فلسطين : “ديوان غزّة” ونادي غزّة للكتاب
الأثنين 5 مارس 2012
هذا المقال هو الأوّل للمدوّنة الفلسطينيّة الجديدة معنا ياسمين الخُضري، وفيه تُعرّف بمباردة أطلقتها مجموعة من المُدوّنين في غزّة باسم “ديوان غزّة”.
إنّه لمن المُدهش أن ترى النّاس مُتفاجئين لسماعهم بوجود نادي للكتاب في غزّة، ولكنّي أظنّ أنّنا لهذا السّبب قد أطلقنا ديوان غزّة. دعوني أحكي لكم قصّتنا.
أنا ومجموعة من أصدقائي سئمنا من الطّريقة التّي ينظر بها العالم إلى غزّة (مع التّغطية الاعلاميّة المُعتادة للجانب السّلبي للحياة هنا) ويتجاهل وجهها الأخر التّاريخي والجميل والثّقافي والمُلهم.
آمنّا أنّ غزّة هي مدينة لا تقلّ في قدراتها عن بقيّة المُدن، وأنّ ما مررنا به يجب أن يَصبّ في حسابنا. تُنجب غزّة المُفكّرين والشّيء الوحيد الذّي تُعلّمهم إيّاه هو أن يقوموا هم بأنفسهم بالتّفكير. لا يوجد في غزّة مراكز ثقافية أو مسارح أو سينما أو مكتبات عامّة مُحدثة، لكن ذلك لم يَكُنْ ليوقفنا.
وهكذا قرّرنا أن نُكرّس أفكارنا ووقتنا وطاقتنا من أجل خلق مجموعة نفتخر بالانتماء لها. في الحقيقة، إنّه لأمر طريف أنّه كلّما سَأَلَنَا النّاس ما هو ديوان غزّة ونُجيبهم “نحنُ مجموعة من الأصدقاء مُهتمّون بالمعرفة وتحسين صورة غزّة في أعين العالم”، لا يفهمون ذلك.
لِمَ لستم مُسجّلين ضمن المُنظّمات غير الحكوميّة ؟ لِمَ لا تطلبون الدّعم المادي ؟ لِمَ لَمْ تتّخذوا مقرّاً لكم؟
ولكنّ “ديوان غزّة” أبسط كثيراً من ذلك. لسنا ننوي أن نخضع للقوانين المُملّة للمنظّمات غير الحكوميّة أو للمُموّلين. لماذا علينا أن نسعى أن نكون مُسجّلين رسميًّا وأن نبحث عن التّبرّعات بينما نحن قادرون على نقوم بعمل رائع دون أيّة أموال ؟
أولى فعاليّاتنا كانت ندوة تويت غزّة الأولى في يوليو 2011 والتّي جمعت حوالي 30 مُغرّد من غزّة، مُعظمهم التقوا للمرّة الأولى. تناقشنا حوّل كلّ الامور ابتداءً من دورنا ومسؤوليّتنا كمغرّدي غزّة وصولاً إلى أنشطة الدّيوان المُستقبليّة. نظّمنا لاحقاً ندوة تويت مع فرود مورينج مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، بالإضافة إلى العديد من المُلتقيات بين نشطاء غزّة الشّباب ومسؤولي برنامج الأمم المُتّحدة الانمائي وعدد آخر من الدّبلوماسيّين من بينهم البعثة الدّبلوماسيّة والثقافيّة السّويديّة.
بالتّزامن مع ذلك، أصبحت في يوليو 2011، المُنسّقة عن غزّة مع ورشة فلسطين للكتابة الرّائعة. نظّمنا العديد من الورشات الإلكترونيّة للكتابة (تكرّم باستضافتها المجلس الثّقافي البريطاني) وقد حضرها مجموعة من الطّلاّب والمُختصّين استفادوا كثيراً من خبرات كُتّاب مشهورين من كافّة انحاء العالم.
