سوريا: فيس بوك محجوب
الثالث 20 نوفمبر 2007
تلقى مستخدموا الانترنت في سوريا صفعة جديدة مع حجب موقع الشبكة الاجتماعية فيس بوك. مع مدونات بلوغر المحجوبة أصلاً, المدونين السوريين غاضبين جداً ولديهم الكثير ليقولونه حول هذه التطورات الأخيرة.
من دمشق, جولانية تعبر عن هذا المزاج:
«النص الأصلي:فيس بوك محجوب في سوريا, هل سأبدو ساذجة ان قلت أنني لم أتوقع هذا؟ ولماذا أتوفعه؟ ماذا يفعل السوريين على فيس بوك؟ يطلقون حملات معارضة؟ ما هو فيس بوك في سوريا على أي حال؟ مجتمع مدني ناشط؟ مجموعات سورية تدعو لاسقاط النظام؟ ما هو الخطير جداً في مستخدمي الفيس بوك في سوريا لكي ينبغي عليهم عدم استخدامه مجدداً؟ أو ربما لأن الموقع أمريكي ينبغي حجبه؟ أو ربما المسؤولين السوريين لا يملكون أدنى فكرة ما هو فيس بوك سوى أنه أمريكي وله شعبية في سوريا؟ كل ما سبق؟
نظريتي؟ أعتقد أن المسؤولين السوريين لا يملكون فكرة شاملة حول كيفية استخدام السوريين لفيس بوك. أعتقد أنهم لم يقصدوا حجب فيس بوك كموقع, بل رد الفعل غير المألوف لهذا الموقع, وما يترتب من آثار غير معروفة على هذا الرد الفعل التي قد تكون غير قابلة للسيطرة عليها!»
جولانية تفسر أكثر ردة الفعل التي خلقها الحظر – مع العدين من المجموعات السورية التي بدأت تظهر على فيس بوك كنتيجة مباشرة للرفابة وكيف وجد مستخدمو الانترنت بذلك صوتاً رغم القمع.
«النص الأصلي:الذي يعيش في سوريا يعرف أنه هذا البلد هو بلد لا يحدث فيه شيء إلا التسكع في مقاهي دمشق القديمة. ولكن مؤخراً كان هناك صحوة ثقافية: الناس بدؤوا ينظمون اهتماماتهم في حفلات, معارض, مؤتمرات, مسرحيات… الخ. وفيس بوك كان يسهل تلك العملية الصعبة جداً في ظل مجتمع خامل واقع تحت الحكم العسكري. ليس هناك مؤسسات ثقافية في سوريا, ليس هناك منظمات غير حكومية خاصة ومستقلة, ليس هناك مؤسسات مدنية, التي تمثل الشعب, إلا الحكومة؟ السوريين على فيس بوك يحاولون الآن تمثيل أنفسهم. أولئك الذين لا يستطيعون أن يكونوا ناشطين في الحياة الحقيقية, يستطيعون ذلك في الحياة الافتراضية.»
صرختها الأخيرة من أجل فتح الشبكة العالمية, واضحة وصريحة.
«النص الأصلي:نريد سوريا من دون رقابة!»
باللغة العربية, مدونة علوش تحض السلطات على إعادة النظر بالحظر. يكتب:
«النص الأصلي:فيس بوك في سوريا، ليس مشهور أبداً، بل إن نسبة انتشاره ضئيلة جداً، حتى أن أكثر العارفين بالانترنت في سوريا لم يفهموا ما هو هذا الموقع، إلا أن تناول الأخبار لشهرة الموقع، جعلت نسبة نموه في سوريا ترتفع إلى حد كبير، وسرعان ما أصبح من الطبيعي أن تشاهد كم هائل من السوريين ينشئون المجموعات التي تدعم سوريا، وتروج لها، بالاضافة إلى محاولة الطلب لانشاء شبكات فرعية لشبكة سوريا على فيس بوك، السودان يمتلك شبكات فرعية أكثر من سوريا.
حسناً يبدو أن لدينا هنا أضخم موقع مدونات تم حجبه، أضخم موقع فيديو تم حجبه، والآن أضخم موقع اجتماعي تم حجبه وكمية كبيرة من المواقع تم حجبها، الشخص عندما يحلل الموضوع ويبحث عن اسباب الحجب قد يستنتج استنتاجات لا منطقية أو مضحكة، فمثلاً صديقي اليوم قال لي، يبدو أنه القائم على الحجب أخطأ بالقائمة، فبدل رفع الحجب، قام بالحج، وقريباً ربما سيحجب غوغل، وبذلك ستكون الانترنت في سوريا، انترانت (شبكة داخلية فقط) يمكنك تصفح موقع شركات البوظة والعلكة، فهي ممتعة حقاً.
الحجب عن هذه المواقع الغنية بالمعلومات تسبب الضرر للشعب السوري، فاولاً فهي ضربة للترويج المجاني لسوريا، وثانياً، هي حرمان للشعب السوري من خدمات متاحة للعالم أجمع، أتمنى من القائمين عن الحجب أن يعيدوا التفكير ولو قليلاً في جدوى سياسة الحجب.»
مدون سوري آخر اسمه ريدمان, لديه حل آخر لمشكلة الرقابة, فيقول:
«النص الأصلي:لا أعرف هل ينتهي الكلام عند هذا الحد أم ما زال لهذا الكلام فائدة ، شركات الإنترنت كل يوم تتحفنا بعروض جديدة للإنترنت و سعر الإنترنت اصبح ارخص من سعر البطاطا ( كيلو البطاطا بـ 45 ليرة ) ،(…) لكن لدي اقتراح جميل لماذا لا نحجب الإنترنت و نطلب من أصحاب المواقع تقديم طلبات للإدراج في قائمة السماح :) ، و المشكلة أننا في سوريا لا نعرف من يقوم بحجب المواقع فالسيد وزير الإتصالات نفى خلال المحكمة الأسبوع الماضي علاقة وزارة الإتصالات بالحجب و انه لم يصدر أي قرار حجب .»
المدون محمد أيضاً يستخدم الفكاهة للتعبير عن غضبه الشديد من الحجب في هذه التدوينة, فيقول:
«النص الأصلي:يعني والله خجلان من وين بدي بلش، بس أكيد أكيد حجب فيس بوك في سوريا ما حدا من مستخدمي الإنترنت في سوريا استغربوا يعني شي متوقع حتى أنا استغربت ليش لهلأ ما حجبوه، يعني موقع ابيبدأ بي دبليو و ابينتهي بدوت كوم و ما يحجب في سوريا فعلا شي غريب بس الحمد لله إنو حجبوه حتى ما انتم مستغربين !»
ولديه أيضاً اقتراح إلى مستخدمي الانترنت الذين يعملون على تطوير مواقع انترنت, فيقول:
«النص الأصلي:وانا عندي اقتراح لأصحاب المواقع في سوريا إنهم لما بدهم يعملوا موقع ما يحطوا فيو شي لأن هيك هيك حينحجب فبلا ما يعزبوا حالهم ، تعب على الفاضي.
بعدين بصراحة يا شباب و ايدي على راسكم شو عاد الو طعمة الإنترنت عنا؟ مواقع و محجوبة و سرعة بتجيب السكتة القلبية فلشو محتاجين الإنترنت؟ من شان الإيميلات و البريد؟ اي محلولة منرجع منستخدم الحمام الزاجل على الأقل مضمون و أسرع من الإنترنت عنا !»
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «سوريا: فيس بوك محجوب». الأصوات العالمية. 20 نوفمبر - تشرين الثاني 2007.
شارك الخبر:
|