مصر: عاصمة جهنم على الأرض

من ويكي الأخبار

الأحد 20 ديسمبر 2009


تعرض الكثير من المدونين المصريين للاعتقال من قبل أمن الدولة في مناسبات مختلفة ولأسباب مختلفة – حقيقية أو وهمية – قامت المدونة واحده مصرية بعمل مقابلات مع العديد من المدونين، وكتبت عن أساليب التعذيب والحيل النفسية التي تعرض لها المدونين في مقر أمن الدولة بمدينة نصر.

كتبت واحدة مصرية في موضوعها واصفة المقر:

«النص الأصلي:هو الوريث الشرعي للاظوغلي، ويفوق سجانيه في وحشيتهم كل السفاحين الذين عرفهم التاريخ. دفع أبناء شعب مصر من مواردهم وضرائبهم لبنائه، إلا أنهم لا يدخلوه إلا معصوبي الأعين. هو المكان الذي عذب فيه أعتى عتاة تنظيم القاعدة طبقا لروايات ضباط أمن الدولة أنفسهم لضحاياهم، إنه عاصمة جنهم كما أطلق عليه محمد الدريني رئيس جمعية آل البيت في كتابه الممنوع “عاصمة جهنم” بعد أن تعرض الدريني في هذا المكان لأبشع أنواع التعذيب لمدة أربعين يوما قضاها داخل هذا المكان عام 2004، إنه المقبرة كما أطلق عليه محمد عادل المدون الذي تم اعتقاله أواخر عام 2008 على إثر زيارة سلمية له لغزة. هو مبنى مباحث أمن الدولة الرئيسي في صحراء القاهرة بمدينة نصر، الحي السادس، وبالقرب من المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، هذا المبنى المخيف ذو الأسوار العالية المحصنة التي شهدت تصفية وتعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان.»

وتضيف:

«النص الأصلي:يعمل بهذا المكان المقبرة رجال أمن الدولة من ضباط ومخبرين، وهم يدخلون مقرهم على أرجلهم ومفتوحي الأعين، أما المعتقلين، فيذهبون إلي أمن دولة مدينة نصر معصوبي الأعين، مقيدين، جالسين أسفل المقاعد، مغطون بالبطاطين حتى لا يراهم أحد أثناء ترحيلهم إلى عاصمة جهنم. وينتقل إلى هذا المقر ”الإسلاميون” أو من لهم علاقة بقضايا تتعلق بالإسلاميين وقضايا الإرهاب وأيضا كل المعتقلين في أمور تتعلق بغزة وحماس.»

وكان اللقاء الأول مع عبد المنعم محمود وهو أحد مدونى الإخوان المسلمين:

«النص الأصلي:تم اعتقاله وتعذيبه بالمقبرة عام 2003 لمدة 13 يوم. وذكر عبد المنعم أنه وآخرون تم اقتيادهم إلى هذا المكان معصوبي الأعين، وقيل لهم أن هذا المكان قد تم تعذيب أعضاء تنظيم القاعدة به. وعند وصولهم انحدر بهم الأتوبيس الذي يقلهم انحداراً شديداً، وكأنه ينزل تحت الأرض، وقد تعرضوا للضرب المبرح والتعذيب والصعق بالكهرباء. كما كان لكل معتقلٍ رقم ينادى به بدلاً من اسمه، وكان يقال لهم أنهم ليسوا بني آدميين بل أرقام، وإذا نسى أحد المعتقلين رقمه كان يتم ضربه ضرباً شديداً. محمود كان رقمه 25.

كما كان يتم تقيدهم من الخلف لساعات ووجوههم للحائط.»

اللقاء الثانى كان مع المدون محمد عادل، والذى تم اعتقاله مؤخراً:

«النص الأصلي:وكان رقمه 15 وقد استطاع أن يحدد شكل المكان الذي كان فيه. فقد كان محمد يجلس طيلة فترة وجوده تقريباً بمقر مدينة نصر ل17 يوما بطرقة طويلة على شكل حرف “ل”، وعند دخوله لتلك الطرقة معصوب الأعين أمره المخبر أن يمشي في خط مستقيم حتى لا يصطدم بالمحتجزين أو “الجثث” على حد قول المخبر، حيث كانت الطرقة ممتلئة بالمعتقلين معصوبي الأعين على جانبي الطرقة. ويتفرع من هذه الطرقة طرقات أقصر تحوي الزنازين، كما يوجد 22 مكتب للتحقيق. ولم يكن مسموحاً لأحد بالكلام، وكل من تسول نفسه ويتكلم يتم تعذيبه بشده. وبعد ترحيل محمد مع آخرون استطاع التعرف على من كانوا معه بمقر أمن الدولة بمدينة نصر، وكان منهم جرحى لحركة حماس تم اعتقالهم أثناء تلقيهم العلاج في القاهرة إبان الهجوم الإسرائيلي على غزه أوائل عام 2009. ويعتقد محمد أن مقر أمن الدولة هو مكان متسع جداً تم بناءه بدءاً من طابقين منحدرين عن مستوى الأرض ثم ترتفع مبانيه لأعلى مستوى الأرض وأن المكان يحوى عدة مباني يتم فيها التحقيق والتعذيب حيث كان عادل يسمع لأصوات تعذيب آخرون تأتي من النافذة التي كان يجلس بجوارها في الطرقة.»

