لقاء مع يزن حلواني: فنان شوارع بيروت

من ويكي الأخبار

السبت 9 مايو 2015


“لبيروتْ…

مِن قلبي سلامٌ لبيروت

و قُبَلٌ للبحرِ والبيوت

لصخرةٍ كأنّها وجهُ بحّارٍ قديم

هيَ من روحِ الشّعبِ خمرٌ

هي من عرَقهِ خبزٌ وياسمين

فكيف صار طعمها… طعم نارٍ ودخان”

هذه ترجمة باللغة الإنجليزية بالإضافة للأصل العربي لكلمات القصيدة والأغنية الأكثر شهرة لفيروز” لبيروت“. في يومنا هذا، غالباً ما يُستشهد بهذه الأغنية كرمز لتاريخ لبنان المليء بالحزن والمعاناة. ولكن فيروز تغني أيضاً لبيروت ولشعبها ككيان واحد في المعاناة وفي الأمل “أنتِ لي، أنتِ لي… آه، عانقيني”

بهذه الروح يقتحم يزن حلواني الشوارع ليمنحهم طابعاً بيروتياً أقوى، سلاحه هو فنّه. كان للأصوات العالمية لقاء معه لمعرفة السبب وراء تميزه.

الأصوات العالمية: عرّفنا عن نفسك

«النص الأصلي:My name is Yazan Halwani and I am a street artist and calligrapher from Beirut, Lebanon. I have been street painting for around seven years now, mainly in Beirut, the city that inspired it all, but also in Tunisia, Singapore, Dubai, France.»

«ترجمة:اسمي يزن حلواني وأنا فنان شارع وخطاط من بيروت، لبنان. أمارس الرسم في الشوارع منذ 7 سنوات في شوارع بيروت بشكل رئيسي، فهي المدينة التي أوحت لي بذلك منذ البداية، ولكن لم أتوقف هناك، رسمت في تونس وسنغافورة ودبي وفرنسا.»

الأصوات العالمية: كيف تصف لنا أعمالك؟

«النص الأصلي:My current work is a style I have developed myself over the past years. It combines Arabic calligraphy, oriental geometry and patterning and portraiture. I think that my work is also not only about mural painting but more about the relation of the wall to the people and the city it surrounds. For example the Feyrouz mural has become somewhat of a landmark for the people living around it. The owner of the several buildings around it called it:”The most photographed wall in the city”. One time when someone scribbled on the Fairuz mural, someone living next to the mural called me, without knowing who he is, and asked me if I could fix the mural.»

«ترجمة:يقوم عملي الآن على أسلوب طورته خلال السنوات الماضية. أسلوب يجمع بين الخط العربي والهندسة الشرقية والزخرفة بالرضافة إلى فن التصوير. أعتقد بأن عملي ليس مجرد رسم جداري بقدر ما هو عمل يعبّر عن العلاقة التي تربط هذا الجدار بالناس وبالمدينة التي يحيط بها. فالرسم الجداري لفيروز على سبيل المثال أصبح معلماً مهماً للناس الساكنين بجواره. وقد أطلق عليه مالك العمارات المجاورة “أكثر جدار يُصوّر في المدينة”. في إحدى المرات اتصل أحد الساكنين بجوار هذا الجدار يسألني إذا كان باستطاعتي إصلاح الرسم بعد أن شوهه أحدهم بخربشات عابثة.»

الأصوات العالمية: ما الذي ألهمك للقيام بما تقوم به حالياً؟

«النص الأصلي:I have developed over the years. I have started my work as a graffiti artist being inspired by the graffiti scene in Europe and the US, where graffiti artists write their name in flashy and colorful ways. After a few years of doing that, I started questioning the relationship the relation of my work within a city in the Middle-East: at the time, it was somewhat alien from its surroundings, I realized that writing my name was not really different than what political parties have been doing around the city. I needed to change direction.

One day, I stumbled across a book of the five main calligraphy scripts (Diwani, Koufi, Thuluth, Naqsh, etc.) and decided to change my style: instead of doing my “alias”, I would paint words, letters, images that fit much better within the city, the culture and the context. At this stage I thought that a good mural is one that talks to the citizens surrounding it: it becomes part of the city and it becomes theirs, not the artist's.»

