مهرجان المدونات: المكسيك (5): هل من حلّ لهذا العنف؟

من ويكي الأخبار

السبت 21 يوليو 2012


هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة بالحرب ضد المخدرات في المكسيك

[معظم الروابط بالإنجليزية والإسبانية]

لا يسع المرء إنكار الكمّ الكبير من النقاش والتأملات التي نشأت نتيجةً للعواقب التاريخية للعنف. ويبقى السؤال المحوري في كيفية تفادي أو درء هذا العنف. في هذا السياق، لعلّ إحدى أقوى النقاشات التي دارت حول هذه القضية تمثلت في مفهوم “اللاعنف” الذي نادت به شخصيات جدّ معروفة كغاندي ومارتن لوثر كينج. تشجّع مقاربة هؤلاء الأشخاص، الناس على عدم اللجوء إلى وسائل سلبية للإحتجاج أو للردّ على العنف.

إن هذا الأمر يعني قراراً لمدى الحياة وسنوات من العمل، لذا فإننا في الجزء الخامس من مهرجان التدوين: المكسيك – المواطنة والعنف والمدوّنات، وعوضاً عن التركيز على أفكار أو عناوين عريضة كاللاعنف، سنتطرّق إلى أعمال أكثر آنية وفورية كالنقاشات المحلية (المكسيك في هذه الحالة) أو القرارات الحكومية.

هل من حلّ لهذا العنف؟

فلنصغ الأمور بطريقة أخرى: ما الذي يتمّ عمله للحدّ من العنف؟ فعلى سبيل المثال، يعلّق خوان تاديو على الإقتراح الشامل المعروض من قبل الجامعة الوطنية المستقلّة في المكسيك (UNAM) (بالعربية) وهوكناية عن وثيقة تقرّ بخطورة الوضع وتحدد مشكلة السياسة الرسمية الحالية في مجال الأمن. يستخلص خوان:

«النص الأصلي:acepto que el documento en cuestión no representa una “cura milagrosa” ni la solución a todos los problemas del país en materia de inseguridad, sin embargo no me queda duda de que es a través de propuestas similares, provenientes de todos los sectores de la ciudadanía, que se podrá combatir a los problemas que aquejan a México. Nos queda el reto de analizar a detalle y de manera exhaustiva la propuesta en comento, difundirla, cuestionarla y enriquecerla, para después exigir a nuestros representantes (legisladores) que pongan manos a la obra y demuestren si su lealtad y compromiso son con México, o con intereses personales y de partido.»

«ترجمة:أعترف بأن هذه الوثيقة لا تمثّل “علاجاً خارقاُ” ولا حلّا لجميع مشاكل البلد فيما يتعلّق بعدم الأمن ولكن لا يساورني أي شكّ في أنه فقط بواسطة اقتراحات مماثلة نابعة من جميع شرائح المواطنين، عندها سنتمكن من مكافحة المشاكل التي تعصف بالمكسيك. هنا يبقى التحدي في التحليل المفصّل وبطريقة معمّقة، هذا الإقتراح، العمل على نشره ومسائلته وإغنائه، حتى نتمكن بعد ذلك من الطلب من ممثلينا (المشرعين) من الشروع بالعمل وإظهار ولائهم والتزامهم تجاه المكسيك أم خلاف ذلك مصالحهم الشخصية أو مصالح الحزب الذي يمثلونه.»

نشر عمر رابوغو ولوسيا بيرغارا، مقالة على مدوّنة Animal Político (الحيوان السياسي) ، يحللان فيه خطاب الرئيس فيليبي كالديرون إزاء العنف.

«النص الأصلي:La violencia es una realidad en México. Las cifras oficiales y los testimonios de las víctimas no mienten. No se puede permitir que bajo el discurso de seguridad nacional se sigan perpetrando violaciones a los derechos fundamentales. No hay seguridad nacional sin respeto a los derechos humanos. La estrategia del Gobierno Federal para legitimar su guerra contra el crimen organizado y el discurso que ha utilizado el presidente Felipe Calderón en varias ocasiones se contradice. Es obligación de los gobiernos informar a la ciudadanía de las acciones y estrategias que se implementan. Un discurso que intenta encubrir violaciones a los derechos humanos y reflejar una realidad inexistente no ayuda a la construcción democrática de un país.»

