أحداث يوم الثلاثاء 26/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011
أحداث يوم الثلاثاء 26/4/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011 (بوادر انشقاقات بالجيش):
الأحداث الميدانية
[عدل]- درعا (6 قتلى): أفاد شهود عيان بأنه سمع صوت إطلاق نار صباح اليوم بالمدينة المحاصرة منذ فجر أمس. وقال شاهد عيان من المدينة إن قوات الجيش قامت بتدمير خزان المياه في المدينة، لتفاقم معاناة السكان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط الحقوقي في درعا عبد الله أبا زيد قوله إن لديه قائمة بأسماء 6 قتلى سقطوا برصاص قوات الأمن بينهم إمام مسجد. وأشارت الوكالة إلى سماع إطلاق نار كثيف في وقت متأخر من الليل.[1] وأضاف أن "إطلاق النار مستمر على السكان. وأن منزل مفتي درعا، الذي استقال السبت احتجاجا على قمع الحركة الاحتجاجية في درعا، مطوق لكن المفتي ليس موجودا في منزله". وأكد الناشط الحقوقي عبد الله أبا زيد أن تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة دخلت درعا، وأشار إلى أن مسجد أبو بكر الصديق تعرض لنيران كثيفة وشوهد قناصة يتمركزون فوق مسجد بلال الحبشي، بينما نشرت دبابات وأقيمت حواجز عند مداخل المدينة ومنع الناس من دخولها.[2] ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان في درعا قوله إن أصوات طلقات الرصاص والمدفعية سمعت صباح اليوم في محيط مدينة درعا المحاصرة. وأضاف أن السكان بقوا في منازلهم للاحتماء من الدبابات والقناصة الذين اعتلوا أسطح المباني.[3] وفي تطور آخر أكد شاهد عيان أن نحو 3 ضباط وخمسة عسكريين أعلنوا صباح اليوم انضمامهم لصفوف المواطنين، وقاموا بالتصدي للقوات الأمنية والقناصة الذين وجهوا بنادقهم باتجاه صدور المواطنين العارية. وقال الشاهد إن أهالي المدينة يعيشون حالة مأساوية في ظل انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات، فيما تواصل القوات الأمنية فرض حالة حظر للتجول، ويستهدف القناصة -الذين اعتلوا أسطح العديد من المباني- أي مواطن يخرج للشارع.[4] وفي السياق قالت منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأمن قتلت 35 مدنيا على الأقل منذ بدء مهاجمة مدينة درعا فجر الاثنين. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن المياه والاتصالات ما زالت مقطوعة عن درعا لليوم الثاني على التوالي، بينما بدأت إمدادات حليب الأطفال وعبوات الدم في المستشفيات بالتراجع. ووصف شاهد العيان محمد ربيع الزعبي وضع الجرحى بالمأساوي، مشيرا إلى أن جثث القتلى التي يتمكن الأهالي من سحبها من الطرقات توضع داخل ثلاجات الخضار. كما أشار إلى أن القوات التي تحاصر درعا منعت دخول الخبز والأدوية من خلال تظاهرة سلمية من القرى المجاورة أمس قوبلت بإطلاق الرصاص ما أسفر عن مقتل فتى يبلغ من العمر 17 عاما. وفي السياق نقلت وكالة رويترز عن مقيمين في درعا في اتصال هاتفي أن سحبا من الدخان الأسود تتصاعد من كل جزء من المدينة وأن