قائد الثورة: ثبات ايران على مبادئها سر انتصارها

من ويكي الأخبار

اكد قائد الثورة الإسلامية في إيران اية الله السيد علي خامنئي ان الثورة الإسلامية حققت إنجازات كبيرة على مختلف الصعد الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وقلبت المعادلات والمخططات التي رسمها الغرب لمنطقة الشرق الأوسط الإستراتيجية، معتبرا انها نجحت في اجتياز كل مخططات الأعداء للاطاحة بالنظام الإسلامي وحرفه عن مساره، بثباتها على مبادئها، وهو سر انتصارها وشعبيتها في العالم.

وقال آية الله خامنئي في الخطبة الأولى من صلاة الجمعة التي أمها في جموع المصلين الذين احتشدوا في جامعة طهران: ان القوى الغربية رسمت بعد الحرب العالمية سياسات محددة لمنطقة الشرق الأوسط الإستراتيجية، والتي تحتوي على أهم مخازن النفط في العالم، الذي يعتبر الشريان الحيوي للاقتصاد الغربي والعالمي.

واضاف: لذلك قررت القوى الغربية ان تكون دول المنطقة ضعيفة وفي حالة عداء وخلافات مستمرة ومتواصلة بينها، حتى لا تستطيع أن تتوحد، مشيرا إلى أن الغرب دعم النعرات القومية والترويج لها.

وتابع: ان الغرب قرر ان يكون حكام المنطقة تابعين وعملاء له، وان تكون هذه الدول من الناحية الاقتصادية مستهلكة وان تقدم النفط بثمن بخس، وان يتم إنفاق موارد ذلك على استيراد السلع الغربية.

واكد آية الله خامنئي : ان الغرب أراد هذه الدول متخلفة من الناحية العلمية، وحال دون التنمية فيها لتكون تابعة ومقلدة للغرب، كما أنه يجب أن تكون ضعيفة عسكريا وان يتفشى فيها الفساد الاخلاقي بين شعوبها، مع التزام سطحي ديني بين المجتمع، وقد تمكنوا من تنفيذ ذلك عن طريق امثال رضا خان ومحمد رضا بهلوي في إيران واتاتورك وغيرهما.

واعتبر: ان الغرب نجح في مخططاته هذه حتى انتصار الثورة الإسلامية في إيران باستثناء فترات محدودة جدا حيث حكمت حكومات وطنية في مصر وايران، لكن حين ثار الامام الخميني الراحل وفجر الثورة الإسلامية تغيرت كل تلك المعادلات، حيث رحب الشعب الإيراني بالامام الخميني وحركته ودخل الساحة وقدم كل ما لديه.

وقال آية الله خامنئي: ان الثورة الإسلامية بدأت قوية واستمرت كذلك في مواجهة جبهة الأعداء التي بذلت كل الجهود وحاولت تنفيذ مختلف المخططات من حروب داخلية وخارجية وعقوبات اقتصادية وحرب اعلامية ونفسية خلال السنوات الـ 32 الماضية بهدف حرف الشعب عن مسيرته وإسقاط النظام وابعاد الثورة عن روحها ومضمونها، مشيرا إلى أن آخر حلقة في مسلسل المؤامرات كانت احداث الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مستغلا بعض العناصر الضعيفة.

واعتبر قائد الثورة ان العدو لم يترك أي محاولة ضد الجمهورية الإسلامية لكن الشعب ونخبه كانوا على مستوى المسؤولية وكذلك المسؤولون، والثورة استمرت على طريقها، وحققت تغييرات عميقة ومهمة في إيران يمكن من خلالها تحقيق التقدم على أساس الاركان والاعمدة التي وضعت بشكل جيد لهذا النظام.

واشار إلى أن النظام الحاكم في إيران قبل الثورة كان معاديا للإسلام ، وجاءت الثورة في النقطة المعاكسة وجعلت الإسلام المحور لإدارة البلاد والقوانين، وبين ان إيران كانت قبل الثورة تابعة ومطيعة للإدارة الأميركية حتى في ابسط الأمور الداخلية، لكن الثورة الإسلامية حققت الاستقلال السياسي الكامل للبلاد.

