، مع الكثير من: “الآن، أنتِ ستذهبين إلى السجن.”

المزيد من الاستفتاءات؟

استخدم بعض الساسة الشعبويون نتائج الاستفتاء البريطاني كذريعة للدعوة لعقد استفتاءات أخرى في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

فعلى سبيل المثال، ذكّر رئيس الجمهورية الصربية ميلوراد دوديك، الكيان الصربي البوسني، بالتزامه بعملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار أيضًا أن خروج بريطانيا أدّى إلى ” التأكيد علي القوة الإضافية للإستفتاءات كقرار نهائي في القضايا القومية، وأن ذلك من شأنه أن يخدم الجمهورية الصربية في المستقبل.تلميحًا للرغبة في الانفصال عن البوسنة والهرسك، وأضاف أن الحق في عقد الاستفتاءات للجمهورية الصربية كان “قد أُهمل بشدّة” حتى الآن.

في صربيا، طالب الحزب الديموقراطي المعارض للإتحاد الأوروبي في صربيا الرئيس بالوفاء بوعده وتنظيم استفتاء على انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). ومن شأن مثل هذا الاستفتاء المفترض أن يقوض الجهود المناصرة للإتحاد الأوروبي لرئيس الوزراء فوتشيتش.

في سلوفاكيا، أطلق الحزب اليميني المتطرف كوتليبا – حزب الشعب، عريضة لإجراء استفتاء علي عضوية الاتحاد الأوروبي.

ما القادم؟!

انعكاسًا لبعض المشاعر من بقية وسط وشرق أوروبا، علق أنچو مانتوفل، مدير قسم أوروبا بدويتش فيله والمحرر في القسم الروسي فيها، أنه وبينما ستكون ردود الفعل الرسمية الروسية دبلوماسية، إلا أن الكرملين سيقيم احتفال خاص، لأن الاتحاد الأوربي الآن سيكون مشغولاً بمشاكلة الخاصة. حقق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الهدف الروسي لرسم بلقان بعيد عن الاتحاد.

«النص الأصلي:Ни о каком дальнейшем расширении Евросоюза сейчас не может быть и речи. Плохая новость для всех украинцев, молдаван и грузин: расширение ЕС за счет приема бывших советских республик или балканских государств отодвигается на далекое-далекое будущее. И даже скорую отмену визового режима с Украиной или Грузией сейчас трудно себе представить.»

«ترجمة:Currently we cannot speak of further EU enlargement. This is bad news for all Ukrainians, Moldovans and Georgians: expanding the EU by joining of former Soviet republics or Balkans states will be postponed to a far-away future. Now it is also hard to imagine that the EU would abolish the visa regime with Ukraine and Georgia.»

«ترجمة:لا يمكننا حاليًا الحديث عن توسع للاتحاد الأوروبي. إنها أخبار سيئة للأوكرانيين والمولدوفيين والجورجيين: توسع نطاق الاتحاد ليشمل بقايا الجمهوريات السوڤيتية والبلقان سيتم تأجيله لمستقبل بعيد. إنه من الصعب الآن تخيل أن الاتحاد الأوروبي سيوقم بإلغاء نظام التأشيرات مع أوكرانيا وجورجيا.»

ومع ذلك، واحدة من أكثر التغرديات الغير اعتيادية وتفاؤلًا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جاءت من وزارة الخارجية الألمانية، في نهاية يوم طويل بعد إعلان نتائج الإستفتاء.

اقتباس فارغ!

«ترجمة:في طريقنا إلى حانة أيرلندية لنشرب كفايتنا. ومن الغد سنعمل مرة أخرى من أجل أوروبا أفضل! هذا وعد!»

مصادر[عدل]