ثمّ انطلقنا في نادي غزّة للكتاب بروايتين، الأولى هي زابلا لنانسي كريكوريان والثّانية هي الطّريق من سوريا لروبين ياسين قصّاب. وخُضنا أيضاً نقاشاً عميقاً حول رواية زابلا مع مُؤلّفتها بعد أن قرأنا الكتاب ونأمل أن نفعل الشّيء نفسه مع روبين ياسين قصّاب قريباً.
كبرت مجموعتنا وازداد عدد المُهتمّين بديوان غزّة ونادي الكتاب. لكنّنا لم نقتصر على الكتب والرّوايات الانجليزية أو على عدد قليل من الأشخاص. ولم يكن لدينا حتّى مكتبة مُحدثة أو مخزن كتب. لذلك قرّرنا إنشاء نادي ديوان غزّة لتبادل الكتب. وأنجزنا ذلك بالفعل.
اجتماعنا الاوّل كان في يناير، حضره 18 شخص وحُصّل فيه قُرابة 25 كتاب منهم الذّي يتحدّث عن تاريخ المسيحيّة في غزّة ورواية نرويجيّة مترجمة وهي”جُوع “لنوت هامسون بالإضافة إلى مؤلّفات تشارلز ديكينز وسحر خليفة وكانت كلّها تشكيلة جميلة. وقد اجتمعنا من جديد في الأسبوع الماضي مع عدد أكبر من الأشخاص وعدد أكبر من الكتب (لم نقم بإحصائها ولكنّها كانت كومة هائلة من الكتب).
هذه المرّة، كانت أشعار أحمد مطر وأعمال باولو كويلهو ضمن التّشكيلة. تبادلنا الكتب فيما بيننا من جديد، ومع ذلك فلقد تركنا وراءنا كومة ضخمة. لحسن الحظّ، عرض علينا فندق المتحف (متحف الآثار والبيت الثّقافي الاوّل بغزّة) وهو المكان الذّي يستضيف فعاليّاتنا، أن يأوي مكتبتنا الصّغيرة في مركزه التّجاري. يمكن لكلّ مهتمّ بالأمر أن يزور رفّ كتبنا الافتراضي على موقع جود ريدز ولكن شرطنا الوحيد هو كتابة مراجعة كتاب.
من خلال ذلك، نبني تدريجيّاً مثالاً يُظهر أنّه يُمكن فعل الكثير في غزّة دون أيّة تبرّعات. كلّ ما تحتاج إليه هو التزام حقيقي ومصالح متبادلة. آمل أنّني وُفّقت في الإجابة على تساؤلاتكم حول ديوان غزّة وحول نادي الكتاب وحول كيفيّة محاولتنا إنعاش مدينتنا غزّة التّي انتمى إليها ذات يوم كوريتشوس غزّة (491-518م) وأنشأ فيها مدرسة غزّة للبلاغة والتّي كانت منارة للعلم أواخر العصور القديمة.
عن ديوان غزّة: نحن مجموعة من الأصدقاء نسعى أن نوصل إلى العالم صورة أفضل عن غزّة صورة موجودة ولكن تمّ تجاهلها طويلاً) وذلك عن طريق تدعيم الإمكانيّات من خلال المعرفة وتوفير مكان للشّباب ليتحدّثوا فيه عن وجه غزّة المنسيّ. أمّا عن اسمنا، فإنّ مصطلح ديوان يعني في الثّقافة الفلسطينيّة بيت الضّيافة حيث تجتمع العائلات والأقارب والأصدقاء ليتسامروا ويتحاورا فيه. ديواننا هو مكان لتبادل ومناقشة الأفكار والمعارف. لمزيد من المعلومات، زوروا موقعنا و صفحتنا على فيسبوك.
مجموعتنا مُكوّنة من 5 فلسطينيّين طموحين من غزّة وهم عُلا عنان، جيهان الفرّا، بشّار لٌبّد، عُمر غريب و ياسمين الخُضري.
نُشرعبر مُدوَّنة ياسمين، غزّة خارج الفراغ.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «فلسطين : “ديوان غزّة” ونادي غزّة للكتاب». الأصوات العالمية. 5 مارس - آذار 2012.
شارك الخبر:
|