البحرين: معنى العمل التطوعي

من ويكي الأخبار

الأثنين 14 يوليو 2008



مفهوم التطوع قد يكون موجوداً في كل البلاد, إلا أن دوافعه بالنسبة للأشخاص قد تكون مختلفة بشكل كبير. مدون بحريني يدرس في المملكة المتحدة, يكتب مقارناً روح التطوع في البحرين بمثيلتها في البلدان الغربية.

المدون سيد محمود العالي يبدأ بوصف ما يشعر بأنه الفارق الأساسي:

«النص الأصلي:أردت منذ مدة طويلة الحديث حول مفهوم العمل التطوعي لدينا في قريتنا وربما البحرين بشكل عام و اختلافه عن مفهوم العمل التطوعي في الدول الغربية. فيبدو أن هنالك إختلافات جوهرية بين مفهومنا للعمل التطوعي المتربط بتقديم العمل بدون مقابل لوجه الله سبحانه و تعالى، وبين المفهوم الغربي لتقديم العمل التطوعي المرتبط أساساً بإعتقاد الشخص في القضية التي يخدمها.

بلا شك هنالك جوانب إيجابية في المفهومين، فمن ناحية العمل التطوعي لدينا فهو يعتمد على تقديم الخدمة الخالصة لوجه الله سبحانه تعالى من دون انتظار أي ناتج دنيوي، وبين المفهوم الغربي الذي يجازي أي فرد عن وقته الذي يقدمه من أجل خدمة الهدف أو القضية التي يعمل من أجلها. و ربما ما أثارني أيضاً هو أن بعض المنظمات اللاربحية في الدول الغربية تطلب من المتقدم للعمل التطوعي أن يدفع مبلغاً من المال نظيراً لعمله في هذه المنظمة!»

يسأل المدون أن كان من الممكن دمج بعض جوانب هذه الثقافة الغربية في التطوع, في البحرين:

«النص الأصلي:هل بإمكاننا دمج بعض المميزات الخاصة بالعمل التطوعي في مجتمعنا و منظور الدول الغربية للعمل التطوعي؟ هذا ما سأسرده في هذه المدونة بشكل مبسط جداً إن شاء الله.

النقطة الأساسية التي دائماً ما أتناقش مع الأخوة حولها هي نقطة أن الشخص المتطوع كان بإمكانه الإستفادة من وقته في كسب المال بدلاً من تقديم خدمة العمل التطوعي والذي في مجتمعنا البسيط لا تأتي إلا بالمشاكل والإتهامات التي لا تنتهي. فلو تمكنّا من صرف بدل هذه الساعات و لو كان مبلغاً زهيداً فهو يفيد المتقدم بشكل مادي بسيط و في نفس الوقت يجعله ينظر للعمل من منظور أنه عمل مدفوع لا بد من أدائه بأحسن صورة»

ثم ينتقل إلى الكلام عن كيفية محاربة النظرة السلبية:

«النص الأصلي:النقطة الثانية، هنالك خلل في نظرتنا للعمل التطوعي، فهنالك من ينظر عليه أنه عمل للظهور أو للوجاهة الإجتماعية و للأسف في مجتمعنا هذه هي الصورة المستشرية و ترى دائماً أن هنالك نظرة سلبية للمتقدم للعمل التطوعي حتى ولو كان من أتقى و أنقى الأشخاص في المجتمع، بلا شك أن هنالك حالة من عدم الثقة في المتعامل مع المبالغ النقدية حيث أن الناس دائماً ما تتهم هؤلاء الأشخاص بأنهم يفضلون فلاناً من الناس لتقديم المساعدة له بدلاً من شخص آخر ربما أكثر إستحقاقاً. و لذلك يمكن العمل على إيجاد هيئة نزاهة كما في العراق حالياً تراقب عمل المؤسسات التطوعية في المجتمع و تقوم بعملية تدقيق مالي وتدقيق إداري و كذلك ربما إضافة أفراد موثوقين من المجتمع للعمل في هذه المؤسسات لإبعاد النظرة السلبية التي دائماً ما يجابه بها من يرغب في التقدم للعمل التطوعي.»

نهاية, يذكر بالثقافة التطوعية القوية في القرى البحرينية, ويلاحظ تراجع هذه الثقافة لدى الجيل الشاب:

«النص الأصلي:النقطة الثالثة، العزوف عن العمل التطوعي. فمن خلال ملاحظتي ونقاشي لبعض الأخوة في القرية أجد أن هنالك عزوف جماعي عن العمل التطوعي لما فيه من صعوبات جمة لا تنتهي تبتدأ أولها بالأعمال والمسؤوليات التي لا تنتهي والنهاية عند الإتهامات التي لا يتحملها الفرد. و كانت هنالك رغبة لدى المؤسسات في قرية عالي لإقامة مؤتمر حول هذا الأمر إلا أنه تأجل كما يبدو و أرجو أن يتم العمل عليه بأسرع فرصة ممكنة لأن القرية باتت تعاني من عزوف الطبقة الشابة عن العمل التطوعي و انحصاره في طبقة معينة.»

مصادر[عدل]