بعد وفاة مراهق ضرباً حتى الموت، يطالب الصينيون بقانون أكثر صرامة للتعامل مع المتنمرين
الأربعاء 1 يونيو 2016
توفى المراهق زهانغ تشاوفان البالغ من العمر 15 ربيعًا من محافظة يون شينغ كوانتي في الصين في 23 أبريل/نيسان بعد أن ضُرب حتى الموت. المشتبه بهم ستة من زملائه في المدرسة. احتجزت الشرطة الشبان الستة للتحقيق معهم. بالرغم من عدم الكشف عن نتائج التحقيق إلا بعد أن اكتشفت والدة الفتى من خلال قراءتها لرسائل المحادثات النصية في مجموعة جمعت ولدها وأعضاء آخرين من صفه، أنه كان ضحية لتنمر غير قانوني. وصفت القضية لمحطة تابعة لتلفزيون الصين المركزي، ووفقًا لما قالته، فإن زملاء ابنها قد أخذوا ماله غصبًا وبالنهاية توقف عن الذهاب للمدرسة وبدأ بالعمل في أحد مقاهي الإنترنت حيث تعرض للضرب لمدة ساعات من قبل زملائه بالمدرسة الذين كان يتنمرون عليه. مات المراهق من إصابات في الدماغ وتمزق في القلب.
كان هناك حوادث مشابهة في نفس المرحلة الدراسية التي لفتت انتباه الرأي العام في الصين في الاشهر الماضية. في مدينة ريزهاو، محافظة شاندونغ، تم ضرب فتى مراهق من قبل خمسة من زملائه في المدرسة وأجُبر على أكل الغائط من حمامات المدرسة. شهد العديد من الزملاء على الحادثة و شجعوا المتنمرين، حتى أن بعضهم صور الحادثة بمقطع فيديو ونشره على الإنترنت بتاريخ 16 مايو/أيار. أخبرت الشرطة المحلية الأعلام أن القضية قد حُلت بشكل خاص بين عائلات المتنمرين والضحية دون أي تحقيقات جنائية.
تم نشر مقطعي فيديو على الإنترنت بتاريخ 25 أبريل/نيسان يُظهر فتاة مراهقة مجبرة على الركوع على ركبتيها في حين تصفعها فتاة أخرى مرتدية اللون الأسود على وجهها وتشد شعرها و ترفسها من ثم أخذت تضربها بالعصا وتجبرها على خلع كل ملابسها. أخذ عدد من الحاضرين على تشجيع المتنمرة و صوروا الحادثة. اعتقلت الشرطة المحلية الفتاتين ولكن لا يوجد أي تقرير يظهر أن عائلة الضحية قد وجهت أي تهم جنائية للمتنمرة.
حكم على ثلاث شباب صينين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية بالسجن لمدة 13 سنة وست سنوات وعشر سنوات بتاريخ 17 فبراير/شباط لتعذيبهم فتاتين مراهقتين. أجبر المتنمرين الفتاتين على التعرية من ملابسهن وحرق حلمات صدورهن بأعقاب السجائر ومن ثم صفعهن على الوجه وبعدها قص شعورهن.
يظهر من آخر قضيتين، يرى الرأي العام الصيني أن الشرطة لا تأخذ جرائم عنف المراهقين على محمل الجد خصوصًا بعد مقارنتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وأيضًا جذب اهتمام الرأي العام إلى القانون الصيني المشروع في عام 2007 لحماية القاصرين الذي ينص أن القانون يدافع عن الأفراد تحت سن 18 بأعتبارهم قاصرين ويتبنى مفهوم التعليم بدلاً من العقاب عندما يتم التعامل مع الاحداث أما بتقليل أو أعفائهم من المسائلة القانونية. (المادة 54)
السلطات في الصين ليست حصينة من الفساد القانوني، ولذلك يرى الكثير أن قانون حماية القاصرين ومساعدتهم في تصحيح سلوكياتهم خلق منطقة رمادية تسمح للشرطة بأخذ الرشوات من العائلات الغنية وتساعد المتنمرين الأثرياء بالإعفاء من المسؤولية الجنائية.
في أحد مواقع نقاش الأخبار على أشهر موقع تواصل اجتماعي ومن منبر الويبو علق مستخدمو الإنترنت على موت المراهق زهانغ تشاوفان وأشاروا للمشاكل المحتملة من الفساد القانوني في التحقيقات.
«النص الأصلي:好想知道打人者判了什么刑,还有打人者父母的态度,是否赔偿了呢?!就连学校都在回避问题,逃避问题了,后台很硬嘛!»
«ترجمة:أتساءل أي نوع من العقوبات سيفرض على هؤلاء المتنمرين. كيف كانت ردة فعل ذويهم وكيف عوضوا عائلة الضحية! حتى المدرسة ترفض التعليق على القضية. على مايبدو، لدى المتنمرين واسطة قوية.»
