فن الجرافيتي الأفريقي من كينيا، جنوب أفريقيا وتونس

من ويكي الأخبار

الجمعة 13 مايو 2016


مقالة للكاتبة Kenny Sokan نشرت في موقع PRI.org بتاريخ 7 أبريل/نيسان 2016 و يعاد نشرها ضمن اتفاقية لتبادل المحتوى.

الحائط الاسمنتي الفارغ هو لوحتك. مع دلو وكل خط ترسمه، لون بعد لون حتى تكتمل اللوحة بشكلها النهائي أمام الجمهور.

انتشر الجرافيتي في السبيعنات حيث كانت التصميمات تغطي شوارع نيويورك وانتقلت إلى أفريقيا في الثمانينات. لا يوجد مؤسسات رسمية ترعى هذا الفن لكن فنانو الجرافيتي في ازدياد. مازال الاهتمام الإعلامي ضعيف للفنانين الأفريقيين في المهرجانات العالمية مقارنة بالفنانين الأوروبيين والأمريكيين.

يقول ويستو، الفنان الكيني “مازال هناك تجاهل، يعاملوننا بشكل هامشي عند حضورنا المهرجانات” وأضاف “إذا قمت بالبحث بشكل جيد ستجد العديد من الفنانين في نيروبي و تونس”.

يعمل هؤلاء الفنانون على إبراز فن الجرافيتي الأفريقي.

فالكو ون

خلال عام 1988 مع نهايه التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، بدأ فالكو رحلته في كاب تاون من خلال النادي الوحيد الذي يتمكن الأفريقيون من الاحتفال. وهناك تعرف على موسيقى الهيب هوب و فن الجرافيتي.

ينسب إلى فالكو تطور فن الجرافيتي في جنوب أفريقيا، و قد ساهم أيضًا في إنشاء شبكة للتواصل المتبادل بين فناني الجرافيتي الأفريقين والأوروبيين. خلال 1996، أقام أول مسابقه للجرافيتي في جنوب أفريقيا تحت اسم “Battle With Vapours” و استمرت لعدة سنوات.

أعماله تزين جدران كيب تاون وانتشرت أيضًا في أماكن ودول أخرى. وُصف فنه بالخيال والشاعرية وأنه متداخل مع العالم من حوله.

التلميحات الاجتماعية والسياسية هي الأكثر تأثيرًا لكني لا استخدمها بشكل صريح، فأنا مدرك أنني مجرد زائر لتلك المجتمعات ولا احب أن افرض وجهه نظري على أحد. أنا أصنع عملًا فنيًا جماليًا أولاً وأوجه من خلاله رسالة تختلف من مكان لآخر.

درس التصميم الجرافيكي لكنه لم يكمل دراسته.

يقول فالكو: “لم يكن الجرافيتي أمرًا مخطط له، أجبرني الأشخاص والأدوات على القيام بهذا الأمر”.

في المرة الثانية لذهابه لنادي The Base، قابل مغني الهيب هوب King Jamo، وعرض عليه الشعار الخاص بفرقته وكان كلمة “Zulu” بشكل جرافيتي. قال لفالكو أنه كان يبحث عن فنان جرافيتي شاب لينضم إلى فريقه، فانضم فالكو.

“أنا شخص مهووس ما أن اهتم بشيء حتى يصبح كل تفكيري”.

وايس تو

وايس تو، فنان الكيني من مدينة نيروبي. يرسم الجرافيتي لأكثر من عشرة أعوام. بدأ اهتمامه بالفنون منذ الطفولة ويؤمن أن جميع الأطفال هكذا.

“أليس جميع الاطفال يهتمون بالرسم” قال وايس تو. “وبعد ذلك يحدد المجتمع أولوياتك ويخبرك أن العلوم والتجارة أكثر أهمية من الفنون”.

رغم عدم إيمانه بذلك إلا أن وايس تو درس العلاقات الدولية في الجامعة كضمان لمستقبله.

الرسم هو شغفه وتلك الأعمال هي سبب شهرته من كندا إلى اليمن. معظم تلك الاعمال التي قدمها في المهرجانات كانت للمتعة، أما الأعمال التي يفوض بها من قبل المؤسسات مثل الأمم المتحدة، فهي غالبًا ما تقام في بلده.

قام وايس تو ببعض الاعمال ذات الإيحاء السياسي لكنه يفضل أن تكون أعماله فنية بحتة. في عام 2013 أثناء الانتخابات الرئاسية في كينيا قام مجموعه من فناني الجرافيتي بعد أن منحوا الإذن من قبل مسؤولي سكة الحديد للرسم على عشر عربات لتصميمات تدعو إلى السلام. كان الهدف من تلك التصميمات الدعوة للسلام. فالقطارات تمر على مدينة كيبيرا، التي شهدت أحداث عنف في انتخابات عام 2007. أطلقوا عليه اسم “ قطار كايبيرا للسلام“.

“إن محاولة الدمج بين الفن والسياسة ليست سهلة” يقول وايس تو. “لست خبيرًا في ذلك، كما أن العالم مليء بالمشاكل ولست مهتمًا بحلها. كل ما أريد فعله هو أن أرسم وأجعل العالم جميلاً”.

أقام أول معرض له في باريس العام الفائت.

الجرافيتي الذي عرضه كان تصميم لأقنعة أفريقية. وقد ظهر تأثره بالثقافات والحضارات القديمة مثل المايا، الأزتك، وبلاد ما بين النهرين والهيروغليفية.

“إذا نظرت إلى فن الجرافيتي، ستجد العديد من المتأثرين بالثقافة الأميركية والأوروبية، لكني نشأت في ثقافات أخرى ولا أريد أن استوحي رسوماتي من الثقافة الغربية”. وأضاف “أن العديد يفعل ذلك لكنه قرر أن يرسم مستوحيًا من ثقافته وجذوره والتعبير عن نفسه”.

فاجو

فاجو من قابس، تونس. كانت الثورة التونسية – المعروفة بثورة الياسمين وتعتبر أول الثورات في الربيع العربي – عام 2011 أكبر دافع لظهوره كفنان جرافيتي.

فاجو كان من ضمن مجموعة فنانين جرافيتي ظهروا في فيلم وثائقي PUSH Tunisia مع مجموعة من الشباب المتزحلقين.

كانوا معروفين بلقب البدو. وكانت تصاميمهم تدعو للسلام في وسط النزاعات. وقد حولوا أحد القصور الرئاسية إلى استراحة للعقول المبدعة.

في صيف 2014، انضم فاجو مع 150 فنان من 30 جنسية مختلفة لمشروع نظمته Parisian Itinerrance Gallery وقد حولوا القرى في جزيرة جربة، تونس إلى متحف فني مفتوح، فأنت ترسم كما تشاء وبقدر ماتشاء على الجدران. وقد كانت الجزيرة دومًا محط اهتمام الفنانين ليزيد الاهتمام بها أكثر.

يحاول فاجو أن يساهم في نشر فن الجرافيتي من خلال ورش للأطفال عن الجرافيتي ممولة من السفارة التونسية في الولايات المتحدة.

مصادر[عدل]