انتقل إلى المحتوى

زامبيا تتبرع بخمسة ملايين لتر من الوقود لمالاوي

من ويكي الأخبار

الأثنين 4 يونيو 2012


هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.

سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين مالاوي وزامبيا انتهت مؤخراً بعد أن تبرعت زامبيا بخمسة ملايين لتر من الوقود لمالاوي. جاءت هذه المنحة ظاهرياً لجنازة رئيس البلاد بينجو وا موثاريكا ، الذي توفى يوم 5 من أبريل/نيسان، 2012، بعد أزمة قلبية. أما عن النزاع الذي تسبب في تلك القطيعة فله قصة معقدة. [جميع الروابط بالإنجليزية ما لم يذكر غير ذلك]

في عام 2007، سافر مايكل ساتا، – المعارض الزامبي البارز وقتها – إلى مالاوي لزيارة خاصة، لكن تم ترحيله عند وصوله إلى مطار شيلكا وتم نقله بالسيارة 400 كم عائداً إلى زامبيا. بعد ذلك بأربع سنوات، تم انتخاب ساتا رئيسا لزامبيا.

في ذلك الوقت بعد أن تم ترحيله من مالاوي، صرح ساتا مازحاً أن بينجو وفر له سيارة ليكساس جي اكس مليئة بالوقود وبسائق خاص (يقصد موظف الهجرة) من أجل الرحلة، ذلك ما لم يفعله معه ليفي مواناواسا، الذي كان رئيس زامبيا وقتها وكان خصم ساتا ومعارضه.

بعد أن تم انتخاب ساتا وبفترة قليلة تمت دعوته تلقائيا لحضور مؤتمر رؤساء دول شرق وجنوب أفريقيا كوميسا ، السوق الأفريقية المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا. كان المؤتمر يعُقد في مالاوي، وبالرغم من أن قرار ترحيل ساتا كان لا يزال معلقاً في المحاكم، رفض رئيس زامبيا الجديد حضور المؤتمر، وأخبر مبعوث خاص من مالاوي:

«النص الأصلي:“يعرف سعادته، بينجو وا موثاريكا المأزق الذي أقع فيه وأنه لا يمكنني الحضور. كنت أتمنى أن تكون هذه الرحلة أول زيارة خارجية رسمية لي. أعتقدت أنك تأتيني بإلغاء الحكم [حكم الترحيل] لكنك لم تفعل. بعد أن تصلح تلك القضايا سآتي لزيارتكم يوما ما”»

ومن ناحية ساتا، أرسلت الحكومة الزامبية نائب الرئيس دكتور جاي سكوت لحضور المؤتمر. المرة التالية التي يقابل فيها ساتا زعيم مالاوي كانت في جنوب أفريقيا في الاحتفال بمئوية الحزب الحاكم المجلس الأفريقي القومي.

في هذا الحدث أعلن الإعلام في كل من زامبيا و مالاوي عن فرصة لقاء الزعيمين. كما أعلنت صحيفة زامبيا بوست:

«النص الأصلي:“بينما كان يمر الرئيس موثاريكا، الذي وصل متأخراً على العشاء، بجوار مكان جلوس رئيس زامبيا على طاولة كبار الزوار، قام الرئيس ساتا وتعانق الأثنان – حيث كانا يعتبران أعداء – وتبادلا “كلمات المودة والحب” وضحكا سويا.

بعد أن تعانقا، سأل الرئيس ساتا موثاريكا، “كيف حال القرية؟” وأجاب رئيس مالاوي: “القرية بخير” متى ستأتي إلى مالاوي؟”

وفي استجابته، رد الرئيس ساتا على موثاريكا، “سنخبرك.”»

تتشارك زامبيا ومالاوي لغات واحدة وأزياء واحدة بين حدودهما، التي تمتد من موزمبيق جنوباً إلى تنزانيا شمالاً.

قبل ذلك بعدة شهور قليلة، مع ذلك، ذهبت جويس باندا (نائب رئيس مالاوي وقتها، ورئيسة مالاوي الآن) إلى زامبيا لحضور احتفال الدولة المجاورة باستقلالها في رحلة لم تسر على ما يرام مع إدارة بينجو. عند وصولها إلى مالاوي، تم تهديدها بالقبض عليها بزعم كون زيارتها لم يتم الموافقة عليها رسمياً من قبل الحكومة المالاوية.

لسوء الحظ، توفى الرئيس بينجو بعد ذلك بقليل، تاركاً وراءه اقتصاد مشتت مع ضعف شديد في العملة الصعبة، وقلة الطاقة الكهربائية والوقود، مع تولي جويس باندا منصب الرئيس.

كان التبرع بالوقود لمالاوي الذي ذكرناه آنفاً الظهور الأول والهام لقبول زامبيا حكومة الرئيس باندا الجديدة. من سخرية القدر، في إدارة باندا، أصبح محامي الرئيس ساتا في مالاوي، رالف كاسامبارا، وزير العدل في مالاوي الآن.

فيما يتعلق بالتبرع بالوقود، قال في أبريل/نيسان وزير الطاقة في زامبيا كرستوفير يالوما، الذي سافر إلى مالاوي:

«النص الأصلي:“يعد هذا الشحن الذي شهدناه اليوم مجرد تبرع لأجل الاستعدادات لجنازة الرئيس المتوفي. غادرت أمس 15 حاوية لتصل مالاوي هذا الصباح.”»

بسبب نقص الكهرباء لتزويد الطاقة إلى وسائل التبريد في مالاوي، تم نقل جثمان موثاريكا إلى جنوب أفريقيا، حيث تم دفنه هناك يوم 23 من أبريل/نيسان.

[1] النص الأصلي لهذا المقال بالإضافة إلى النسخ الإسبانية والعربية والفرنسية برعاية من شبكة الأمن الدولية (أي أس أن) كجزء من شراكة في مجال صحافة المواطن في مجال العلاقات الدولية وشئون الأمن في العالم. يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.

مصادر

[عدل]