نهاية تليجرام في روسيا؟

من ويكي الأخبار

الأحد 9 يوليو 2017


في 26 يونيو / حزيران، أعلنت خدمة الأمن الاتحادية أن هجوم 3 إبريل / نيسان الإرهابي على مترو أنفاق سانت بيتسبرج، والذي خلَّف ورائه ستة عشر قتيلًا، تم تنسيقه عبر تطبيق المراسلات (تليجرام).

وفي إصدار صحفي، ذكرت خدمة الأمن (إف إس بي/FSB) أنها تملك “معلومات موثوقة عن استخدام الانتحاريين لتليجرام، في التنسيق الدولي لتغطية نواياهم الإجرامية في كل مراحل التنظيم والتحضير للهجوم الإرهابي”. ولقي هذا التصريح صدى صوت لوجهات نظر مشابهة من الحكومات الأمريكية و الأوروبية واللتان قد فرضتا درجة تحكم أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة، بادعاء كونها أداة للجناة تسمح لهم بالتواصل وتنظيم الاعتداءات.

يأتي هذا الإعلان وسط مجهودات أوسع من الحكومة الروسية لإجبار تليجرام على حفظ تاريخ مراسلات المستخدمين ومفاتيح التعمية الخاصة على خوادم روسية.

أشارت تصريحات أليكسندر زاروف، رئيس روسكومنادزور، الجهاز الروسي للمراقبة، مؤخرًا إلى أن أيام تليجرام بروسيا ربما تكون معدودة. في 23 يونيو/ حزيران، حيث قام باتهام مؤسس تليجرام، الروسي الأصل بافيل ديوروف، بأنه “محايد فيما يخص الإرهاب والجريمة”.

و في نفس التصريح، قال زاروف أن تليجرام لم يستجيب لطلب جهاز المراقبة الروسي للمعلومات اللازمة لإدراج التطبيق ضمن “سجل ناشري المعلومات”. السجل الذي بدأ أول الأمر كجزء من القانون الفيدرالي، والذي يتطلب من مواقع شبكة الإنترنت تخزين كل البيانات الوصفية المحلية للمستخدمين الروس على خوادم روسية (الميتا داتا، وهي بيانات عن الوقت، المكان، وعن أطراف التواصل، ولكن ليس محتوى رسائلهم) وجعلها متاحة لاطلاع السلطات الروسية عليها. من الخدمات المسجلة: وسائل التواصل الاجتماعي فيكونتاكت (فيسبوك الروسي)، أودنوكلاسينكي، البريد الإلكتروني ميل دوت أر يو/ Mail.ru، وعشرات من خدمات أخرى كثيرة موجودة على القائمة.

قدم مجلس العموم البرلمان، الشهر الماضي، مستند لمنع تخفي المستخدمين النشطين ولجبر تطبيقات مثل تليجرام على التسجيل بسجل ناشري المعلومات، على الرغم من أنه لم يصبح ضمن القانون بعد.

أصبح للتليجرام شعبية متزايدة في روسيا ومناطق أخرى، ويرجع ذلك جزئيًا لسمات الأمان، بالرغم من أنه لا يضمن الخصوصية المطلقة. الشركة الأمريكية-البريطانية والمسجلة في برلين تؤكد على أنها “لم تسلم أي بيانات للمستخدمين لأطراف ثالثة، بما في ذلك الحكومات”. وتقول أن البنية القانوني والتقنية المتميزة للخدمة يجعل من الصعب على الحكومات الحصول على بيانات المستخدمين:

«النص الأصلي:…we can ensure that no single government or block of like-minded countries can intrude on people's privacy and freedom of expression. Telegram can be forced to give up data only if an issue is grave and universal enough to pass the scrutiny of several different legal systems around the world.»

«ترجمة:“نستطيع أن نضمن أنه لا يوجد حكومة واحدة أو مجموعة من مختلف الحكومات لديها الاستطاعة أن تتطفل على خصوصية الأشخاص وحريتهم في التعبير. تليجرام يمكن أن يخضع لتسليم بيانات فقط إذا كان هناك مشكلة خطيرة وعالمية بالدرجة الكافية لتعدي الفحص الدقيق للنظم القانونية المختلفة حول العالم”»

في 25 يونيو / حزيران، وضع زاروف تليجرام تحت الضغط مصرحًا: “لا أستطيع أن أقول أننا مستعدين لحجب تليجرام غدًا، لكني أكرر بأن الوقت محدود بأيام معدودة”.

مؤسس تليجرام بافل ديوروف علق على فيكونتاكتى باكرًا هذا الصباح، مجادلًا بأن جهاز المراقبة الروسي لا يطالب فقط بانتهاك الدستور الروسي، ولكن أن الطبيعة اللامركزية للبنية التحتية التقنية لديهم تجعل من المستحيل أن يقوم تليجرام بتسليم “مفاتيح فك الشفرة” خاصته، والتي ستحتاجها السلطات لكي تخترق محتوى الرسائل المرسلة على الشبكة.