«ترجمة:لقد تطورتُ مع مرور السنوات. كانت بدايتي كفنان غرافيتي متأثر برسومات فناني أوروبا وأمريكا الذين يرسمون أسمائهم بأسلوب استعراضي وملفت للنظر. وبعد عدة سنوات من اتباعي لخطواتهم، بدأت أشكك في مصداقية العلاقة بين رسوماتي والمدينة التي تحمل طابعاً شرق أوسطي، أدركت حينها أن رسوماتي غريبة ولا تمت بصلة للواقع المحيط، وأنني بإبرازي اسمي بهذا الشكل لا أختلف عن سياسيي الأحزاب بنشرهم أسماءهم في كامل المدينة. كنت حينها بحاجة للتغيير.

في أحد الأيام وقع بين يدي كتاب نصوصٍ للخطوط الرئيسية الخمسة (ديواني، كوفي، ثُلث، نسخي، الخ..) عندها قررت تغيير أسلوبي، فبدلاً من رسم اسمي المستعار قررت رسم كلماتٍ وأحرف وصور تتلائم أكثر مع جو المدينة والثقافة والسياق العام. أدركت في تلك المرحلة أن الرسم الجداري الجيد هو ذلك الذي يخاطب الناس الذين يجاورونه، هو الرسم الذي يصبح جزءاً من المدينة وملكاً لأهلها وليس ملكاً للفنان.»

ولهذا السبب يحاول كل رسم جداري أن يروي قصةً تتعلق وترتبط بالناس المجاورة لهذا الجدار: الرسم الجداري لوجه علي عبدالله هو محاولةٌ لتذكير الناس بالشخص المشرد الذي مات برداً ولحثهم على المساعدة وإدراك مسؤولياتهم الاجتماعية.

في الحقيقة، لا تقتصر رسومات يزن على الشخصيات الشهيرة. فقصة علي عبد الله هي من القصص المثيرة. هذا ما قاله يزن:

«النص الأصلي:Some people told me that I “paint famous people”, this is not true. I paint faces that tell stories, and are part of our culture. One of my favorite murals is the one of “Ali Abdallah”, a homeless man living on Bliss street.

Ali's existence was surrounded by urban legends about how he became homeless. Some of them say he was a physics teacher that had a scaring experience during the Civil War. The one thing everyone agreed on was their love for Ali.

Despite that, on one of the coldest winter nights, Ali passed away. This tragedy triggered several short-lived initiatives to try to help the homeless in Beirut. After a few months everybody seemed to have forgotten about Ali's story. This is why I painted the mural to remind people of his friendly face, and also to remind people on an everyday basis of these short-lived initiatives.»

«ترجمة:أخبرني بعضهم بأنني”أرسم الشخصيات الشهيرة” ولكن هذا غير صحيح. أرسم الوجوه التي تروي قصصاً، والتي هي جزءٌ من الثقافة. إحدى الرسومات الجدارية المفضلة لدي هي رسم “علي عبدالله”، رجلٌ مشرد يعيش في شارع السعادة.

كانت حياة التشرد التي عاشها علي مصدرًا للكثير من الأساطير التي تداولتها المدينة عن كيفية تحوله إلى رجل مشرد. بعضهم يقول أنه كان مدَرس فيزياء عاش تجربة مخيفة في الحرب الأهلية. ولكن الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو حبهم لعليَ.

وبالرغم من ذلك، قضى هذا الرجل في إحدى ليالي الشتاء الباردة. وقد ولّدت هذه المأساة عدة مبادرات قصيرة الأمد لمحاولة تقديم العون للمشردين في بيروت. ولكن بعد شهور قليلة ذهبت قصته أدراج النسيان. ولهذا السبب رسمت جدارية له، لتذكير الناس بوجهه المحبب وكذلك لتذكيرهم يومياً بتلك المبادرات التي لم يُقدّر لها أن تستمر.»

مصادر[عدل]