هذا الفيلم عن صداقة تجمع بوذية ومسلمة، فلما الكراهية؟

من ويكي الأخبار

الأحد 6 يوليو 2014


خلال النسخة الثانية من مهرجان الأفلام ‘حقوق الانسان كرامة إنسانية’ الذي انعقد في يانجون، عاصمة ميانمار بين 15 و19 من يونيو / حزيران، تم عرض 67 فيلمًا، بما في ذلك 32 فيلم محليّ مكرسة لأيقونة الديمقراطية أون سان سو تشي والفقيد او وين تين وهو يعتبر السجين السياسي الذي تم اعتقاله لأطول فترة زمنية في ميانمار.

إلغاء عرض فيلم أوبن سكاي (السماء المفتوحة) في اللحظة الأخيرة، ألقى بظلاله على قضية نبيلة. الفيلم الوثائقي الذي يدوم لعشرون دقيقة يروي حكاية صداقة تجمع بين امرأة بوذية وأخرى مسلمة في في ظل العنف الطائفي الذي عصف بمدينة مايكتيلا العام الماضي. وكانت أعمال الشغب قد انتشرت في مدن أخرى وسط ميانمار مخلفةً أكثر من 40 قتيلًا.

إذ قرر المنظمون إلغاء الفيلم بعد تلقيهم تهديدات بالقتل عبر الإنترنت كانوا قد وصفوا الفيلم بكونه جزء من مؤامرة مسلمة تهدف إلى الهيمنة على ميانمار ذات الأغلبية البوذية.

في السنوات الأخيرة شهدت عدة مناطق من ميانمار موجة من التطرف الديني، مما أدى إلى مواجهات وأعمال شغب وأشكال أخرى من العنف الطائفي.العديد من المجموعات البوذية المتطرفة تتهم وتضطهد على وجه الخصوص الأقلية المسلمة الهادفة ‘للسيطرة’ على ميانمار. خطاب الكراهية يلوث أيضًا الويب، عبر المشاركة النشطة ونقاش الآراء المتعصبة تجاه الأقليات الدينية والعرقية.

مين هتين كو كو كشي، أحد منظمي المهرجان وضح أسباب إلغاء الفيلم:

«النص الأصلي:This film festival was not intended to create any conflict. I cannot let the conflict and hatred happen among the people. As this is not what [we] intended, [we] decided to cancel the screening.»

«ترجمة:لم يكن مهرجان الأفلام يهدف لخلق أي نوع من النزاعات. لا يمكنني أن أسمح للنزاعات والكراهية بأن تنتشر بين الناس. وبما أنه لم تكن هذه هي نيتنا، قررنا إلغاء العرض.»

لكنه دافع عن الفيلم ومدح فكرته في مقابلة مع بي بي سي باللغة البورمية:

«النص الأصلي:The film depicts the loving relationship with mutual help, protection and kindness between two neighboring women of different faiths.»

«ترجمة:الفيلم يصورعلاقة المحبة مع التعاون المشترك والحماية والكرم التي تجمع جارتين على إختلاف ديانتهما.»

قال أحد المنظمين أنهم قد تلقوا تهديدات بحرق قاعة العرض وقتل المدير وشن أعمال شغب أخرى إذا عرضوا الفيلم. وقد لقي مقال نشر بتاريخ 15 يونيو / حزيران ويحتوي على خطاب كراهية رواجًا. يزعم هذا المقال بأن الفيلم ينحاز إلى المسلمين:

«النص الأصلي:We heard that this film was funded by [Organization of the Islamic Conference]. There is no need to watch the film since it is obvious that the film will be in favour of the Muslims as it was funded by the Muslims. […]»

«ترجمة:لقد علمنا أن هذا الفيلم ممول من طرف منظمة التعاون الإسلامي. ليس هناك حاجة لمشاهدته، لأن الفيلم سيكون لصالح المسلمين لانه المسلمين مولوه.[…]»

إتهم المقال نشطاء حقوق الانسان ‘بالانتهازية’ لترويجهم للفيلم ‘المنحاز':

