الجرافيتي وفن الشارع: أصوات من شوارع أمريكا اللاتينية – الحلقة الأولى

من ويكي الأخبار

الأثنين 28 يونيو 2010


ملحوظة: هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة تتكون من ثلاثة أجزاء عن الجرافيتي وفنون الشارع الأخرى في بلدان أمريكا اللاتينية المختلفة.

رغم أن نشأته الحديثة كانت في الولايات المتحدة قبل ثلاثة عقود، إلا أن الجرافيتي – أو فن الرسم على الجدران – موجود في المناطق الحضرية في معظم بلدان العالم. الرسوم والرسائل التي يتم رشها على الحوائط والجدران وما إلى ذلك من مساحات تسمح بالرسم قد تم تناولها بشكل واسع الآن من قبل الصحافة بشقيها الشعبيّ والتقليديّ. وهي تكتسب ببطء نوع من الاعتراف بها كأحد أنواع الفنون المثيرة للجدل، بجانب أنواع أخرى من فنون الشارع الآخذة في الانتشار كالقوالب الجاهزة التي يتم نشر الألوان داخلها والملصقات والتقنيات الأخرى التي تجمع كل تلك الأنواع.

فنون الشارع (أو الفن الحضري) الموجودة في الأماكن العامة تعبر عن أصوات المجتمع والفئات المهمشة وصغار السن الذين يحاولون إيصال أصواتهم للآخرين فيما يعتبر في كثير من الأحيان تحد للملكيات الخاصة. وأمريكا اللاتينية بدورها ليست استثناء لتلك الحالة. إلا أن بعض فنون الشارع الموجودة في بلدان أمريكا اللاتينية تمتاز عن الأماكن الأخرى بما يتم خلقه من قبل حركات الهيب هوب والتي تركز على الرسائل السياسية وقصص الصراعات هناك والتي تخاطب الناظرين إليها مباشرة.

نقدم لكم من خلال عدسات المدونين ومستخدمي فليكر ويوتيوب جولة في فنون الشارع التي تعكس أسرار وخواطر مبدعيها في كل ركن من أركان تلك الشوارع.

بيرو

يقوم مستخدمي الإنترنت بحفظ تلك الأعمال الفنية عن طريق أخذ صور لها، فالحوائط الموجودة داخل الصور لا يتم محي الرسوم الموجدة عليها ولا تعبث بها عوامل التقادم. ويمكنهم أيضاً إضافة معلومات خاصة بالاسم الأصليّ أو حتى الاسم الحركيّ للفنان صاحب تلك اللوحات وأماكنها ونبذة عنها مما يساعد على وضع تلك الأعمال داخل سياقها الصحيح. هناك نقاش على المجموعة المعروفة باسم “ الجرافيتي بيروفياني” على موقع فليكر حول الحياة الفنية القصيرة لفناني الجرافيتي. ويشير المستخدم DeCe-RTOR إلى المسؤولية المجتمعية لفن الشارع في بيرو.

«النص الأصلي:el arte en peru necesita una reforma, pues a tenido siempre rupturas como terrorismo, corrupcion, mal sistema educativo y sobretodo pobreza,, asi con todos esos problemas es q no se avanza en ningun sentido, asi no se desarrolla ni cagando este pais, y el arte va tan de la mano con el desarrollo q si no se cultiva este pues no se puede esperar mucho, quienes tienen claro q es el graffiti y lo hacen espero q tengan conciencia del poder q es estar en la calle, por lo tanto hay q tomarlo con responsabilidad y aveces para hacer lo mejor es necesario hacer sacrificios, aveces dejando de pintar egocentricamente lo que uno desea, lo q uno solo puede entender.. y dedicar esas fuerzas y ganas en representar lo que la comunidad quiere ver, y necesita saber… siempre buscando la manera de que ademas q guste a todos, guste a uno,, ahi esta la chamba…»

