متى ينتهي زواج الأطفال في أفغانستان؟

من ويكي الأخبار

الأربعاء 19 يوليو 2017


في وقتٍ سابق من هذا العام، اتخذت أفغانستان خطوة سياسية جديدة في الحرب على عادة “زواج الأطفال” بإطلاق خطة عمل قومية لإنهاء الزواج المبكر وزواج الأطفال. ويأمل النّاشطون أن تُنفذ الخطة على أرضِ الواقع وألا تكون مجرد قطعة ورق، برغم التحديات التي تُواجهها وسجل الحكومة الحافل بالخطط غير المنجزة.

واليوم، وفقًا لمؤسسة فتياتٍ ولسن عَرائس، تتزوج واحدة من كل ثلاثة فتيات في الدول النّامية قبل أن تبلغ الثامنة عشر. وتعد مثل تلك الممارسة قضية شائكة في أفغانستان، إذ وصلت معدلات زواج الأطفال إلى 33% في عام 2016. وبرغم تشديد المنظمات الحقوقية على أن أي زواج يتم قبل عمر الثامنة عشرة يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، إلا أن ذلك لم يمنع هذه الممارسات حتى الآن، حيث ينص قانون أفغانستان المدني على أن السادسة عشر هي السن القانونية للزواج.

ويؤخذ بهذه القوانين في المناطق الريفية، بعكس المدن الكبيرة مثل كابُل

نشرت وزارة شؤون المرأة ووزارة الثقافة والإعلام خطة العمل القومية وصدّقت عليها في إبريل.

وتؤيد سيدة أفغانستان الأولى، رولا غني، خطة العمل القومية بشدة قائلة:

«النص الأصلي:“I urge all Afghan families to avoid child and forced marriages. Your girls face a huge risk when they get married at a young age. Early marriage robs them from their childhood and future opportunities.”»

«ترجمة:“أُطالب كل العائلات الأفغانية بعدم إجبار الفتيات على الزواج، تواجه فتياتكم خطرًا لا يستهان به جراء الزواج في هذه السّن المبكرة، فهو يسلبهنّ طفولتهنّ وفرصهنّ المستقبلية”.»

ويعد إنهاء الزواج المبكر وتطوير التعليم واحدًا من 17 هدفًا للتنمية المستدامة أطلقتها الأمم المتّحدة لإنهاء الزواج المبكر وتطوير التعليم.

وتحظى خطط العمل القومية في أفغانستان بسجلٍ حافلٍ من الخطط غير المنجزة. إذ لم تنجح خطة العمل القومية للنساء الأفغان في عام 2007، ولا قانون إنهاء العنف ضد المرأة عام 2009، ولا خطة تنفيذ قرار مجلس أمن الأمم المتحدة رقم 1325 لدعم الحركة النسائية.

وعلاوة على ذلك، لا يبدو أن خطة العمل القومية لإنهاء زواج الأطفال والزواج المبكر متاحة للجمهور، حيث من الصعب على غير السياسيّين تحديد ما إذا كانت الإجراءات المتخذة ستساهم في إنهاء زواج الأطفال وما هي الآليات التي ستُستخدم لتحويل الكلام إلى أفعال.

قصة زهراء

بعد أقل من عام، في 18 يوليو 2016 واكبنا قصة مؤلمة عن زهراء الفتاة ذات الأربعة عشر خريفًا، متزوجة وحامل في شهرها الرابع، أحرقها زوجها وعائلته حتى الموت وفقًا (لتقرير صحفي يحتوي على الصور المؤلمة) وصرّح والدها، محمد عزام، لصحيفة نيويورك تايمز بأن حماها وزوجها تعاونا على طعنها وضربها بسبب رفضها العمل في مجال المخدرات بسبب حملها.

وأكد والد زهراء بأنهم أحّرقوا ابنته لإخفاء آثار العنف الجسّدي الذي تعرضت له قبل موتها.

وقعت زهراء ضحية لعادة “ البعاد” وهي ممارسة تقليدية تقتضي إعطاء الفتيات لعائلة أُخرى لتسوية النزاع. فقد بيّعت زهراء بسبب هروب والدها مع فتاة من عائلة الزوج، واستُخدمت لتسوية النزاع بين العائلتين.

