تونس: مرحلة وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة
الجمعة 16 مارس 2012
استعمال وسائل الإعلام الاجتماعية شهد اتساعاً شعبيا خلال أيّام الثّورة التوّنسيّة في شهر يناير / كانون الثاني 2011. عدد كبير من التونسيين انخرطوا في فيسبوك ليبقوا على اطلاع على الاخبار وليلتحقوا بالنّشاط على وسائل الإعلام الاجتماعية ضدّ حملة النّظام القمعيّة. الآن، وبعد مرور أكثر من سنة على سقوط النّظام، يُدير التّونسيّون آلاف الصّفحات على فيسبوك، كما انضمّ السّياسيون للشّبكة الاجتماعيّة ليتفاعلوا مع ملايين التّونسيين بأسرع واكثر الطّرق نجاعة.
استعمالات فيسبوك ازدادت عند التّونسيين، فهم يستخدمونه كمنبر للجمعيّات وللمنظّمات غير الحكومية وللمبادرات الشّبابيّة، والأمر لا يقتصر على ذلك فحسب.
صفحة ورشات مفتوحة للتدوين التّونسية، على سبيل المثال، تنشر ثقافة التدوين ضمن مُستعملي الانترنت التّونسيين. أُنشأت الصّفحة بعد الثّورة وأصبحت الآن تضمّ 371 عُضواً. مُدوّنون من مختلف المناطق التّونسية يستخدمون الصّفحة لتنظيم الفعاليات، للحوارات ولتقديم مدونين جدد ليلتقوا بآخرين ذوي خبرات وليتبادلوا التجارب.
ثقافة من أجل المواطَنة هي صفحة أخرى تُشجّع الشّباب على المساهمة في الانتقال الدّيمقراطي ونشر ثقافة المواطَنة بين الشّباب التّونسي.
وتقوم الصّفحة بوصف المجموعة كما يلي:
«النص الأصلي:The goal of this non-profit organization is to promote human rights and active citizenship through cultural activities and events.»
«ترجمة:هدف هذه المنظمّة غير الرّبحية هو نشر حقوق الانسان وتفعيل المواطَنة من خلال نشاطات وفعاليات ثقافية.»
زيادة على ذلك، كان للمنظمة مؤخراً مشروع مسرحيّة بالإنجليزية للمؤلّف التّونسي الرّاحل مصطفى فارسي.
ويضمّ موقع فيسبوك منظّمات تونسية غير حكومية هامّة. منظّمة “ تونيزي توليرانس” تنشط فقط عبر صفحتها عليه وعبر موقعها الخاص وتلقى المنظّمة أكثر من 8000 إعجاباً. مُشرفو الصّفحة يستخدمونها لنشر بياناتهم الصّحفية ولتنظيم الفعاليات.
هناك مبادرة شبابية أخرى برزت إثر الثّورة وهي جمعيّة شباب حريّة. أولى مبادرات هذه الجمعيّة الحديثة كانت حملة تنظيف أقامتها في تونس العاصمة، وقد لفتت انتباه مئات المتطوّعين لينضمّوا للفعالية. للمنظّمة قرابة 3500 منخرط افتراضي يساهمون في فعالياتها وحمالاتها عبر كل ّ البلاد. آخر مبادراتها كانت جمع الاعانات المالية والتبرّعات لفائدة المناطق التونسية الفقيرة.
وجدي بن سعد، شابّ ناشط ورئيس للجمعية يقول:
«النص الأصلي:Facebook and social media gave us an unlimited access to people and to unlimited resources and ideas and suggestions.»
«ترجمة:وفّر لنا فيسبوك ووسائل الإعلام الاجتماعية تواصلاً واسعاً مع الناس ومع الموارد والأفكار والاقتراحات.»
تقوم وسائل الإعلام الاجتماعيّة بمُساعدة المنظّمات غير الحكومية الصّغيرة والمبادرات الشّبابيّة للوصول لعدد أكبر من النّاس ومن الفرص، بالاضافة إلى توفير الوسائل اللاّزمة مثل برامج مشاركة الملتميديا التّي تسمح للشّباب التونسي بنشر تجاربه ومشاركة آرائه مع عدد أكبر من النّاس.
أصبح النّاشطون التونسيون يفهمون اليوم أنّ فيسبوك هو أسرع طريقة للتّواصل مع الآخرين، لمشاركة الأفكار ولنقل المواطنين إلى مختلف الاحداث والقضايا. علاوة على فيسبوك، تجمع الانترنت عدداً آخر من وسائل الإعلام الاجتماعية التونسيّة. كرّاس الحرية هي واجهة للمدونين التونسيين ولغير المدونين على حد سواء ينشرون عبرها مقالاتهم وأفكارهم على الانترنت.
فهمت.كوم هو مشروع آخر لصحافة المواطَنة يقوم بنشر المقالات المكتوبة من طرف التّونسيين. اسم الموقع مستوحى من الرّئيس التونسي السّابق بن علي إذ كانت آخر كلماته للشّعب التونسي ” أنا فهمتكم “. يوفّر الموقع مقالات اخبارية بالاضافة إلى ترجمة المقالات الهامة لوضع التونسيين في إطار ما يحدث في العالم. وغالباً ما تعالج المقالات قضايا الحريات والحكومات.
أصبحت الانترنت الآن في تونس أكثر من مجرّد منصّة تبادل سريع للمعلومات. إذ أنّ فيسبوك والمدونات والمواقع الخاصة بالمواطنين أصبحت كلّها الآن تقوم بمساعدة التّونسيين ليتمكّنوا من التّعبير عن آرائهم بحرّية.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «تونس: مرحلة وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة». الأصوات العالمية. 16 مارس - آذار 2012.
شارك الخبر:
|