بالإمكان سماع دوي القصف المدفعي وإطلاق أعيرة من رشاشات من الحي القديم. كما نقلت الوكالة عن أحد الشهود قوله إن "قوات ماهر الأسد انتشرت في كل مكان وشكلت من خلال نقاط تفتيشها في درعا سجنا كبيرا لا يمكنك الخروج من دون تعريض حياتك للخطر، إنهم يمسكون عشرات الناس ويقبضون عليهم". في المقابل ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) في وقت متأخر من مساء اليوم أن الجيش يواصل عملياته في درعا لمطاردة من وصفها بالجماعات المسلحة والمتطرفين.[1]
- بانياس: خرجت مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من أهالي بانياس للمطالبة بالحرية وتضامناً مع أهالي درعا وهتفوا خلالها: "الشعب يريد إسقاط النظام". وقال أنس الشغري أحد قادة الاحتجاجات إن قوات الأمن تمركزت اليوم على التلال المحيطة ببانياس استعدادا لشن هجوم محتمل على المدينة الساحلية لإخماد الاحتجاجات. وقال الشغري من بانياس: "انتشرت قوات ترتدي زيا أسود وتحمل بنادق (أيه كيه 47) اليوم على التلال كما مرت حاملات جنود مدرعة على الطريق المتاخم لبانياس ليلا. نتوقع هجوما في أي لحظة.. سنستقبلهم عند البوابات بصدورنا العارية".[1]
- دوما: نقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إن تعزيزات أمنية بلغ قوامها أكثر من 2000 عنصر أرسلت إلى ضاحية دوما القريبة من العاصمة دمشق والتي شهدت تظاهرات مناهضة للنظام، حيث أقامت قوات الأمن نقاط تفتيش وتحققت من بطاقات هويات الأهالي. وأضاف أنه شاهد بضع شاحنات في الشوارع مجهزة برشاشات ثقيلة وعددا من أفراد الشرطة السرية يرتدون ملابس مدنية ويحملون بنادق هجومية. كما عبرت حافلات تقل جنودا في زي القتال البوابة الرئيسة لدوما وبدأت تنتشر في الضاحية.[1] وقال شاهد آخر لوكالة الصحافة الفرنسية إن المدينة "شبه مقفرة وكل المتاجر مغلقة وكذلك المؤسسات العامة".[2]
- المعضمية: نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن سكان من أهالي معضمية الشام أن اجتماعا عقد اليوم بين شخصيات معروفة من وجهاء المعضمية ومسؤولين من الجيش السوري وقوى الأمن لفك الحصار الأمني المفروض عن المنطقة منذ أيام.[1]
- حمص: انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن بمدينة حمص وحاصرتها من كل الجوانب. وقال شاهد عيان إن الجيش أقام متاريس في بعض الشوارع بحمص، بينما يعيش الأهالي حالة خوف وهلع شديدين، خوفا من "مجزرة مثل التي وقعت في درعا". وشهد حي باب عمرو بمدينة حمص تظاهرة ليلية لمناصرة درعا وهتف المتظاهرون بالحرية وبإسقاط النظام و: "الشعب والجيش إيد واحدة".[1]
- عامودا: خرج الآلاف من سكان مدينة عامودا بشمال سوريا (تقريباً كل الأهالي خرجوا) في مسيرة ليلية ضخمة صامتة (لم يرددوا خلالها أي هتافات) نصرة لأهالي درعا وحملوا فيها الشموع وطافوا شوارع عامودا.
- قارة: خرج المئات من أهالي بلدة قارة (في منطقة القلمون) في مظاهرة ضخمة رددوا خلالها هتافات تدعو لإسقاط النظام وللتضامن مع أهالي درعا المحاصرة.
