الخطوات الأولى لمشروع البحث التشاركي: اللغة الأصلية والوسائط الرقمية

من ويكي الأخبار

الثالث 26 يناير 2016


التطور السريع للإعلام الرقمي، الذي بدأ أثناء العقد الأخير من القرن العشرين، ترك آثارًا غير متوقعة في بداية القرن الحادي والعشرين. خصصت الشعوب، التي كانت حضاراتها ولغاتها مهمشة ومرحلة بسبب الدولة القومية – ببطء لكن بثقة – هذه الوسائط لإعادة التأكيد على وجودها الحضاري واللغوي في الفضاء المعلوماتي.

في أمريكا اللاتينية، قادت التعدادات السكانية من المستيزو التي تتحدث الأسبانية أكثر الاتجاهات الملحوظة في النشاط الرقمي. ومع ذلك، تدريجيًا وبالتوازي، بدأنا في رؤية المزيد من الأمثلة التي تدل على استخدام المجتمعات والأفراد للأدوات الرقمية التي تنتمي للشعوب الأصلية. بدءًا من ترجمة وتعريب البرامج المجانية ووسائل التواصل الاجتماعي وصولًا إلى التوثيق الرقمي لممارستهم الخاصة والقصص والتعبيرات الفنية وإلى تصميم التطبيقات لتدريس وتعلم اللغات الأصلية والابتكارات الرقمية الأصلية التي تتطور خلال نطاق من الأنشطة التي لا تميز دائمًا بسهولة على أنها “ناشطة”.

ومع ذلك نحن في حاجة للنظر إلى هذه المبادرات بالنسبة لسياقها الإقليمي. رغم الإصلاحات الدستورية المنفذة للاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية لأمريكيا اللاتينية في آخر عقدين ومنحها، لم تبدو الحكومة والمجتمع ككل راغبين في تنفيذ اثنين من المطالب الأساسية المقدمة من الحركات الأصلية: الترويج للتعليم القومي باللغات الأصلية والسماح بخلق وسائل الإعلام التي تملكها الشعوب الأصلية.

وفي مواجهة فشل الدولة في تحقيق التزاماتها، يبتكر الأفراد والجماعات والمجتمعات طرق جديدة لدعم لغاتهم والاستفادة من التكاليف المنخفضة لأدوات التكنولوجيا الرقمية ومن دعم نشطاء البرامج المجانية. داخل هذا “النشاط الحضاري”، ينشئ النشطاء الأصليون الأفراد والمجموعات محطات إذاعة رقمية عبر الإنترنت والتحويل الرقمي وإعادة التوزيع لتسجيلات الفيديو والتسجيلات المسموعة وإنشاء شبكات متحركة اجتماعية، وإنتاج مقاطع فيديو لإعادة تفعيل اللغات شبه المنقرضة، ونشر مدونات ثنائية اللغة وامتداد بريد الإنترنت (بلغتهم واللغة الأسبانية)؛ وتعلم كيفية نسج مختلف أنظمة الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي وعمل أفلام مشاركة وخاصة بالمجتمع حيث يقومون بخلق أفلام روائية مرئية جديدة؛ ويروون معاناتهم وينقلوها إلى الأشخاص الآخرين الذين تعاني لغاتهم الأصلية خلال مواقع الأخبار وتويتر ويوتيوب، “وضع” أصواتهم في موقع “ساوند كلاود” لإطلاق النكات والغناء وإبداء الرأي بشأن المستقبل.

منذ عام 2013، بدأت الأصوات العالمية تعاونًا قويًا مع المنظمات والنشطاء الذين يعملون في مبادرات الابتكار الرقمي. وبدعم من منظمة Hivos والمؤسسات الحليفة الأخرى، ساعدت في تنظيم مشترك لاجتماعات النشاط الرقمي للغة الأصلية في المنطقة. وجرى اللقاء الأول في أوكساكا، بالمكسيك، في أكتوبر/تشرين الأول 2014، وتلا ذلك لقائين آخرين في بوجوتا في كولومبيا، في يونيو/حزيران 2015، ثم في كاسكو في بيرو في ديسمبر/كانون الأول 2015. ومنحت هذه الأنشطة قوة دفع جديدة للاتصالات والاعتراف المتبادل ضمن المشاركين وكان مصدر إلهام لابتكار شبكة من النشاط الرقمي للغة الأصلية.

