المغرب: فتاة في الأربعين من العمر تقول: “ما زلت أعيش في منزل والديَّ”

من ويكي الأخبار

الجمعة 16 يوليو 2010


يمثل العُزّاب في المغرب 39% من تعداد البالغين وذلك وفقاً لآخر إحصائية سكانية، وهي بذلك واحدة من أعلى النسب في المنطقة العربية. وعادة ما يكون الرجال هم الأغلبية في نسبة العزوبية لكن مع ذلك تبقى نسبة الإناث العازيات مرتفعة، حيث وصلت بشكل مذهل إلى 33.3%. يتكهن العامة الأسباب التي تقف وراء التعصب في معاملة الأنثى، إذ وفقاً لآخر الاستقصاءات ( شاهد تقرير الأمم المتحدة للتنمية العربية 2005) والذي خلص إلى أنّ المعتقدات الدينية قد تفسر بعض القيود التي تقف في وجه المرأة، إلا أنّ تلك القيود يتم فهمها على الأرجح عند ربطها مع الصعوبات الاقتصادية، ونقص التعليم، وغياب الديمقراطية بالإضافة إلى الاتجاه المحافظ. يعتبر المجتمع المغربيّ مجتمع محافظ بأغلبية ساحقة ماحقة: ويظهر ذلك واضحاً في استطلاع للرأي أُجري مؤخراً [فرنسي] إذ كانت نتيجته أنّ واحد من أصل اثنين من المغاربة يعتقد بأنّ قانون الأسرة الجديد والذي أشيد به دولياً لبنوده الليبرالية، يعتقدون بأنّه تمادى جداً في ضمان المزيد من الحقوق للمرأة.

تصف المدوّنة المغربية سميرة نفسها بأنها “فتاة كبيرة بالسن، تبلغ من العمر 40، بلا عمل، وتعيش مع والديها في المنزل”، بدأت بنشر تجربتها اليومية بكلّ شفافية على مدوّنتها الجديدة Marocanication [فرنسي]. وتكتب:

«النص الأصلي:Living with one's parents at 40 is not a peculiar affair in our society and it is naturally unavoidable when you're born in the softer sex. For, in Morocco, as long as you don't find a husband, you're treated as young, irresponsible and a potential source of problems. Oh! Really! In a sense, this is not surprising in a society that represses sexuality and associates freedom with debauchery. I have long wondered, like everyone else I suppose, why do men escape these restrictions. I went through a pointless analysis that I eventually abandoned in front of a bowl of Hrira (Moroccan soup) on a day of heavy depression. But that is another matter.»

«ترجمة:ليست قضية غريبة في مجتمعنا أن تعيش مع والديك وأنت في الأربعين من العمر، وهذا أمر طبيعي لا يمكن تجنبه عندما تكونين من الجنس اللطيف. وفي المغرب، طالما لم يأتي نصيبك، ولم تتزوجين، تتم معاملتك على أنّك قاصرة، وغير مسئولة، ومصدر محتمل للمشاكل. أحقاً ذلك!. إلى حدّ ما، لا يبدو ذلك مفاجئاً في مجتمع يقمع الجنس و يربط الحرية مع الفجور. لطالما تساءلت، مثل أي شخص آخر على ما أعتقد، لماذا يفلت الرجال من هذه القيود. مما جعلني أدخل في دوامة تحليل لا معنى له، هجرته في النهاية أمام طبق من الحريرة [حساء مغربي] في يوم من الاكتئاب الشديد. وذلك موضوع آخر.»

تمضي سميرة في تساؤلاتها، كيف ستفصح لوالديها بأنها تريد حياة مستقلة لنفسها، وأنها تريد المغادرة:

«النص الأصلي:I'm thinking right now about the freedom of living alone. I spent the night imagining the scene when I tell them I will live alone. My mother will look at me with disdain as if I had said yet another foolish mistake. And that would only reinforce the lack of respect she has for me. Because the lack of esteem is almost inseparable from the status of unmarried old girls. “Old girl”: this is a word most certainly invented by a woman, because only a woman knows how to hurt another woman!»