- الزبداني: خرجت مظاهرة ليلية شارك فيها الآلاف من سكان الزبداني في ريف دمشق للتضامن مع درعا المحاصرة. وهتفوا ضد بشار الأسد ولإسقاط النظام كما حملوا الشموع أثناء المظاهرة.[1]
- جاسم: في بلدة جاسم القريبة من درعا اعتصم الآلاف في ساحة الحرية نصرة لدرعا المحاصرة وهتفوا: "بالروح بالدم نفديك يادرعا وياجبلة" كما رددوا هتافات تدعو لإسقاط النظام.[1]
بوادر انشقاقات بالجيش
[عدل]على هامش لقاء أسطنبول الذي عقد اليوم قال أنس العبدة رئيس حركة العدالة والتنمية في سوريا المعارضة ومقرها بريطانيا أن لديه تقارير تفيد بأن بعض ضباط الجيش من رتبة نقيب إلى رتبة فريق من الفرقة الخامسة -التي تتمركز في جنوب سوريا في سهل تشرف عليه مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل- حاولوا منع الفرقة الرابعة من دخول مدينة درعا وانحازوا إلى الشعب.[5] كما أكد أكثر من شاهد عيان من درعا أن عددا من ضباط الجيش والعسكريين انضموا أمس بأسلحتهم لصفوف المواطنين بمدينة درعا. وأن نحو 3 ضباط وخمسة عسكريين أعلنوا صباح اليوم انضمامهم لصفوف المواطنين، وقاموا بالتصدي للقوات الأمنية والقناصة الذين وجهوا بنادقهم باتجاه المواطنين.[1]
عدد القتلى والمعتقلين
[عدل]قالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" إن إجمال عدد المدنيين الذي قتلوا على يد قوات الأمن منذ انطلاق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية الشهر الماضي وصل إلى 400 شخص.[3] وأضافت أن قوات الأمن السورية ألقت القبض على حوالي 500 من أنصار حركة المطالبة بالديمقراطية في أرجاء سوريا.[6]
حصيلة الاعتقالات
[عدل]أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 1700 شخص غالبيتهم من درعا وريف دمشق اعتقلوا منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية في سوريا منتصف الشهر الماضي، قائلا إن المئات منهم لا يزالون رهن الاحتجاز في الأفرع الأمنية، رغم إخلاء سبيل معظمهم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة يونايتد برس إنترناشونال إن السلطات السورية ليس لها الحق في اعتقال هؤلاء بعد رفع حالة الطوارئ. مشيرا إلى أن المعارض والسجين السابق محمود عيسى أحيل اليوم إلى القضاء العسكري بتهم جديدة هي اقتناء هاتف الثريا وجهاز كمبيوتر متطور.
- دير الزور: كشف مدير المرصد عن اعتقال عشرات الناشطين في الأيام الأخيرة بمحافظة دير الزور كان آخرهم قاسم عزاوي.
- جبلة: أضاف مدير المرصد أن أجهزة الأمن السورية نفذت فجر اليوم حملة اعتقالات على حواجز في مدينة جبلة، بناءً على قوائم أسماء مطلوب اعتقالها وأوقفت خلالها تسعة أشخاص، مشيرا إلى أنه لا يعرف إلى كم وصل عددهم حاليا.
- دوما: اعتقل العشرات يوم أمس ببلدة دوما في ريف دمشق، ووصل عدد المفقودين فيها إلى أكثر من 200 شخص، ولكن رامي عبد الرحمن قال إن مرصده لا يعرف ما إن كانوا معتقلين أم فروا خوفا من الاعتقال.