«ترجمة:يجب إعادة تشكيل فن الشارع في بيرو، لأن دخول الإرهاب والفساد وأنظمة التعليم الخاطئة فيه يؤدي إلى تشويهه. فوجود كل تلك الأمور يمنعه من المضيّ قدماً في أي اتجاه. لا مجال للوطن أن يتقدم بهذا الشكل، والفن يتطور يداً بيد مع تقدم الأوطان. لا يمكننا أن نبني أمالاً على فن لا يحركه المخزون الثقافي لصانعيه. وللذين يعرفون جيداً ما هو فن الجرافيتي ويمارسونه، فأتمنى أنهم يعرفوا جيداً مدى أهمية وتأثير وجودك في الشارع. فهناك مسؤولية ملقاة عليهم، وفي بعض الأحيان يجب عليهم التضحية لتقديم الأفضل. التضحية بالأنا وحب تقديم ما يستحسنه ويفهمه صانعه فقط من أجل أن يقدم ما يعبر عن المجتمع وما يريد أن يراه ويعرفه ذلك المجتمع. وهذا يتطلب إرادة فولاذية للفنان تجعله يطوع ما يحب أن يراه هو ليكون هو نفسه ما يحب كل شخص أخر رؤيته، وهذا هو أصعب ما في الموضوع.»

[1] [2] تصوير لويس فونسيكا وتم إستعمالها بعد موافقته

على المستوى الشخصيّ فإن المدون لويس فونسيكا قرر أخذ جولة في شوارع ليما وأخذ صور لفن الشارع هناك من أجل أن يشركنا معه في تلك الجولة عبر مدونته كاثادور دي جرافيتيس، حيث وضع الأغاني والأشعار و انطباعاته الشخصية حول أعمال كتلك الصورة الموجودة أعلاه:

«النص الأصلي:Iba en el bus un poco mal por cosas de la vida y pensaba que nadie la podía estar pasando peor que yo. Levante la mirada y vi esta imagen en un muro [es], rapidamente pense que mi problema no era nada a comparación de otras personas que viven más tiempo sumergidos en problemas que en paz.»

«ترجمة:كنت في الحافلة أشعر ببعض الضيق معتقداً أنه لا يمكن أن يكون هناك من هو أتعس حالاً مني. لكنني حين رأيت ذلك الرسم على الحائط أدركت في لحظتها أن مشاكلي لا يمكن مقارنتها بالآخرين الذين يمضون معظم حياتهم غارقين في المشاكل بدلاً من العيش في سلام.»

و في بعض الأحيان يكون التواصل أكثر مباشرة: ففناني الجرافيتي مثل فابر يستغلون الوسائل الإلكترونية كالإنترنت وما توفره لهم من إخفاء لهوياتهم الحقيقية من أجل عرض ونشر أعمالهم دون التعرض لخطر الملاحقات القانونية. وتحت عنوان “Busca la sencillez de las cosas” أو “ابحث عن البساطة في الأشياء” يعرض فابر أعماله على موقعي فليكر و فوتولوج وما بها من ألوان ووجوه لأشخاص سعداء رغم فقر الكثيرين منهم. تلك الأعمال التي تظهر قدرته على اللإبداع وخلق أشياء في غاية الجمال دون الإفصاح عن اسمه أو شخصه:

يمكنكم أيضاً رؤية الكثير من الأعمال الأخرى لفنانين مشابهين علي موقع فليكر في مجموعات كمجموعة “ الجرافيتي بيروفياني” ومجموعة “ فن الشارع بيروفياني” هناك.

كولومبيا

يعرف الجرافيتي بكونه شفرة أو كود لا يمكن لأحد سوي أبناء الحي نفسه تتبع ما به من رموز وأنواع مختلفة من الخطوط الغير مألوفة والمتشابكة ما بها من شفرات رقمية ترمز لأماكن وأسماء. إلا أنه مع تلك الرسائل الغير مألوفة فهناك رسوم أخرى واضحة بحروف غير متشابكة يمكن إيجادها في الشوارع وتحمل رسائل مفهومة تميل عادة للتمرد والثورة. المدون بيروفي خوان أورييانو نشر في مدونته “جلوباليزادو” (بالإسبانية) مجموعة من الصور للرسوم الجدارية التي وجدها في مدينة “باستو” في كولومبيا، وقال هنا أنه في معظم الأوقات لم يستطع فهمها:

«النص الأصلي:En realidad no soy tan aficionado a los graffitis, la mayor parte de veces ni siquiera entiendo que dicen dada la complicada grafía que utilizan muchos de los graffiteros, pero cuando el mensaje va claro y directo obviamente que si.»

«ترجمة:في الحقيقة لست ممن يهوون الجرافيتي، ففي معظم الوقت لا أستطيع فهم ما تحمله من رسالة لصعوبة تتبع ما يخطه معظم فناني الجرافيتي. لكن حين تكون الرسالة مباشرة ومفهومة فبالتأكيد أهواها.»