وانتقد أحدهم قانون حماية القاصرين!
«النص الأصلي:我只想问一句:未成年人保护法到底保护了谁?又该保护谁?为什么现在这个法律变成了未成年人犯罪的保护伞!!!那些受害的也很多都是未成年人啊,他们在未成年人保护法保护不了他们的情况下,又该用什么法律来保护自己?!甚至因为这条法律,他们连应有的公平都没有了,这法律还有什么意义!!!»
«ترجمة:فقط أتساءل من يحمي قانون حماية القاصرين بالضبط؟ من الذي يجب أن تتوفر له الحماية؟ كيف أصبح القانون ظل يستظل به الجناة القاصرين والذين أغلب ضحاياهم من القاصرين الذين لا يحميهم قانون حماية القاصرين. من الذي يعتمدون عليه لحمايتهم من الأذى الذي يتسبب بهم زملاؤهم؟ بسبب هذا القانون، هم لا يطالبون بالعدالة. مافائدة القانون؟»
«النص الأصلي:有 < 未成年人保护法>也应该设立< 未成年人惩戒法>,不能总是仗着是未成年人逃避法律责任,现下多少案件都是未成年人犯下”»
«ترجمة:لدينا قانون حماية للقاصرين، ولكن يجب علينا أن نضع قانون لعقاب القاصرين أيضًا. كونك قاصر فقط، لا يعني أنك ستنفذ من العقاب أو المسؤولية، أنظروا فقط إلى عدد الجرائم التي يرتكبها القاصرون.»
أقر الكثير من الناس أنهم بحاجة قانون جنائي ليوقف عنف المراهقين، هذه نسبة التصويت على الإنترنت ومن خلال موقع التواصل الاجتماعي الصيني الويبو وهو خيار لأكثر من 99 بالمئة من 1920 شخص قاموا بالتصويت يوم 18 من مايو/أيار.
ومن خلال التصويت، استمر النقاش ومن أشهر التعليقات للمطالبين بقانون جنائي:
«النص الأصلي:故意杀人,不管是精神病还是未成年,既然有能力杀人就应该有能力去偿命»
«ترجمة:قتل مع سبق الإصرار والترصد بغض النظر عن الحالة العقلية والعمر. مادام قادر على القتل فإنه قادر على تحمل المسؤولية.»
واقترح بعضهم قانون جديد للتعامل مع ثقافة التنمر في المدارس:
«النص الأصلي:还在长草拔草?校园凌霸、青少年凌霸各种不文明行为是有社会和家庭根源的,难道就不能加强反凌霸立法和宣传,将具体执行规定和反馈途径落到每个学校老师家长学生身上?只有易受害群体和可保护受害者群体共同参与和监督,凌霸现象才能得到控制。单独惩罚每起案件的犯罪人对社会整体是不起作用的。»
«ترجمة:يدل التنمر في المدارس وعنف المراهقين على سلوكيات غير حضارية، زُرعت جذورها في المجتمع والعائلات لذا لا يمكننا التخلص من الأعشاب الضارة عن طريق سحبها واحدة تلو الأخرى. يجب أن يكون لدينا قانون ضد التنمر يُعلم للمدرسين وأولياء الأمور والطلاب ويطبق. تجب حماية ضحايا التنمر ومن يحميهم أذا أردنا أن نقضي على ثقافة التنمر. لايمكن ان نتعامل مع الوضع قضية بقضية.»
علق البعض على أصل مشكلة قضية عنف المراهقين قائلاً:
«النص الأصلي:国家经济发展的代价就是留守儿童太多,社会起不到监管,孩子的心理有暴力倾向最后发展都极点!人多时好时,但是解决不了生活未必就是好事,我可爱的祖国要解决民生问题从点滴做起来,不要再让悲剧发生了»
«ترجمة:هذه ضريبة تطور بلادنا السريعة. عند ترك المراهقين وحدهم في المنزل فإن ذلك ينتج قلة مراقبة من المسؤول عن المراهق وسلوكياته العنيفة التي تنفجر فجأة بعد أن كتمها لوقت طويل. كوننا نملك تعدادًا سكانيًا كبيرًا قد يكون ذلك شيئًا إيجابيًا لتطور البلاد ولكن عندما تتعامل مع مشاكل المعيشة فإن الأمور ليست بتلك السهولة. أتمنى لوطني الحبيب أن يحل هذه المشاكل ويمنع حدوثها مرة أخرى.»
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «بعد وفاة مراهق ضرباً حتى الموت، يطالب الصينيون بقانون أكثر صرامة للتعامل مع المتنمرين». الأصوات العالمية. 1 يونيو - حزيران 2016.
شارك الخبر:
|