- داريا وثقبة: اعتقل العشرات أيضا في داريا وثقبة بريف دمشق وغوطة دمشق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاعتقالات في مناطق أخرى من سوريا، لكنه قال إنه لم يتمكن من إحصاء عددهم. وأشار إلى أن عشرات المحامين نظموا اعتصاماً في قصر العدل بدمشق تضامناً مع أهالي درعا، وتم فض الاعتصام بطريقة سليمة، لكن بعض المشاركين تعرضوا للشتائم والتخوين.[7]
سواسية تدعو لإجراءات عبر المحكمة الجنائية
[عدل]دعت منظمة "سواسية" السورية لحقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة عاجلة لاتخاذ إجراءات ضد المسؤولين السوريين عبر المحكمة الجنائية الدولية، وردع القوات الأمنية والمخابراتية. وكشفت أن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 400 مدني على الأقل خلال الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وقالت المنظمة في بيان "إن هذا التصرف الوحشي الذي يهدف إلى إبقاء الزمرة الحاكمة في السلطة على حساب أرواح متزايدة من المدنيين العزل يستوجب تحركا دوليا ناجعا فوريا يرقى إلى أبعد من بيانات الاستنكار". واعتبر البيان أن أي تحرك لمجلس الأمن يجب أن يؤدي إلى المحاسبة الفورية لمن سمتهم القتلة.[7]
اجتماع مجلس الأمن الدولي
[عدل]عقد مجلس الأمن مساء اليوم جلسة مغلقة لبحث مشروع بيان مقدم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال يدعو سوريا لوقف قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وانتهى الاجتماع دون التوصل إلى قرار إدانة على أن يستكمل غداً النقاش.[8] وصدرت توقعات بأن تواجه جهود إصدار بيان لإدانة أعمال العنف والقمع الجارية هناك معارضة من قبل كل من الصين وروسيا. فقد أشار دبلوماسيون إلى أن تبني أي بيان لإدانة سوريا يتوقف على موافقة روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن الذي سيستأنف غدا الأربعاء مشاوراته بشأن البيان. فقد دأبت الصين وروسيا، اللتان ترتبطان بعلاقة مميزة مع سوريا، على معارضة كافة المبادرات المنطوية على ما تقول الدولتان إنه "تدخل في الشؤون الداخلية للدول المعنية". ويرى بعض المراقبين أن روسيا، على وجه الخصوص، تشكل العقبة الأساسية أمام اعتماد البيان الذي يدعم أيضا مطلب إجراء تحقيق في الأحداث التي تشهدها سوريا.[9]
بان كي مون يطالب بإجراء تحقيق دولي
[عدل]قال بان كي مون عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن مساء اليوم "إنني أدين تماما استمرار العنف ضد المحتجين، وعلى الأخص استخدام الدبابات والذخيرة الحية التي أدت إلى مقتل وإصابة مئات الأشخاص". ودعا الحكومة السورية إلى الالتزام بحماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان الدولية، بما فيها حرية التعبير والتجمع السلمي. وأوضح أنه اتفق مع مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، على ضرورة أن يكون هناك تحقيق مستقل وفعال في مقتل المدنيين في سوريا. وأضاف أن مجلس الأمن سيستكمل غداً النقاش بشأن سوريا. وردا على تصريحات بان قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن الأمين العام للأمم المتحدة تجاوز صلاحياته عندما استبق جلسة مجلس الأمن وأطلق تصريحات بشأن سوريا. وأشار إلى أن دمشق شكلت لجنة للتحقيق في ضحايا أعمال العنف.[8]
سوريا ترفض التحقيق الدولي بالمظاهرات