ولسُوء الحظ، هناك قصص مشابهة لقصة زهراء، إذ تحمل كل طفلة عروس قصتها الخاصة، ولكنها تبعد كل البُعد عن النهايات السعيدة.

لماذا تبيع الأُسر الأفغانية فتياتها؟

هناك عدة عوامل يجب وضعها في الاعتبار عند الحديث عن كيفية اتخاذ الأُسر الأفغانية قرار بيع بناتها. وعلاوة على ذلك، فمن المهم أن نلاحظ أن قرار بيع الفتيات يتخذه رجال العائلة غالبًا بدلًا من أن تتخذه الأم، فكل ما عليها هو المراقبة فقط دون الحديث.

الفقر هو العامل الأساسي في هذه المقايضة، حيث تبيع أغلب الأُسر الأفغانية في المناطق الريفية فتياتها في سبيل المال أو الأنعام. ففي بعض الحالات، لا تستطيع الأُسر إطعام أطفالها، ولا يملكون خيارًا سوى البيّع. ولسوء الحظ، ترتفع قيمة الماعز والبقر والأموال في أعّين الآباء الأفغان أكثر من فتياتهم.

ربما لهذا السبب احتج خان والي عديل، مدرسُ أفغاني وناشط مهتم بحقوق المرأة، الذي خيّم لمدة شهر أمام مقر البرلمان الأفغاني في عام 2016 احتجاجًا على الممارسة التقليدية لعادة “البعاد”، أن الفتيات تُعامل معاملة الحيوانات.

تتزوج الكثير من الفتيات القاصرات مثل زهراء على سبيل المقايضة وقفًا لعادة “ البعاد” لتسوية الديون.

وفي بعض الحالات يُتاجر بالفتيات بين العائلات. حيث يمثل الأولاد قيمة أعلى من الفتيات، إذ يبادر الأب بمبادلة ابنته في سبيل العثور على زوجة لولده. وتسمى هذه الممارسة العُرفية “ البدل“.

وبرغم تحريم ممارسة “ البعاد” و “ البدل” في عام 2009 بموجب قانون إنهاء العنف ضد المرأة، إلا أن هذه الأعراف ما زالت جارية حتى اليوم.

عواقب زواج الأطفال

الحملُ المبكر هو النتيجة المحتملة الجليّة لزواج الأطفال المبكر، إذ لا تكون أجساد الفتيات قد نضجت بعد لتحمّل الحمل أو الولادة. ومن الممكن أن تعاني الفتيات اللاتي تتزوجنّ في سن مبكرة من تلفٍ داخلي بسبب ممارسات الجنس العنيفة.

يفاقم نقص المرافق الطبية والرعاية الطبية الملائمة في المناطق الريفية من هذه المُشكلة؛ إذ لا تحصل الفتيات على أي علاج أو أية مساعدات أثناء حملهنّ أو ولادتهنّ، مما يؤدي إلى وفاتهنّ.

وتُعاني بعض الفتيات من عنف جسدي ونفسي في عائلاتهم الجديدة، إذ لا تمكنهن من الذهاب إلى المدرسة أو العمل، ومن المستحيل لهن أن يعتمدن على أنفسهن ماديًا.

وتؤمن الكثير من الفتيات بأن الانتحار هو السبيل الوحيد للخلاص. ويبدو ذلك واضحًا من قصة بورا جول هيها، البالغة من العمر ستة عشر عامًا، التي قررت أن تحرق نفسها بمصباح الكيروسين.

وقالت مونيكا هوسر، طبيبة أمراض النساء، التي أسست ميديكا أفغانستان، للرواء نيوز بأن:

«النص الأصلي:“the suicide rate is rising particularly in towns because women are fighting against forced marriages there”»

«ترجمة:“معدّلات الانتحار ارتفعت في المدن خاصة حيث تكافح النساء ضد الزواج القسري هناك”. وأما عن فتيات الريف فيملن نحو تلقي قدرٍ ضئيلٍ من التعليم والمعاناة في صمت.»

مصادر[عدل]