اليمن: لا أخبار عن العُميسي منذ اعتقاله من قبل المتمردين الحوثيين في أغسطس/ آب الماضي
الجمعة 6 أكتوبر 2017
يقبع المحلل السياسي البارز والكاتب اليمني هشام العميسي منعزلًا عن العالم الخارجي منذ اعتقاله في أغسطس/آب.
وفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن أعضاء من جهاز الأمن الوطني التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيين اعتقلوا العميسي في العاصمة صنعاء 14 أغسطس/آب 2017.
العميسي كان صوتًا مهمًا في رصد النزاع الحالي في اليمن، ولعب دورًا رئيسيًا لكِلا جانبيّ الصراع.
منذ أكثر من عامين، قاتل تحالف من المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح (المخلوع من السلطة بعد الاحتجاجات في عام 2011) للاستيلاء على السلطة من الحكومة المعترف بها دولياً التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي.
في سبتمبر/أيلول عام 2014، سيطر تحالف الحوثيين وصالح على العاصمة صنعاء، واستولى منذ ذلك الحين على الوكالات الرئيسية والوزارات الحكومية، وغيرها من المناطق بشمال اليمن.
في مارس/ آذار عام 2015، أطلق ائتلاف بقيادة السعوديين وبدعم من الاتفاقات التجارية على الأسلحة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، غارة جوية لصدّ تقدم الحوثيين ودعم حكومة هادي.
الحرب الدائرة في اليمن كانت سبباً في أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل. الآلاف من المدنيين قُتلوا وجُرحوا،والملايين في مجاعة خطيرة ويحتاجوا إلى مساعدات إنسانية.
التكلفة البشرية لهذه الحرب لم توضع في الحسبان، إلا بعمل مجموعة صغيرة من الناشطين مثل العميسي.
مع أكثر من 32000 متابع على تويتر، نشر العميسي تغريدة حول الأزمة الإنسانية والانتهاكات التي ارتكبها كلا الطرفين المتنازعين. قبل اعتقاله، كان قد حلل وناقش الصراع مع وسائل الإعلام الدولية بما في ذلك BBC، CNN، قناة الجزيرة، دويتشه فيله، NPR وTRT World.
العميسي مساهم في “المراقبون” أيضًا، وهو موقع تعاوني تابع لفرانس 24 التي تتعامل مع محركات الشؤون الدولية تتحقق وتنسق مع شهود عيان متعاونين معهم.
في بداية هذا العام، كتب العميسي قصة حول الأثر الإنساني للحرب، واصفاً كيف أنه حاول حماية أطفاله، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 11 عاماً، من “الحقيقة الرهيبة” حول صراع بدون رقابة في المحادثات الثنائية.
وليس من الواضح حتى الآن سبب القبض على العميسي. ولكن قبل اعتقاله في 12 أغسطس/ آب، كان قد نشر على تويتر باللغتين العربية والإنجليزية تغريدة عن الضباط “الفاسدين” الذين يصادرون العقارات بالقوة في العاصمة صنعاء.
اقتباس فارغ!
«ترجمة:استولى المسلحون – بدعم من المسؤولين الفاسدين- على العقارات في صنعاء.طرقوا بابي للتو.»
وتبقى هوية هؤلاء “المجرمين المسلحين” غير مؤكدة، فلابد من وجود شيء في هذه التغريدة استدعى الاعتقال التعسفي له، ولكن مع حقيقة وقوع صنعاء تحت أيدي المسلحين وميلشيا الحوثيين وقوات صالح، يمكن للمرء أن يتصور وجود صلة بين هذين الأمرين.
كشفت أيونا كريغ، وهي صحفية تغطي الوضع اليمني وصديقة للعميسي لراديو CBC أن “هذين الحدثين قد يكونا مرتبطتين.” وأضافت أن هشام كان قد سبق استجوابه من قبل قوات الحوثيين و صالح بتهمة الفضح. وأوضحت:
«النص الأصلي:There's a general sense of paranoia in Sana'a anyway. Anybody who speaks out, particularly to the international media, as Hisham has done, and is an English speaker, there's a lot of suspicion. People are very quick to accuse people of being spies. Most activists and even independent journalists left any of the territory that was controlled by the Houthis because they were being persecuted.»