[عدل]رفضت سوريا الدعوات لإجراء تحقيق دولي بشأن سقوط ضحايا مدنيين خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، وقالت إنها قادرة على أن تجري بنفسها ما وصفتها بتحقيقات شفافة. فقد قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار جعفري للصحفيين في نيويورك إن بلاده لديها حكومة ولديها دولة يمكنها أن تضطلع بأي تحقيق بشفافية كاملة، مشددا على أن الحكومة السورية ليس لديها ما تخفيه. وأوضح أن الرئيس الأسد أصدر توجيهات إلى الحكومة لإنشاء لجنة تحقيق واستجواب وطنية بشأن وقوع ضحايا بين المدنيين، مشيرا إلى أن بلاده لا تحتاج مساعدة من أي أحد. وردت السفيرة الأميركية سوزان رايس بالقول إن الرئيس الأسد دأب على اتهام أطراف خارجية، بينما يسعى للحصول على مساعدة من إيران لقمع المحتجين. وقالت رايس إن واشنطن تدرس احتمال فرض عقوبات أميركية على دمشق ردا على قمع المحتجين، واعتبرت أن ما وصفته بالعنف الوحشي الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد شعبها هو شيء بغيض ويبعث على الأسف.[10]
استبعاد التدخل العسكري
[عدل]استبعدت الولايات المتحدة وبريطانيا من احتمال تدخل عسكري غربي في سوريا على غرار ما يجري حاليا في ليبيا. ففي تصريحات أدلى بها في أعقاب محادثات أجراها مع نظيره الأمريكي، روبرت غيتس، في واشنطن، قال وزير الدفاع البريطاني، وليام فوكس: "إن هنالك قيودا عملية تحد من المقدرة العسكرية الغربية في سوريا" مشيرا إلى أنه ليس بوسع الجيشين الأميركي والبريطاني، المستنفديْن بالفعل في حروب تمتد من أفغانستان إلى ليبيا، القيام بالكثير. وأضاف: "لا يمكن أن نفعل كل شيء في كل الأوقات، ويجب أن ندرك أن هناك قيودا عملية لما يمكن أن تقوم به بلادنا".[11]
الموقف الإسرائيلي من إرسال الدبابات إلى درعا
[عدل]كتب الباحث في مركز بيغن/السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان مردخاي كيور مقالاً في صحيفة إسرائيل اليوم بعنوان "سيقاتل حتى السوري الأخير" وجاء في المقال: "إن مدينة حماة هي رمز ثورة الإخوان المسلمين في عام 1982، تلك التي قُمعت بوحشية شديدة وبآلاف القتلى. وإرسال الجيش إلى درعا أمس يشير إلى إمكانية أن تكون درعا هي رمز ثورة 2011، والسؤال هو كم من الآلاف سيُقتلون في سوريا إلى أن يبدأ العالم في العمل، مثلما في ليبيا. ويمضي الكاتب قائلا "لحكومة إسرائيل أقترح: إنزال الأدوية بمظلات من طائرات صغيرة بدون طيار فوق مدن سوريا. هذا استثمار جيد جدا للمستقبل". أما المفاوض الإسرائيلي السابق مع سوريا في محادثات السلام ايتمار رابينوفيتش فقد كتب مقالا رأى فيه أن هنالك تعادلا حتى الآن بين النظام ومعارضيه.[12]
لقاء إسطنبول من أجل سوريا
[عدل]دعا معارضون وحقوقيون سوريون اجتمعوا في إسطنبول بتركيا المجتمع الدولي إلى المساعدة لإقناع الرئيس بشار الأسد بوقف أعمال العنف التي تواجه بها قوات الجيش الاحتجاجات الشعبية في سوريا، وطالبوا النظام بإجراء إصلاحات جذرية أو الرحيل. ونظم الاجتماع الذي حمل عنوان "لقاء إسطنبول من أجل سوريا" منظمات غير حكومية تركية لتسليط الضوء على ما أسمته محنة الشعب السوري بمشاركة عشرات الممثلين عن المعارضة السورية وجماعات حقوقية في الخارج قدموا من بريطانيا وفرنسا ومصر. من جانبه قال رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان ومقرها لندن وليد سفور لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش