الناجون الإفريقيون من الإيبولا يروون قصص تعافيهم وآثار الإصابة بالفيروس

من ويكي الأخبار

السبت 16 مايو 2015


حسب أحدث الأرقام من منظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن 2615 حالة إصابة في جميع أنحاء إفريقيا الغربية و1427 حالة وفاة فيما يوصف على أنه أسوأ تفٍش للفيروس في العالم.

ما من علاج مؤكد للإيبولا، ومعدل الوفاة في التفشي الأخير يقارب 50 بالمئة مع أنه في المرات السابقة هلك ما يزيد عن 90 بالمئة من المصابين.

أولئك الذين نجوا من الإيبولا يسردون حكايات مؤثرة حول الصمود والرعاية البطولية التي تلقوها على أيدي عاملي الصحة المحليين، لكنهم أيضًا يصفون شعورهم بالأسى وتعرضهم للنبذ بسبب الجهل بهذا الداء.

في العشرين من أغسطس، بثت منظمة الصحة العالمية فيديو على موقع يوتوب عرضت خلاله ثلاثة من هؤلاء الناجين: صاه طمبه وهاريسون سكيلا من ليبيريا وماتو كامارا من سيراليون.

Three testimonies of Ebola survivors على يوتيوب

صاه طمبه يشرح كيف أصيب وحياته منذ تعافيه:

«النص الأصلي:أصبت بالعدوى من أحد أعمامي في كواندو. ذهبت لزيارته ليلتين إذ لم يكن هناك أحد للعناية به. بعد أيام قليلة، توفي وبعدها لحقت به زوجته وابنته أيضاً[..] بدأت أتقيأ وعانيت من الإسهال فذهبت إلى المصحة. عندما أصبحت مريضاً، ارتابت عائلتي في إمكانية تعافي. أشكر الله على الأطباء. لقد منحوني شهادة تدل على تعافي من الإيبولا في حالة شك أي أحد في ذلك.»

هاريسون سكيلا، 39 سنة، ينحدر من فويا في شمال ليبيريا. هو أول الناجين من منطقته. فقد أمه جراء المرض. يقول:

«النص الأصلي:نقلت لي والدتي المرض. إذا بدأت الأعراض بالظهور، ينبغي الذهاب أولاً إلى المركز الصحي الخاص بالإيبولا. سوف يحيطونك بالرعاية حتى تتخطى الأمر.»

ماتو كامار، 52 عاماً، تقول أنها فقدت شقيقتها وابنتها بسبب الإيبولا:

«النص الأصلي:شعرت ابنتي بالمرض بعد أن قامت برعاية زوجة أبيها. كانت تحس بالبرد. أخذتها للمستشفى وأعطوها دواءً. شعرت بتحسن لكن لاحقاً بدأت بالتقيؤ. ماتت بين أذرعنا. شعرت بالمرض وبدأت أتقيأ. ذهبت إلى المستشفى وبعد يومين شعرت بتحسن. نحن الناجون من الإيبولا نحتاج شهادةً تثبت اننا أصبنا بالوباء وتعافينا منه. لا تنتظروا استفحال المرض حتى تذهبوا إلى المستشفى.»

الأشخاص الذين تعافوا من الإيبولا غالباً ما يتعرضون للرفض القاسي بسبب نقص الوعي بكيفية إنتشار الوباء. هذه قصة الدكتور ملفين كركر، طبيب من مستشفى فيبي في ليبيريا. كركر نجا من الإيبولا لكنه يشرح كيف كان أقاربه وأصدقاؤه قلقين من لمسه، كما ذكر على الصفحة الأولى من أفريكا أون لاين ومقرها ليبيريا:

«النص الأصلي:على الرغم من أن كركر صرح بأنه تم تطهيره من الإيبولا، قال بأن الناس يتجنبونه. “الآن، في كل مكان بجواري، تخترقني كل النظرات وكأنني الطاعون”. مراسل صفحة جبهة إفريقيا الذي تقفى أثر الدكتور إلى مركب كوتنغتون يوم الإثنين، لاحظ أن الناس يخلون الأماكن عندما يظهر، بينما يتفادى أصدقائه وتلاميذه وأحباؤه مصافحته وتناول الطعام معه […] “شكراً للرب، أنا معافى، لكني الآن أحمل داءً جديداً: أصبحت ضحية وصمة العار”. هذا ما نقلته محطة الإذاعة المحلية في غبارنغا عن كركر. هذا الداء (الوصمة) أسوأ من الحمى.»

ليبيريا هي واحدة من البلدان الأربعة التي تتعامل مع تفشي الفيروس، إلى جانب غينيا ونيجيريا وسيراليون.

كلوديوس برناولو، مساعد طبيب ليبيري، تغلب بدوره على الصعاب ونجا من الإيبولا. سجلت صفحة جبهة إفريقيا أون لاين شهادته وشهادة أفراد عائلته الذين شعروا أيضاً بوصمة الرفض من مجتمعهم:

FPA WEB TV: Ebola 'Miracle' In Liberia: على يوتيوب

يبقى الوعي بالإيبولا وكيفية انتشاره تحدياً. بدأت كوت ديفوار حملةً مهمة للوقاية من الإيبولا رغم أنه لم يتم تسجيل أية حالات حتى الآن. أعاد المدونون الإيفواريون توظيف حملة التصلب الجانبي الضموري (ALS) ل لتوعية بالإيبولا مستعملين هاشتاج باللغة الفرنسية #moussercontreEbola (رغوة ضد الإيبولا):

Mousser Contre Ebola على يوتيوب

مهمة علماء المخبر على غرار الدكتور كركر أو برنوولو لتبين الأشخاص المرضى من المصابين بالفيروس هو أيضاً مصيري في مكافحة الوباء. عبدولاي باه، محرر ومترجم متطوع في الأصوات العالمية، نوه عن دورهم في ليبيريا (عن جينا مور):

«النص الأصلي:جيجواه، البالغة من العمر ٣٠ سنة، واثنتين من النساء الأخريات، كلهن من المتطوعات، يطبخن لاثني عشر من أهم جنود الخفاء في ليبيريا إلى حد الأن. عشرات الوجبات مخصصة لفريق التقنيين الذين يقومون باختبار عينات من دماء المشتبه بإصابتهم بالإيبولا. هم يزورون المرضى في بيوتهم ومراكز العلاج المتاخمة ويحقنون أشخاصاً لا يمكن التنبؤ بمناعتهم الجسدية ومن أشد الناقلين للعدوى. بعد ذلك ينقلون دماءهم عائدين إلى المخبر الطبي الوحيد في ليبيريا الذي يبعد أكثر من ساعة عن عاصمة منروفيا.»

الجهاد الحقيقي ضد الإيبولا والبقاء على قيد الحياة سوف يتطلب توافقاً هائلاً في العمل الجماعي في البلدان المصابة، لا سيما بالنظر إلى وصمة العار داخل وخارج حدودها. في إطار هذا الوباء، على المجتمعات أن تستوعب حاجتها إلى أهمية التنظيم فيما بينها عند خوض هذا الصراع أكثر من أي وقت مضى أو أنها ستهلك كالحمقاء.

مصادر[عدل]