«ترجمة:في صنعاء هناك شعور عام بجنون الاضطهاد. أي شخص لديه الشجاعة للتحدث، وخاصة في وسائل الإعلام الدولية، كما فعل هشام، ويعرف اللغة الإنجليزية، يصبح بذلك مشتبها به. يسارعون الناس بالإشارة بأصابع الاتهام إلى أشخاص آخرين، متهمين إياهم بأنهم جواسيس. غادر العديد من النشطاء والصحفيين المستقلين من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون لأنهم كانوا يتعرضون للاضطهاد.»
بينما اعتقل العميسي بطريقة غير مشروعة دون توجيه اتهامات له، يستمر أصدقائه ومؤيديه بالمطالبة بإطلاق سراحه. في بيان رسمي نُشر في 25 سبتمبر/أيلول، في جامعة وينشستر، حيث يحضر العميسي حالياً دراسات عليا، طولب بالإفراج عنه قريباً وبدون شروط:
«النص الأصلي:Mr Hisham Al-Omeisy is a conscientious and very well-respected member of the student community at the University of Winchester, and we are deeply worried about his safety. He is currently a student on our MA in Reconciliation and Peacebuilding, and this reflects his peaceful nature and character, and great desire to bring an end to the violent conflict which is afflicting Yemen.
Our understanding is that Mr Al-Omeisy has merely peacefully exercised his right to freedom of expression through reporting how the fighting in Yemen affects the local population. He has bravely called on all sides of the violent conflict to stop abusing human rights.»
«ترجمة:هشام العميسي عضو معروف بضميره واحترامه في المجتمع الطلابي في جامعة وينشستر، ونحن قلقون جدًا على سلامته. وهو يدرس حاليا ببرنامج ماجيستر “المصالحة وبناء السلام”، وهذا يكشف عن طبيعته وطابعه السلمي، ورغبته العميقة في وضع حدّ للصراع العنيف في اليمن.
وكما نفهم، مارس السيد العميسي فقط حقه في حرية التعبير بطريقة سلمية، وأوضح تأثير الحرب في اليمن على السكان المحليين. وطالب بشجاعة جميع أطراف النزاع بوقف انتهاكهم حقوق الإنسان.»
على تويتر، يواصل النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان المطالبة بإطلاق سراح العميسي عبر هاشتاج #FreeHisham.
اقتباس فارغ!
«ترجمة:لقد مرت ستة أسابيع منذ اعتقال الناشط والمعلق اليمني @عميسي من قبل قوات الحوثيين في صنعاء. ضم صوتك إلى #FreeHisham #Yemen»
اقتباس فارغ!
«ترجمة:عزيزي العالم، كن صوتًا لهشام العميسي، وهو ناشط اعتقله الحوثيون في اليمن. من فضلك، انشر الآن الهاشتاج #FreeHisham»
اقتباس فارغ!
بات يُعرف الصراع في اليمن الآن ب” الحرب المنسية “. وهناك أسباب للاعتقاد بأن المخاطر التي يواجهها الصحفيون ووسائل الإعلام أثناء تغطيتهم للاشتباكات ترجع لعدم وجود تغطية إعلامية وإبلاغ عن الانتهاكات التي ترتكبها قوات تحالف الحوثي وصالح أو هادي. باعتقال العميسي، أصبح صوت آخر يصرخ بالحقيقة تحت التهديد.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «اليمن: لا أخبار عن العُميسي منذ اعتقاله من قبل المتمردين الحوثيين في أغسطس/ آب الماضي». الأصوات العالمية. 6 أكتوبر - تشرين الأول 2017.
شارك الخبر:
|