«ترجمة:في الوقت الحالي أفكر في حرية العيش وحيدة. أمضيت الليلة وأنا أتخيل مشهد افصاحي عن رغبتي في العيش وحدي. ستعطيني أمي نظرة ازدراء وكأنني تفوهت بخطأ غبي آخر. مما يعني فقط المزيد من قلة احترامها لي. لأنّ قلة الاحترام تكون على الأغلب موقف لا يمكن فصله عن حالة الفتاة الكبيرة غير المتزوجة. “فتاة كبيرة بالعمر”: هذه عبارة بكل تأكيد اخترعتها امرأة، لأنّ المرأة وحدها فقط تدرك كيف تؤذي امرأة أخرى!.»

وتوضح سميرة، بوجود وصمة عار فظيعة تلحق بالمرأة الغير متزوجة:

«النص الأصلي:It is not even considered a curse but an incompetence, a failure, the inability to attract, seduce, or tempt a man to share his life with you. Even if it is you who refuses the man, you're considered a beast waiting for her master. And you end up being an old fool because nobody wants to adopt old wandering dogs.»

«ترجمة:ليست حتى لعنة، بل عدم كفاءة، وفشل، وانعدام القدرة على جذب وإغواء أو إغراء الرجل لمشاركته حياته معك. وحتى ولو كنتِ أنتِ من رفض الرجل، سيتم اعتبارك وحش بانتظار سيده. وينتهي بكِ الأمر بكونكِ حمقاء كبيرة بالعمر، لأنه لا أحد يريد تبني كلاب كهله هائمة.»

غياب الدعم المادي هو أمر شديد الأهمية:

«النص الأصلي:An old girl that does not have a job… That caps it all! Yet I have a pretty good background in literature. I don't know, I can write nonsense like that all day long… or type on a computer … or prepare coffee. My unemployment does not help. I am not only homeless, I'm also without income. I'm taken advantage of and do all the housework in the homes of my parents, my uncles, my aunts and my brother. Jamila [my sister] doesn't stop protesting against the general tyranny and against my exploitation. I do not speak.»

«ترجمة:فتاة كبيرة بالسن وبدون عمل … هذا ما يزيد الطين بلة! ومع ذلك لديّ معرفة جيدة بالأدب. لا أدري، يمكنني أن أكتب مثل هذا الهراء طيلة اليوم … أو أن أقوم بالكتابة على الحاسب … أو أن أُحضّر بعضاً من القهوة. وضعي كعاطلة عن العمل لا يساعد. لست فقط بلا مأوى، انما أيضاً بلا دخل. ويتم استغلالي اذ أنني أقوم بجميع الأعمال المنزلية لدى منازل والديّ، و أعمامي، و عمّاتي و حتى أخي. لا تتوقف أختي جميلة عن الاحتجاج على هذا الاستبداد تجاهي وضد استغلالي. أما أنا فلا أتكلم.»

ولدى سميرة بعضاً من الخطط:

«النص الأصلي:When I'll tell them I'm going, they will make a fuss about my ingratitude and the shame that I bring to them! “The only reason a ‘girl’ would want to live alone is to fool around”… When they don't have that foolish idea in mind, they think that I'm an unworthy daughter who abandons her old parents after all they have done for her. They will do anything to stifle the idea. I can't tell them until I find where to go. […] I'll find the money to rent some little room somewhere and I'll go. I'm deliberately using the future tense here to keep alive that hope that now constitutes my only way out.»

«ترجمة:عندما سأفصح لهم عن رغبتي بالذهاب، سيحدثون ضجّة حول جحودي وعن العار الذي سأجلبه لهم! “السبب الوحيد الذي يجعل ‘البنت’ ترغب في العيش لوحدها هو أن تعبث هنا وهناك!” … عندما لا تكون هذه الفكرة حاضرة في أذهانهم، سيفكرون بأنني الابنة العاقة التي هجرت والديها الطاعنين بالسن بعد كلّ ما فعلوه لأجلها. سيفعلون أيّ شيء لخنق الفكرة. لا يمكنني إخبارهم إلا بعد أن أجد مكان أذهب إليه. […] سأجد المال لاستئجار غرفة صغيرة في مكان ما وأذهب. تعمّدت استخدام صيغة المستقبل هنا لأحافظ على الأمل الذي سيؤسس طريقي الوحيد للخروج.»

بالتأكيد سميرة ليست حالة فريدة من نوعها، والعديد من الأصوات، أغلبها من دعاة المجتمع المدني، ينادون بالمزيد من التضامن، والمساواة، والعدالة الاجتماعية.

مصادر[عدل]