و على مدونة “ بلوج كانايّا” يوجد مجموعة مركزة من صور الجرافيتي، حيث يجمع “ إلريتيسينتي” و” أليخاندرو” صور لرسوم الشارع ذات التوجهات السياسية والموجودة في شوارع ميديلين في كولومبيا. ورغم أنهم نادراً ما يعلقون على ما ينشرونه، فإنهم ينشرونها جميعاً تحت الشعار التالي:

«النص الأصلي:Si los medios son del Estado, las paredes son Nuestras»

«ترجمة:لو كان الإعلام ملكاً للحكومة، فالحوائط ملكاً لنا.»

تم أخذ تلك اللقطة من شوارع بوجوتا حيث كتب “Huya, lucha, y vuelve a nacer” (اهرب حارب، وستولد من جديد):

[3] صورة بعدسة بلوج دي كانايا، وأخذت بموافقتهم

هناك مجموعات على موقع فليكر لفنون الشارع الموجودة في مدينتيّ “ كالي” و” بوجوتا” حيث يشارك أكثر من 300 شخص بصورهم التي التقطوها

جواتيمالا

الكتّاب. هكذا يطلق فناني الجرافيتي على أنفسهم بسبب توقيعاتهم المقتضبة والمعروفة باسم “تاجز” أو وسوم وبسبب الحروف المنبعجة والمعروفة باسم “بومبز” أو القنابل. في حالة ريكاردو (يدون تحت اسم “ نيرسيكس“) فهو كاتب جرافيتي ومدون في “ هيميسفيريو أوربانو” حيث ينشر مواعيد الأحداث و نبذة خاصة عن فن وفناني الجرافيتي الآخرين ويجمع ما يقوله الإعلام بحق الحركات الفنية في الشارع وأراء المجتمع وفناني الشارع تجاه تلك الحركات أيضاً. وفي عام 2007 قام بتوثيق حالة الجرافيتي في جواتيمالا وانتقد كيفية تعامل التلفزيون معه وكيف أنه لا يفرق بين أعمال الجرافيتي في صورتها الفنية والرسم التخريبي على الجدران، فالأخير يتميز باستخدام وسوم خارجة عن القانون وكتابات بالأحرف المنبعجة الشهيرة وتكون غالباً هي الأخرى خارجة على القانون:

«النص الأصلي:Lastimosamente aquí, y creo que en muchos otros lugares, el graffiti aun se asocia bastante a las pandillas, un claro ejemplo de esto es un pequeño documental que recientemente realizo Noti7, un noticiero local, donde la edición de este fue parte crucial para dejar a todo mundo bastante confundido y con la misma imagen de que el graffiti es de pandilleros. En el documental aparecen algunos de los que si realmente forman parte del movimiento artístico, lo malo es que las imágenes de piezas y entrevistas con ellos fueron mezcladas con imágenes del graffiti pandillero, algo que nos dejo con una mal sabor de boca a todos los que formamos parte de la verdadera comunidad del graff.»

«ترجمة:للأسف، فهنا، وأعتقد في أماكن أخرى أيضاً، يرتبط الجرافيتي بالعصابات، والفيلم التسجيلي الذي صنعه “نوتي7″ هو خير مثال على ذلك، ففي ذلك البرنامج الإخباريّ المحليّ تم إخراج الفيديو بصورة وضعت الناس في حيرة وغير قادرين على التمييز بين الجرافيتي والأعمال التخريبية. بعض الأعمال التي عرضت في الفيلم التسجيلي تنتمي لفن الشارع، لكن المؤسف أن الصور والمقابلات التي تمت في الفيلم تم خلط تلك الأعمال بمثيلاتها من الأعمال التخريبية، وهو ما ترك مرارة في حلوقنا وحلق كل من ينتمي للمجتمع الخاص بفن الجرافيتي.»

بل أكثر من ذلك، فكل من الأعمال الفنية وتلك غير الفنية تحتل نفس الحوائط والجدران كما يظهر في الفيديو الخاص بشوارع مدينة جواتيمالا والذي نقله لنا “ أرتيسينلي” على يوتيوب:

الكثير من الصور الخاصة بفن الشارع في جواتيمالا يمكن إيجادها على موقع فليكر في مجموعة “ جرافيتي جواتيمالتيكو” و” هيميسفيريو أوربانو

مصادر[عدل]