سقوط حرب تقييم إعلام إسرائيل في صراع التغطية

من ويكي الأخبار

الخميس 20 ديسمبر 2012


هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.

تعرض الإعلام الإسرائيلي لتغييرات هامة على مر السنوات القليلة الماضية. زادت ضغوط النمو الاقتصادي المنافسة بين وسائل الإعلام التي تحارب من أجل الحصول على الإعلانات. مع ذلك، بسبب صغر السوق الذي تخرج إليه هذه الوسائل نسبياً يواجه الكثيرون أزمات مالية خطيرة. تعتبر الصحيفة اليومية معاريف ضمن تلك الوسائل، التي بيعت مؤخراً إلى ناشر ينتمي إلى تيار اليمين. نتيجة لذلك، من المتوقع أن يخسر كثير من العاملين بها عملهم. مصير مشابه قد يقع فيه العاملون بالقناة العاشرة والصحيفة الوحيدة التي تميل إلى تيار اليسار، هاآرتز، التي تواجه هي الأخرى خسائر فادحة.

تتحكم الأزمات المالية في الأمر، لذلك، ولتقليل استقلالية المراسلين، الذين قد يكونون أقل رغبة في تحدي رغبات محرريهم ومدرائهم الذين بدورهم مسؤولين أمام أصحاب وسائل الإعلام. في تدوينة حديثة ل “العين السابعة” يواجه الأستاذ جابريل ويمان وجهة نظر كون الإعلام الإسرائيلي أصبح أكثر توجيهاً واستقطاباً بسبب أسباب إيديولوجية وتوجهات فكرية. كتب :

«النص الأصلي:السبب في هذا التوجه في إسرائيل ليست الهوية الإيديولوجية، أو تبني قوي وشجاع لأجندة اجتماعية أو التزام طويل الأجل لرؤية سياسية دولية. بل إن ما شكل هذه العملية هو التنافسية، الاعتبارات المالية والنفوذ.

(…)

دعم أو معارضة قائد أو رمز سياسي أو حزبه ليس خيار مبني على رؤية دولية أو تقدير تجاه كون هذا القائد على صواب. بل هي خيارات تحفزها غالباً الاعتبارات التنافسية (“‘ذا كان المتنافس معه، أنا ضده”) وفي بعض الأحيان عن طريق شبكة علاقات الدعاية والإعلانات التجارية المعقدة، وعير ملاك وأصحاب وسائل الإعلام والأعمال.»

زادت الرغبة في الحفاظ على نسبة المشاهدين، المستمعين، أو القراء من أهمية التقييم ورغبة وسائل الإعلام في عدم تغطية القضايا والأمور التي قد تقلل من هذه النسبة. تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر ما يحب المجتمع أن يعتقده في بلده: بلد أخلاقي، قوي، فقط يرد على العدوان ويدافع عن نفسه. يعد هذا سبب واحد لتعاطف تغطية الصراع العربي الإسرائيلي بشكل كبير مع رواية الحكومة الإسرائيلية.

مثال حديث على هذا التوجه، تغطية مقتل أنور عبد الهادي قديح، شاب فلسطيني يبلغ من العمر 20 عاماً على الحدود بين إسرائيل وغزة، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي النار على أنور بعد نجاح الاتفاق على وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل عقب عملية عمود السحاب. تبنى الإعلام الإسرائيلي جانب قوات الدفاع مقرة بما قيل عن محاولة أنور و300 آخرون بتخطي الحدود ودخول إسرائيل. أظهر فيديو للحدث أن المتظاهرين عددهم أقرب إلى 30 ولم يكونوا بقرب السياج عندما أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي النار على أنور.

ناقش المدون آشتون، في تدوينة مفصلة هذا التضارب بين التغطية الإسرائيلية والواقع:

«النص الأصلي:ليس وحده جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يستخدم القوة المفرطة، لكن الإعلام أيضاً. ماذا تبقى لنفعله؟ البحث قي مواقع الأخبار الدولية لمعرفة الحقيقة؟ وكتابة تدوينة يقرأها بضع آلاف ويبقى ملايين معرضون للدعاية الإسرائيلية؟ تمام كما هو الحال مع الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، القوى ليست متكافئة حتى. أمام فيديوهات يوتيوب والتدوينات الجانبية، يقف الإعلام، الذي يقذف القارئ بأخبار وتقارير كاذبة أو يكتفي بعدم ذكر أي شيء عن الحقيقة…أنتم يا صحفيين ويا محررين، يا مسؤولين عن هذه التقارير والأخبار، ابقوا هكذا مرتاحين في عباءتكم السوداء، التي لم يسمح لكم أي أحد بارتداءها. أنتم تقررون مصير الناس الذين لا يملكون أية محكمة أخرى يقفون أمامها سوى الإعلام (وذلك بسبب عدم سماع محاكمنا لهم). عندما تحرفون الحقائق أو تطمسوها، عندما “تقومون فقط بعملكم” كالسان حال المتحدث الرسمي لجيش الدفاع الإسرائيلي، أنتم لا تبلغون عن الوضع والموقف، لكن تخترعونه وتخلدونه.»

يقوم الصحفيون المواطنون والمدونون بشكل متزايد بسد فجوة تغطية الإعلام التقليدي الإسرائيلي. يغطي مدونون مثل آشتون، إدان لانداو، يوسي جورفيتس، حاجاي مطر، نعوم روتيم، و ياير كالدور ويقدمون تعليقات على القضايا التي عادة ما تهملها وسائل الإعلام الإسرائيلية التقليدية.

[1] النص الأصلي لهذا المقال بالإضافة إلى النسخ الإسبانية والعربية والفرنسية برعاية من شبكة الأمن الدولية (أي أس أن) كجزء من شراكة في مجال صحافة المواطن في مجال العلاقات الدولية وشئون الأمن في العالم.

يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.

مصادر[عدل]