وفي نفس خط العمل، بدعم من مؤسسة فورد، بدأ فريق من الباحثين الأصليين التجمع في أكتوبر 2015. وسيتولى هذا الفريق مسئولية تطوير مشروع بحث يعتمد على 15 خبرة حيث تعمل التكنولوجيا الرقمية والإعلام لتوثيق وتمرير ودعم اللغات الأصلية لأمريكا اللاتينية.

يتضمن هذا الفريق محقق رئيسي، وهو جينير لانس-أورتز (يوكاتيك مايا)، ومحقق مساعد وهو بيدرو كاردونا (زابوتيك)، وأربعة محققين إقليميين، روبين هيلاري (أميارا) ليسيث أتامين (أواجون)، دوفان ألميندرا (ميساك) و ياسانيا أجويلار (ميكس) ويعد أعضاء هذا الفريق أنفسهم قادة لمشاريعهم الخاصة ومبتكرين رقميين بلغاتهم الخاصة. وتعد تجربتهم الشخصية وتعاطفهم المفتاح لفهم المبادرات الرقمية المدرجة في الدراسة من وجهة نظر من يقوم بها.

«النص الأصلي:¿Qué motiva a grupos y personas indígenas a iniciar un proceso de recuperación, fortalecimiento y promoción de sus lenguas por medios digitales?

¿Cuáles son los objetivos y metas que se plantean?

¿Qué dificultades les plantea el entorno social y político?

¿Cómo resuelven los desafíos de infraestructura digital para la comunicación?

¿Qué estrategias comunicativas prefieren?

¿Qué alianzas construyen?

¿Cómo se allegan capacitación externa o cómo se capacitan a sí mismos?

¿Qué recepción ha tenido su trabajo en su propia comunidad lingüística, en la sociedad nacional y en las redes cibernéticas globales?

¿Qué se proponen a futuro, y qué recursos podrían facilitar o aumentar el impacto de su trabajo?»

«النص الأصلي:ما يحفز الجماعات الأصلية والأفراد في القيام بعملية لهم ودعم والترويج للغاتهم باستخدام الوسائط الرقمية؟ ما هي أهدافهم وما الأهداف التي يسعون إليها؟ ما المصاعب التي يواجهونها في سياقهم الاجتماعي والسياسي؟ كيف يحلون التحديات التي يواجهونها على أساس البنية التحتية الرقمية؟ ما هي الاستراتيجية المختارة لهم للتواصل؟ ما هي التحالفات التي يقومون بعملها؟ كيف يحصلون على التدريب التكنولوجي الخارجي أو كيف يدربون أنفسهم؟ كيف يتم استقبالهم من خلال مجتمعاتهم اللغوية والمجتمع القومي وشبكات الإنترنت العالمية؟ ما أهدافهم المستقبلية وما الموارد التي يمكن أن تسهم في دعم أو زيادة أثر عملهم؟»

هذه بعض الأسئلة التي ستوجه البحث الخاص بهذه المبادرات الرقمية الأصلية. يهدف مشروع البحث لإقامة علاقات متعاونة مع النشطاء والمنظمين حتى تترك النتائج أثر جيد في عملهم. وستنشر النتائج الأولى لتنظيم الابتكارات الرقمية باللغات الأصلية على هذا الموقع activismolenguas.org حيث يتم تسهيل إجراء حوارات عبر الإنترنت لتلقي التغذية المرتدة والانشغال بالأسئلة الجديدة والاستفسارات.

بعد تجميع الفريق، دارت جولة من المناقشات لتحديد المجال التصوري وإنشاء تعريفات ناجحة تقود التحري. وبما أن مجال الدارسة لم يتم مناقشته بهذه الطريقة أو في هذا النطاق، من المتوقع أن يلقي عمل هذه المجموعة من النشطاء الأصليين والمروجين والأكاديميين ضوءًا جديدًا لفهم التحديات والفرص التي يتيحها ما يعرف باسم “العصر الرقمي” للأشخاص الأصليين للأمريكتين. ويتبع النشاط الرقمي للغات الأصلية مسارات عديدة يكاد هذا البحث يتناولها، لكننا نأمل في أن تمهد المعلومات والتحليل الناتج عن هذه المحاولة الطريق لأسئلة جديدة أفضل.

مصادر[عدل]