ثم تحدثت “واحدة مصرية” مع أبو عمر المصرى:

«النص الأصلي:تعرض أسامة نصر والمعروف بأبو عمر المصري للتعذيب داخل مقر أمن الدولة بمدينة نصر وكما ورد بمذكراته عن هذا المكان أنه كان معصوب الأعين طول الوقت وإذا وقعت الغمامة يحذره السجان بأنه سيلقى حفلة تعذيب.»

مكث أبو عمر لشهور داخل زنزانته التي كما وصفها:

«النص الأصلي:لا تتعدي مساحتها 2م طول × 1.25 م عرض، ليس بها فتحات تهوية إطلاقاً باستثناء شفاط هواء، يعمل ليلاً ونهاراً، وصوت موتور الشفاط أشد من صوت موتور الدبابة للجالس داخلها، والزنزانة تحت الأرض.»

ومن أشكال التعذيب التي تعرض لها أبو عمر:

«النص الأصلي:أ – التعليق كالذبيحة، الرأس لأسفل والقدمين لأعلى معلقتان في حبل، ويبدأ الصعق بالعصى الكهربائية في كل جسدي وبخاصة أعضائي التناسلية (الذكر – الخصيتين – الثديين)، أو بربط سلك في جسدي يتم توصيله بجهاز كهربائي وصعق الجسد، والضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء.

ب – عصر الخصيتين باليد بشدة، وقرص الثديين كذلك.

ج – كل أشكال الصلب، فرد الذراع الأيمن وربطه في باب حديدي كبير (مشبك) أو على تصميم خشبي يُعرف (بالعروسة)، وكذلك الحال مع الذراع الأيسر، وربط القدمين مع فتحهما بشدة وإبعادهما عن بعضهما، أو ربط اليدين مقيدتين من الخلف في باب حديدي، أو ربطهما مقيدتان لأعلى، ثم الصعق بالصدمات الكهربائية والضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء.

د – التمدد على الأرض مقيد اليدين من الخلف، وكذلك القدمين والتعذيب والصعق بالكهرباء في كل أنحاء الجسد.

ه – التمدد على مرتبة مبللة بالماء ومتصلة بجهاز كهربائي، وأنا مقيد اليدين من الخلف، وكذلك القدمين، ويجلس شخص بكرسي بين كتفي، وشخص آخر بكرسي بين قدماي المقيدتين، والسبب في ذلك شدة الكهرباء التي تقفز بالإنسان إلى الأعلى أثناء التعذيب.

و – الضرب بكف اليد اليمنى واليسرى على الوجه، وكذلك الضرب بقبضة اليدين.»

أبو عمر هو إمام مصري، كان يعيش في إيطاليا، وتم اختطافه بواسطة المخابرات الأمريكية والإيطالية ونقله إلى مصر لتعذيبه واستجوابه في عام 2003. ويذكر أن مصر هي إحدى الدول التي استعانت الولايات المتحدة بخبرتها وإمكانيتها في عمليات التعذيب ونزع الاعترافات.

ضياء الدين جاد مدون أخر تم اتهامه:

«النص الأصلي:وفي روايته عن تجربته في عاصمة جهنم، تطابقت شهادة ضياء الدين جاد مع باقي المعتقلين. وجاد هو مدون وناشط الذي أُعتقل من قبل مباحث أمن الدولة، على خلفية نشاطه لرفع الحصار عن غزة.»

كما قامت “واحده مصرية” بمحادثة الضباط:

«النص الأصلي:أما المحققون فهم من ضباط أمن الدولة يستخدمون أسماء رشدي أو جعفر أو موسى او نور. كانت تلك الأسماء يسمعها ضحايا التعذيب أثناء التحقيق معهم و يحرص السجانون من زبانية امن الدولة على إرهاب المعتقلين واللعب على أعصابهم و محاولة جعلهم في حاله انهيار حتى ينتزع منهم الاعترافات؛ كأن يتم تكرير الأسئلة أكثر من مرة يوميا مع عدم السماح بالنوم أو الأكل والشرب لفترات طويلة.»

وختمت “واحده مصرية” موضوعها قائلة:

«النص الأصلي:و هكذا دخل العشرات وربما المئات لهذا المكان الذي لا يضاهيه أبو غريب ولا جوانتنامو في قسوته، وخرج منهم من خرج حيا واستطاع أن يتحدث عن أساطير الهول التي تتجاوز خيال البشر في التعذيب، وآخرون لم يخرجوا أحياء ولم يسمع بآلامهم أحد، وآخرون لا يزالوا في انتظار من ينقذهم من جهنم التي يقاسون فيها العذاب على يد زبانية لا يرحمون. فهل من يد تنقذهم أو رقيب يخفف عنهم؟ وأين العدالة لمحاكمة عتاة التعذيب؟ “حقوق الإنسان: هي أن يعيش الإنسان، آمنا، سالما، لا تمس كرامته، يسعى للسعادة.”»

مصادر[عدل]