مصر: رئيس آخر مجلس شورى يكشف أسرار اللحظات الأخيرة

من ويكي الأخبار

الثلاثاء 8 يوليو 2014


في أول حديث للدكتور أحمد فهمي -آخر رئيس لمجلس الشورى المصري- بعد عام من الانقلاب العسكري، كشف عن تفاصيل الأيام الأخيرة قبل 30 يونيو وحتى 3 يوليو. حيث ذكر أن الفريق أول -آنذاك- عبد الفتاح السيسي قد رفض اقتراحا منه يقضي بأن يتم تكليفه (أي السيسي) برئاسة الحكومة، لحين الدعوة إلى استفتاء على الرئاسة أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

أوضح د فهمى أنه في 30 يونيو خرج كثيرون حسنو النية، متأثرين بما تم تسويقه في وسائل الإعلام، خرجوا من أجل الصالح العام للبلاد. لكن الفئة الأغلب كان خروجها مصطنعا، تحت رعاية داخلية وخارجية، وظهر ذلك في مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الخليجية، الذين اتفقوا جميعا من أجل مصالحهم بإزاحة نظام الرئيس محمد مرسى.

وأضاف أن الرئيس مرسى كان قد عرض بعض الحلول كتغيير حكومة قنديل، والموافقة على إجراء استفتاء على بقائه، وغيرها من الأمور، لكنهم كانوا دائما ما يرفضون أي اقتراحات. فالرئيس مرسي كان يرى الإنتهاء من الاستحقاق البرلماني وعدم إحداث أي فراغ تشريعي، ومن ثم ترتيب كل الأمور المستقبلية عن طريق هذا البرلمان، باعتباره الذي يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا.

كما أشار فهمى إلى أنّ أطرافًا داخلية وخارجية مارست ضغوطًا على الرئيس مرسي للقبول بتغيير الحكومة، علي أن يترأسها محمد البرادعي القيادي بجبهة الإنقاذ، مع تفويض صلاحيات كاملة له كرئيس للحكومة، وهو ما رفضه مرسي لأن ذلك سيكون بمثابة تخليه عن الحكم بغير إرادة الشعب. وكانت المرحلة الثانية من الضغوط -التي كان يصرّ عليها السيسي في آخر يومين قبل الانقلاب علي الرئيس- وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة، لا يكون الرئيس مرسي طرفًا فيها.

وفي صبيحة يوم 3 يوليو التقى فهمى بالسيسى، وقال السيسى: نحن نريد إجراء استفتاء على الرئاسة خلال أسبوعين أو ثلاثة. فرد فهمى: إنها مدة قصيرة وقد يترتب عليها فراغ، فأنا أرى أن يتم تغيير الوزارة، ويمكن أن تكون أنت رئيسها بجانب وزارة الدفاع، وبعدها يتم إجراء انتخابات برلمانية في وجودك، حيث أن الأغلبية تثق فيك ويترتب على انتخابات مجلس النواب تشكيل حكومة من حزب أو أحزاب الأغلبية، وبعدها تتم الدعوة إلى استفتاء على الرئاسة أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وبذلك نتفادى حالة الفراغ. فرد السيسي: أن هذا حل طويل، ونحن نريد إجراء استفتاء في أسبوعين أو ثلاثة، فرد فهمى: إن هذا الحل غير مرضٍ، وإن صور المظاهرات التي نشرت في الصحف نشرت صور مظاهرات المعارضة، ولم تنشر صور مظاهرات التأييد للشرعية الدستورية. وختم فهمى بقوله: لقد أخذت قرارك يا سيادة الفريق ولا تحتاج إلي مبادرات أو رؤى للحل. بعدها ذهب فهمى للرئيس مرسي وعرض عليه ما دار بينه وبين الفريق السيسي، فوافق الرئيس على كل ما جاء في العرض، حرصًا على استقرار البلد بوجود البرلمان والحكومة أولًا.

كما صرح فهمى أن اثنين من قيادات المجلس العسكري اتصلا به، وكذلك شيخ الأزهر أحمد الطيب، عقب الانقلاب وقبل فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس ، في محاولة للوصول إلى تهدئة وتسوية، وكانت كل مبادراتهم تدور في إطلاق سراح المحبوسين، في مقابل اعتراف الجماعة بالأمر الواقع.

واختتم حديثه بنفى أن يكون عرض عليه أيّ طرف الوساطة، وقال: “هناك أشخاص آخرون مسؤولون عن هذا الأمر في التحالف الوطنى لدعم الشرعية، ومنهم مَن ينتمي لحزب الحرية والعدالة الذي أنتمي إليه، ولكني على استعداد أن أوصل أيّ رسائل إذا طلب مني ذلك”. وأضاف: “كلما مر الوقت تعقدت الأزمة أكثر، فلا يمكن أن تنهض البلاد في الحال التي عليها الآن، ولا بد أن يكون هناك حل، قد تكون تفاصيل هذا الحل ليست عندي، وإنما يجب أن نعي تجارب الآخرين في الدول الأخرى”.


مصادر[عدل]