واشار: إلى أن الشعوب الأخرى تنجذب إلى إيران اليوم حين ترى استقلالية القرار فيها، وتحترم الشعب الإيراني المسلم على ذلك، واضاف: ان الحكم قبل الثورة كان ملكيا وتحكمه النظرة الأمنية ولم يكن للشعب أي دور فيه، لكن الثورة جاءت بسيادة الشعب الدينية التي يكون كل الادوار فيها للشعب، حيث ينتخب الناس حكامهم من رئيس وبرلمان ومجلس خبراء القيادة والمجالس المحلية، وارادة الشعب هي التي تحكم.

وتابع اية الله خامنئي: كما أن البلاد كان تابعا للغرب مئة بالمئة على الصعيد التقني، لكن الثقة بالنفس تبلورت في أبناء هذا البلد بعد الثورة الإسلامية واليوم هناك الكثير من العلماء الإيرانيين يتميزون في العالم في مختلف المجالات.

واشار إلى أن إيران لم يكن لها أي دور على الصعيد الدولي والاقليمي وكانت إيران دولة محتقرة لكن بعد الثورة اعترف الأعداء والعالم بدور إيران واهميتها في المنطقة والعالم، كما أن الثورة نبهت إلى خطر الغزو الثقافي الذي يمارسه الغرب بحق الشعب، الأمر الذي مكن الشعب الإيراني من ان يؤسس لحضارة جديدة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية ان المشهد الذي نراه اليوم في المنطقة من صحوة الشعوب خاصة في الشمال الأفريقي هي نتيجة للتجربة الإيرانية حتى نضجت ونمت إلى أن وصلت إلى ما نراه اليوم في الشمال الأفريقي، منوها بان الاخطاء الغربية ساعدت الجمهورية الإسلامية في تحقيق هذا المستوى من التقدم.

واوضح ان الغرب قام بتضخيم البرنامج النووي الإيراني السلمي لكنه أثبت للعالم ان إيران استطاعت ان تحقق تطورا كبيرا في المجال النووي رغم كل الضوط التي لم تتراجع امامها، وهذا ما جعل العالم يتعرف أكثر على الشعب الإيراني وموقفه.

واشار إلى الضجة التي اثارها الغرب حول حضر تصدير البنزين لايران من ان البلاد ستواجه مشكلة في هذا المجال، واعلن ان البلاد ستكون حتى يوم الـ 11 من فبراير الجاري ذكرى انتصار الثورة الإسلامية مكتفية ذاتيا في إنتاج البنزين، وسيكون بعد ذلك بإمكانها تصديره إلى الخارج.

واتهم آية الله خامنئي الغرب بانه اوجد في جوار إيران تيارا إسلاميا متطرفا لخلق المشاكل لها لكنه تحول إلى آفة ضده، واعتبر ان ثبات الجمهورية الاسيلامية على مبادئها خاصة الإسلام وعدم استسلامها للضغوط الغربية جعل منها نموذجا يمكن لكل الشعوب ان تحتذي به.

واوضح ان العدالة الاجتماعية هي أيضا من الاوصول التي قامت على أساسها الجمهورية الإسلامية رغم ان هذا الأمر لم يتحقق بالكامل بعد، لكن هناك حركة ملحوظة ومتزايدة على هذا السبيل، وقد اتخذت الحكومة خطوات كبيرة لذلك في مجال توزيع الإمكانيات والخدمات في مناطق البلاد حتى النائية منها، مشيدا ببرنامج ترشيد الدعم الحكومي الذي طبقته الحكومة في الفترة الأخيرة واعتبره خطوة مهمة على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية.

واكد ان الجمهورية الإسلامية ترفض تقديم أي تنازل للولايات المتحدة أو الرضوخ لاي ضغوط من قبلها، واعتبر ان إقامة العلاقات مع واشنطن والتنازل لها يعني بيع القضية الفلسطينية وغض الطرف عن جرائم الأميركيين في العراق وافغانستان وكل المظالم التي تجريها على الشعوب في العالم ، مشيرا إلى الشعبية التي يتمتع بها المسؤولون الايراينيون في مختلف دول العالم نتيجة استقلال إيران.

وحذر اية الله خامنئي من خطورة المرحلة واهميتها جراء التغييرات المتتالية التي تشهدها المنطقة في هذه المرحلة بسبب حركة الشعوب، داعيا الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة في المسيرات الجماهيرية لذكرى انتصار الثورة الإسلامية.

مصادر[عدل]