انتقل إلى المحتوى

معركة الرقة تبدأ ومصير مجهول للسكّان المحليين

من ويكي الأخبار

الأحد 11 يونيو 2017


أعلن طلال سلو المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية في مؤتمرٍ صحفي عُقِد في بلدة عين عيسى شمال الرقة بدء معركة السيطرة على مدينة الرقة.

وأشار سلو إلى أنّه “لا يوجد جدول زمني محدد لإنهاء معركة الرقة”. كما ذكر سلو في ذات البيان أسماء الألوية والفصائل المشاركة في معركة الرقة،مستبعداً “ لواء ثوار الرقة” فصيل الجيش الحر الوحيد في المحافظة والذي يُعدّ الأكثر شعبية لدى أبناء المحافظة. وأكدّ التحالف الدولي أنّ “معركة الرقة ستشكل ضربة حاسمة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.

وسيتم اقتحام المدينة من محاورها الثلاث (الشرقي – الشمالي – الغربي). حيث تتولّى “قوات النخبة” التابعة لـ”تيار الغد السوري” جهة المدينة الشرقية، وقد شرعت بالفعل بمحاولة اقتحام الأحياء الشرقية وسط اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية. في حين ستتولى مجموعة من “قوات النخبة” و “قوات الصناديد” بمساعدة فصائل آخرى من قوات سوريا الديمقراطية اقتحام المحور الشمالي الذي يُعدّ الأصعب نظراً لتحصينه الشديد من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وكثافة الألغام الأرضية. أمّا عن المحور الغربي فسيكون من نصيب “وحدات حماية الشعب الكردية”.

ولكنّ أحوال السكّان المدنيين في مدينة الرقة تتجه يوماً بعد آخر إلى الأسوء. فمنذ ما يقارب العشرة أيام لم تهدأ مدفعية قوات سوريا الديمقراطية وطائرات التحالف الدولي الحربية عن قصف الأحياء السكنيّة في مدينة الرقة. بحسب الناشطين قُتِل حتى الآن ما يقارب عن 110 قتيل موثقين بالاسم فضلاً عن أعداد كبيرة من الجرحى بينهم حالات خطيرة. وقد طال القصف جميع أحياء المدينة حتّى تلك المكتظّة بالسكّان، فكان أغلب الضحايا من المدنيين بحسب ما يقول ناشطو الرقة.

وما يزال ما يقارب 150 ألف مدني داخل مدينة الرقة، يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية في ظل اقتراب نفاذ المواد الغذائية والأدوية جرّاء الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات سوريا الديمقراطية. كما يمنع تنظيم الدولة الإسلامية الغالبية من الخروج من المدينة والنزوح شمالاً نحو المخيمات في الريف الشمالي، وذلك ليتم استخدامهم كدروع بشريّة في المعركة المرتقبة مع قوات سوريا الديمقراطية.

يقول “ا.س” للأصوات العالمية وهو أحد المدنيين المتواجدين في مدينة الرقة حتى الآن “نحن نعيش في جحيم أشبه بجحيم الموصل، فلم نعد نستيقظ إلا على أصوات المدافع والطائرات وتساقط القذائف فوقنا، حيث تمرّ أيام تتساقط علينا نحو 50 قذيفة مدفعية وهاون في الساعة الواحدة”.

ويتحدث “ا.س” للأصوات العالمية عن الوضع المعيشي داخل الرقة “معظم الأفران متوقفة عن العمل منذ مدة، ولا يعمل سوى اثنان منها فقط أمّا الباقي فهو خارج الخدمة”. ويضيف “المواد الغذائية بدأت بالنفاذ بسبب الحصار وصعوبة جلب المواد من المناطق الآخرى، والأدوية هي في الحقيقة قليلة التوفر منذ سنوات وتكاد تنفذ تماماً في الأيام الأخيرة الماضية”.

وبحسب “ا.س” فإنّ أعداد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة هي قليلة جداً وتقدّر بألفي مقاتل فقط، حيث أمر التنظيم معظم عناصره بالانسحاب والتوجه نحو محافظة دير الزور جنوب شرق الرقة. أما المدنيون فيعيشون في خوف من مصيرٍ مجهول في حال استمر القصف العشوائي على المدينة، على حدّ وصف “ا.س”.

تأتي معركة السيطرة على مدينة الرقة كمرحلة أخيرة من عملية “غضب الفرات” التي بدأت في نوفمبر الفائت بمشاركة قوات كردية وعربية مدعومةً بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من محافظة الرقة.

مصادر

[عدل]