لقاء إسطنبول إن "الجميع متفق على نقطة واحدة أن هذا النظام فاسد وعليه إما إجراء إصلاحات جذرية أو الرحيل". كما قال سفور إن العنف لن يجعل السوريين يتراجعون وإنهم اليوم وصلوا إلى نقطة اللاعودة، وإن الديمقراطية هي مطلبهم الآن، على حد تعبيره. وأشار سفور إلى أن عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في 15 مارس/آذار الماضي في سوريا أكثر من 700 إضافة إلى اعتقال 5000 آخرين. وأوضح أن لديه تقارير تفيد بإعدام جندي واحد على الأقل لرفضه إطلاق النار على المدنيين في درعا وبأن بعض الضباط والجنود فروا إلى الأردن طلبا للجوء، وقال واصفا ما يحدث "الوضع مروع جدا جدا". وقال أنس العبدة رئيس حركة العدالة والتنمية في سوريا المعارضة ومقرها بريطانيا أن لديه تقارير تفيد بأن بعض ضباط الجيش من رتبة نقيب إلى رتبة فريق من الفرقة الخامسة -التي تتمركز في جنوب سوريا في سهل تشرف عليه مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل- حاولوا منع الفرقة الرابعة من دخول مدينة درعا وانحازوا إلى الشعب.[5]
إدانات دولية
[عدل]- إيطاليا وفرنسا تدعوان لوقف القمع: قال رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني -عقب اجتماع قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم- إن بلديهما يشعران بالقلق إزاء الوضع في سوريا حيث سقط عدد كبير من الضحايا، ويدعوان النظام السوري إلى "وقف القمع العنيف"، وإلى تطبيق الإصلاحات المعلنة. ومن جهته، قال ساركوزي إن الوضع في سوريا "غير مقبول"، لكنه أكد أن بلاده لن تتدخل في سوريا بدون قرار مسبق من مجلس الأمن الدولي، مضيفا أن هذا القرار "ليس من السهل الحصول عليه".[13]
- فرنسا تسعى لإجراءات قوية: أكدت وزارة الخارجية الفرنسية رغبتها في أن تتخذ الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي "إجراءات قوية" لوقف "استخدام العنف ضد السكان" في سوريا، مؤكدة أن فرنسا "تدين من جديد وبأكبر قدر من الحزم قمع السكان من قبل السلطات السورية الذي تمثل في الأيام الأخيرة في استخدام دبابات، خصوصا في درعا". وأضافت الخارجية الفرنسية أن "المسؤولين عن هذه الجرائم يجب أن يحاسبوا على أفعالهم".[13]
- بريطانيا تسعى لفرض عقوبات: قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن بريطانيا ستعمل مع الدول الأخرى على السعي لفرض عقوبات على القيادة السورية إذا استمرت الحكومة في استعمال العنف لقمع الاحتجاجات. وأضاف هيغ متحدثا للبرلمان "سوريا الآن عند مفترق طرق، لها أن تختار مزيدا من القمع العنيف الذي ليس من شأنه إلا أن يجلب أمنا قصير الأجل للسلطات هناك، وإذا فعلت ذلك فسنعمل مع شركائنا الأوروبيين وغيرهم لاتخاذ إجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات سيكون لها أثر على النظام". وتابع "إذا استمرت سوريا في نهجها بالقمع العنيف فسيكون لمخاوفنا من يؤيدها بصورة أكبر في مجلس الأمن وربما يتغير الموقف". وأشار من جهة ثانية إلى أن لندن لديها خطط طارئة لإجلاء حوالي 700 من رعاياها في سوريا بعد أن نصحتهم في وقت سابق بالمغادرة.[14]