«النص الأصلي:Глава Роскомнадзора заявил, что Telegram должен выдать спецслужбам “ключи для дешифрации”, чтобы те могли читать переписку пользователей и ловить террористов. Это требование не только противоречит 23-й статье Конституции РФ о праве на тайну переписки, но и демонстрирует незнание того, как шифруется коммуникация в 2017 году.

В 2017 году обмен секретной информацией построен на оконечном шифровании, к которому у владельцев мессенджеров нет и не может быть “ключей для дешифрации”. Эти ключи хранятся только на устройствах самих пользователей. Хотя Telegram был пионером этой технологии, сегодня оконечное шифрование используют все популярные мессенджеры, включая WhatsApp, Viber, iMessage и даже Facebook Messenger.

Потенциальная блокировка Telegram никак не усложнит задачи террористов и наркодилеров – в их распоряжении останутся десятки других мессенджеров, построенных на оконечном шифровании (+VPN). Ни в одной стране мира не заблокированы все подобные мессенджеры или все сервисы VPN. Чтобы победить терроризм через блокировки, придется заблокировать интернет.»

«ترجمة:رئيس جهاز المراقبة أعلن بأنه يجب على تليجرام أن يسلم “مفاتيح التعمية” للخدمات الخاصة حتى يتمكنوا من قراءة المحادثات بين المستخدمين للقبض على الإرهابيين. هذا الطلب لا ينتهك المادة 23 من دستور الاتحاد الروسي فحسب، والذي ينص على الحق في خصوصية المحادثات، ولكن يعبر عن الجهل عن كيفية تعمية الاتصال في 2017.

في 2017، تبادل المعلومات السرية هو مؤسس على التعمية بين جهتي الاتصال، والتي لا يملكها مُلاك الخدمة ولا يستطيعون أن يحصلوا على “مفاتيح التعمية”. هذه المفاتيح مخزنه فقط على أجهزه المستخدمين أنفسهم. على الرغم من ذلك، فاليوم كل خدمات المراسلة المشهورة تستخدم تعمية حتى النهاية (أي من جهتي الاتصال)، بما يتضمنهم واتس أب، فايبر، آي-مسج، وحتى فيسبوك مسنجر.

و الحجب المحتمل لتليجرام لن يُعقد عمل الإرهابيين وتجار المخدرات – فالعشرات من تطبيقات المراسلة ذات تعمية لجهتي الاتصال مازالت تحت خدمتهم (بالإضافة إلى استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة/ VPNs. لا يوجد دولة واحدة في العالم ستحجب كل وسائل المراسلة المتاحة أو خدمات الشبكات الافتراضية الخاصة. لهزيمة الإرهاب عن طريق الحجب، عليك أن تحجب الإنترنت.»

بالنسبة لمحلل تكنولوجيا المعلومات، ميخائيل كليماريف، استخدام تليجرام سببه عدم رغبة المستخدمين في التجسس عليهم، وتسليم بيانات المستخدمين للحكومة الروسية سيقلل من ثقة المستخدم: “إنه ليس من المحتمل أن ديوروف سيوافق على الاستجابة لإنذارات زاروف”.

حجب تليجرام في روسيا بالتأكيد سيقلل من شعبيته، خاصةً ضمن المستخدمين الجدد والمستخدمين ذوي الوعي التقني القليل. لكن خبراء تكنولوجيا المعلومات الروس واثقون بأن المستخدمين العازمين على فعل شيئًا ما يستطيعون تخطي أي حجب.

فلاديسلاف زدولنيكوف، مستشار تقني لأليكسي نافالينيز، وهو معارض روسي، ومدير مؤسسة مكافحة الفساد، أخبر الصحيفة الروسية نوفايا جازيتا بأن “حجب تليجرام إلى حد عدم استطاعة تخطيه شيء مستحيل”.

«النص الأصلي:Telegram использует большое количество серверов для подключения. И, принимая во внимание уровень технической грамотности сотрудников Роскомнадзора, полностью заблокировать мессенджер у них не получится. Но если такое произойдет, я уверен, что в течение ближайшего времени появятся волонтерские прокси-серверы, которые можно будет ввести в Telegram-клиент и, он без проблем будет работать в обход блокировок. Также Telegram будет работать через любой VPN-сервис»»

«ترجمة:يستخدم تليجرام عدد كبير من الخوادم للإتصال. وأخذًا في الاعتبار مستوى ثقافة موظفي جهاز المراقبة التقنية، فحجب تليجرام بالكامل لن يحدث أبدًا. لكن إذا حدث ذلك، أنا متأكد من أن المتطوعين في المستقبل القريب سينشؤون خوادم (بروكسي) تتيح لمستخدمي تليجرام فرصة تخطي الحجب. وسيعمل تليجرام أيضًا من خلال أي خدمة شبكة افتراضية خاصة.»

وعلى قدم المساواة، لا يوجد ضمان بأن حجب الخدمة سيساعد على تضييق التواصل بين المتطرفين ومجموعات الجريمة المنظمة.

مصادر[عدل]