«النص الأصلي:[…] Just want to ask directly whether the moral of the film is on the side of human rights or the rights of the Kalars [sic]. Now if [we] point out the fact that there is no neutral stance, will there be a real human rights activist who will point out the truth? It is sure that [they] will be quiet. If I have to speak my opinion openly, human rights activists are opportunists. […]»

«النص الأصلي:أريد فقط أن أسأل وبصفة مباشرة إذا ما كانت عبرة الفيلم تقف إلى جانب حقوق الانسان أم حقوق الكالارز […] [كذا]. إذا أشرنا إلى حقيقة أنه لا يوجد هناك موقف محايد، فهل سيكون هناك ناشط صادق في حقوق الانسان يشير إلى الحقيقة؟ من المؤكد أنهم سيلتزموا الصمت. إذا كان لا بد لي من التعبير عن رأيي بصراحة، فنشطاء حقوق الانسان انتهازيون. […]»

في مقابلته مع البي بي سي بالبورمية لمح مين هتين كو كو كشي لسبب خضوع المنظمين لضغوطات المجموعات المناهضة للمسلمين:

«النص الأصلي:I have nothing to comment about the hate speech because our country is in a very sensitive situation. There are also people who want to create conflicts. And we are not making this film festival to create conflicts. If I am to choose for the good reputation of our film festival, the film we produced or our country, I would choose that of our country which is in a very sensitive situation. I will not criticize other people or organization.»

«ترجمة:ليس لدي أي تعليق فيما يخص خطاب الكراهية لأن بلدنا في وضعية حساسة. هناك أيضًا أشخاص يريدون خلق النزاعات، ونحن لم نجري هذا المهرجان لخلق النزاعات. إذا كنت ساختار بين السمعة الجيدة لمهرجاننا والفيلم الذي أنتجناه أو بلدنا، ساختار [سمعة] بلدنا التي تمر بوضعية حساسة. لن انتقد أشخاص ومنظمات أخرى.»

حسب ديفيد سكوت ماثيسون من منظمة هيومن رايتس ووتش، إلغاء الفيلم أفسد نجاح مهرجان إختار بشجاعة حقوق الانسان كموضوع رئيسي:

«النص الأصلي:By its very existence, the festival demonstrates a commitment to stand up to the forces of division and hatred. But the reaction of some Burmese also shows that the struggle for respect for rights in Burma has a long way to go.»

«ترجمة:بوجوده، يظهر المهرجان التزامًا لمواجهة قوى الانقسام والكراهية. لكن ردود فعل بعض البورميين تثبت أيضًا أن أمام النضال من أجل إحترام الحقوق في بورما طريقًا طويلًا.»

سفير الولايات المتحدة دارك ج. ميتشل الذي كان حاضرًا في المهرجان دافع عن حرية التعبير مشيرًا إلى التهديدات اللتي تلقوها المنظمون عبر الإنترنت:

«النص الأصلي:There will always be those less courageous people who feel threatened by speech they do not like, or a story that does not conform with their own prejudices.

This narrow, fearful mindset runs contrary to everything this festival is about. Everyone who values the meaning of this event must oppose the use of threat and intimidation to suppress speech and censor artists.»

«ترجمة:دائمًا سوف يكون هناك أولئك الأشخاص الأقل شجاعةً الذين يشعرون بالتهديد من خطاب لا يتوافقون معه أو حكاية لا تطابق أحكامهم المسبقة.

هذه العقلية الضيقة والمتخوفة تتعارض مع كل ما يمثله هذا المهرجان.على كل فرد يثمن معنى هذا الحدث أن يقاوم استعمال التهديد والترهيب لقمع التعبير والتحرش بالفنانين.»

تمثل هذه الواقعة آخر تجلٍ للتصاعد المقلق في وتيرة التعصب الديني في ميانمار. إذا كان لفيلم عن الصداقة أن يثير وبكل سهولة ردود أفعال معادية، فماذا عن مبادرات سياسية أخرى مثل الاندماج، العلمانية وعدم التمييز؟

مصادر[عدل]