- ألمانيا: قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفله إن الحكومة الألمانية استدعت السفير السوري لدى برلين للاحتجاج على الحملة العسكرية ضد المحتجين مؤخرا. وقال فيسترفله في بيان إن "الهجمات الوحشية ضد المتظاهرين السلميين والمشيعين في الجنازات، صادمة للغاية". ودعا فيسترفله مجلس الأمن ومفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى مناقشة الأزمة، وقال إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعيد النظر في علاقاته مع سوريا، وأضاف "إنني قلق أيضا إزاء نشر القوات مع دبابات ومدفعية في درعا".[14]
- منظمة العفو الدولية: من جهتها قالت منظمة العفو الدولية نقلا عن مصادر في درعا إن 23 شخصا على الأقل قتلوا عندما قصفت دبابات المدينة فيما وصفته المنظمة بأنه "رد فعل وحشي على مطالب الناس". وقال مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة مالكولم سمارت إنه "باللجوء إلي استخدام المدفعية ضد شعبها فإن الحكومة السورية أظهرت تصميمها على سحق الاحتجاجات السلمية بأي تكلفة ومهما كان الثمن من أرواح السوريين".[15]
ضغوط تركيّة على سوريا
[عدل]قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره القرغيزي عقب مباحثاتهما في أنقرة إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار أردوغان إلى أنه أبلغ الأسد قلق وانزعاج تركيا من التطورات التي تشهدها سوريا. وأوضح أنه سيرسل وفدا إلى دمشق الخميس المقبل لإجراء محادثات بشأن الأوضاع هناك. وأضاف "هناك خطوات أخرى يجب اتخاذها في سوريا، نحن لا نتوقع ولا نريد بالتأكيد تطبيقا غير ديمقراطي، ولا نتوقع ولا نريد بالتأكيد هيكلا استبداديا شموليا أبويا، ما نريده هو حدوث عملية إحلال سريعة للديمقراطية". بينما اجتمع السفير التركي في دمشق مع رئيس الوزراء السوري، عادل سفر ، حيث أعرب له عن "قلق تركيا العميق وحزنها بسبب إزهاق أرواح كثيرين" في المواجهات السورية. ويأتي اتصال أردوغان والأسد بعد يوم واحد من اتصال بين رئيس الوزراء التركي والرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعربا بعده عن قلقهما العميق مما وصفه البيت الأبيض بأنه "الاستخدام المرفوض للقوة من جانب الحكومة السورية ضد شعبها".[16]
دول أوروبية تحذر من السفر إلى سوريا
[عدل]نصحت إيطاليا مواطنيها بعدم السفر إلى سوريا، في حين نصحت ألمانيا مواطنيها بمغادرة سوريا، علما بأنها كانت أصدرت تحذيرات سابقة تطلب منهم عدم السفر إلى هناك.[13] كما جددت الدانمارك وفنلندا اليوم التحذيرات السابقة من السفر إلى سوريا، وحثتا رعاياهما على تجنب كل الرحلات إليها. وأصدرت النرويج والسويد تحذيرات مماثلة في الأيام الأخيرة.[14]
إخوان سوريا والأردن يدينان القمع
[عدل]اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا النظام الحاكم بشن "حرب إبادة ممنهجة ضد الأبرياء" من أبناء الشعب الذين خرجوا يهتفون للحرية وللوحدة الوطنية. كما عبر زهير سالم الناطق الرسمي باسم الجماعة -التي تحظرها السلطات السورية- عن استنكاره الصمت العربي الرسمي والشعبي، وصمت الجامعة العربية على "المجازر البشعة التي يمارسها النظام المستبدّ ضد أبناء الشعب". كما أدانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اليوم قمع المحتجين واستخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا، وطالبت الرئيس بشار الأسد بالاستجابة لشعبه، ومحاسبة الجهات الرسمية والأمنية المسؤولة عن قتل المواطنين.[13]
محمد حبش الأسبوع المقبل فاصل
[عدل]نقلت وسائل الإعلام السورية عن عضو مجلس الشعب السوري والداعية الإسلامي محمد حبش قوله أن الأسبوع القادم في مجلس الشعب سيكون اسبوعا فاصلا لأنه سيناقش إجراء تعديل المادة الثامنة من الدستور التي تنظم علاقة الحزب والدولة. وتنص المادة الثامنة من الدستور السوري على أن حزب البعث الحاكم هو قائد الدولة والمجتمع. وطالب حبش السوريين بالتهدئة وإعطاء الدولة فرصة لتحقيق الإصلاحات، كما طالب الدولة بالدخول مباشرةً في نطاق تطبيق الإصلاحات و"تبييض السجون" على حد قوله.[3]
حملة لحجب المقعد الحقوقي عن سوريا
[عدل]تسعى جماعات حقوقية وعدد متزايد من الحكومات إلى العمل على منع سوريا من الحصول على عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وذلك على خلفية حملة القمع التي تشنها سلطات الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية. وحتى الآن تبدو سوريا قريبة من الحصول على عضوية المجلس الذي يتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرا له، حيث أنها مع كل من الهند وإندونيسيا والفلبين ضمن قائمة تضم أربع دول آسيوية في طريقها لذلك ما لم يتقدم مترشحون منافسون بشرط الحصول على أكثر من نصف الأصوات خلال الانتخابات المقررة يوم 20 مايو/أيار المقبل. ومنذ أعلنت مجموعة الدول الآسيوية بالمجلس الـ53 عن ترشيح هذه الدول الأربع، تم توجيه انتقادات كثيرة لاختيار سوريا لكن الأمر تصاعد بعد الأحداث الأخيرة المتمثلة في قمع السلطات للمتظاهرين.[6]
مظاهرات عالمية
[عدل]- القاهرة - مصر: خرجت في العاصمة المصرية القاهرة مظاهرة ضخمة أمام السفارة السورية شارك فيها الآلاف من أبناء الجالية السورية ومن المصريين المؤيدين لثورة الشعب السوري. وهتف المتظاهرون أمام السفارة السورية ضد بشار الأسد كما رددوا هتافات تدعو لإسقاط النظام.
انظر أيضاً
[عدل]- أحداث اليوم السابق الإثنين 25/4/2011 م.
- أحداث اليوم التالي الأربعاء 27/4/2011 م.
- الاحتجاجات السورية 2011.
- الخط الزمني للاحتجاجات السورية 2011.
المصادر
[عدل]- ↑ 1٫0 1٫1 1٫2 1٫3 1٫4 1٫5 1٫6 1٫7 1٫8 ارتفاع قتلى درعا ومحاصرة مدن أخرى .. الجزيرة نت, 27/4/2011 م
- ↑ 2٫0 2٫1 تعزيزات لدرعا ودوما وتوتر ببانياس وحمص .. الجزيرة نت, 27/4/2011 م
- ↑ 3٫0 3٫1 3٫2 دعوات دولية لوقف العنف ضد المتظاهرين في سورية .. بي بي سي, 26/4/2011 م
- ↑ قصف بدرعا وحصار على حمص .. الجزيرة نت, 26/4/2011 م
- ↑ 5٫0 5٫1 معارضة سوريا تدعو للضغط على النظام .. الجزيرة نت, 27/4/2011 م
- ↑ 6٫0 6٫1 حملة لحجب المقعد الحقوقي عن سوريا .. الجزيرة نت, 26/4/2011 م
- ↑ 7٫0 7٫1 اعتقال نحو 1700 شخص بسوريا .. الجزيرة نت, 26/4/2011 م
- ↑ 8٫0 8٫1 بان يدين العنف ووفد تركي لدمشق .. الجزيرة نت, 27/4/2011 م
- ↑ مجلس الأمن يستأنف الأربعاء مداولاته بشأن الوضع في سورية .. بي بي سي, 27/4/2011 م
- ↑ سوريا ترفض التحقيق الدولي بالمظاهرات .. الجزيرة نت, 27/4/2011 م
- ↑ أميركا وبريطانيا: هناك حدود للقوة .. الجزيرة نت, 27/4/2011 م
- ↑ قراءة إسرائيلية للتدخل العسكري بدرعا .. الجزيرة نت, 26/4/2011 م
- ↑ 13٫0 13٫1 13٫2 13٫3 تصاعد الضغوط الدولية على سوريا .. الجزيرة نت, 26/4/2011 م
- ↑ 14٫0 14٫1 14٫2 مجلس الأمن يبحث الوضع بسوريا .. الجزيرة نت, 26/4/2011 م
- ↑ 400 قتيل والأمن يحاصر بانياس .. الجزيرة نت, 26/4/2011 م
- ↑ ضغوط تركية على دمشق لوقف العنف ضد المتظاهرين .. بي بي سي, 26/4/2011 م