«ترجمة:العنف، واقع في المكسيك، الإحصاءات الرسمية وشهادات الضحايا، لا تكذب. لا يمكننا أن نسمح لهم أن يستمرّوا بخرق الحقوق الأساسية وذلك تحت ذريعة الخطاب عن الأمن القومي. ما من أمن قومي في ظلّ غياب احترام حقوق الإنسان. هناك تناقض بَيِّن بين استراتيجية الحكومة الفيدرالية لشرعنة حربها ضدّ الجريمة المنظمة والخطاب الذي غالباً ما طالعنا به الرئيس فيليبي كالديرون. من واجب الحكومة أن تطلع مواطنيها على التحركات والإستراتيجيات التي تنفذها. إن خطاباً يعمد على التعتيم عن انتهاكات حقوق الإنسان ويعكس واقعاً غير موجود، لا يساعد على بناء الديمقراطية في بلد.»

يتطرّق إبرياني بدوره #SinLugar على بشكلٍ موجز إلى موضوع السياسات الحكومية الأمنية في تدوينة تحت عنوان “الإتفاقية التي لا يذكرها أحد”.

«النص الأصلي:Han pasado casi seis meses desde la firma del Acuerdo para la Cobertura Informativa de la violencia promovido en el marco de Iniciativa México. Hasta ahora, el acuerdo no es más que un evento mediático, una mera ocurrencia política sin consecuencias. El observatorio de medios creado en el marco del acuerdo no ha emitido ningún resultado (tendría que haberlo hecho al tercer mes). El sitio web no reporta ninguna actividad distinta a la difusión del acuerdo. Los medios continúan actuando exactamente igual que antes del acuerdo.»

«ترجمة:مرّت تقريباً ست شهور منذ إبرام اتفافية التغطية الإخبارية للعنف والتي تمّ الترويج لها في إطار مبادرة المكسيك. لغاية الآن، لا يسعنا القول عن الإتفاق سوى أنه كان حدثاً إعلامياً، مجرّد حدث سياسي بدون أي توابع. أما المرصد الإعلامي الذي أُنشئ في إطار هذه الإتقاقية، فلغاية الآن لم يصدر أي نتائج (رغم أنه كان من المفترض إصدارها في الشهر الثالث). لم يذكر الموقع الإلكتروني المخصص للإتفاقية، إي ناشط يذكر، بل اقتصر عمله على نشرها وترويجها. في هذه الأثناء، تواصل الوسائل الإعلامية التصرّف بنفس الطريقة التي كانت تنتهجها قبل الإتفاقية.»

تعلّق صوفيا لوبيز من مدونة En busca de ciudades sustentables على آخر الإحصاءات التي تدحض الخطاب الرسمي المتغطرس المدعي النصر والتي تشير (المعطيات) إلى أن المكسيك أكثر عنفاً وفقراً من ذي قبل.

«النص الأصلي:Sería mejor que el gobierno volteara a ver, leer y escuchar de verdad a la ciudadanía que ya no sólo se queja, a la ciudadanía que ahora propone cambios de fondo, reformas políticas, estructurales, estrategias para salvaguardar la integridad de la gente, a la ciudadanía que hoy mueve conciencias a través de palabras cargadas de verdad. O ya por lo menos que el Gobierno Federal deje de enriquecer a las televisoras pagando cantidades estratosféricas de dinero por la aparición de anuncios que publicitan el buen trabajo del gobierno; que aseguran que en México se puede hoy “vivir mejor”, que “a Michoacán le esta yendo muy bien” y que “el Gobierno Federal trabaja por tu seguridad”. Basta ya de seguir defendiendo lo indefendible.»

«ترجمة:لكان حريٌ على الحكومة أن تعود لرؤية وقراءة والإستماع إلى المواطنين الذين لا يكتفون بالإشتكاء إنما يعرضون الآن تغييرات جذرية وإصلاحات سياسية وبنيوية واستراتيجيات للحفاظ على شفافية ونزاهة الشعب، المواطنين الذين يهزون الضمائر بكلمات ملؤها الحقيقة. أو لكان على الأقل الأجدى بالحكومة الفيدرالية التوقف عن إثراء الشبكات التلفزيونية بدفع مبالغ طائلة من الأموال إزاء إعلانات تظّهر عملها الجديد وتضمن أنه بوسع المرء أن يعيش بطريقة أفضل في المكسيك وأن الناس في ميشواكان بأحسن حالاتهم وأن الحكومة الفيدرالية تعمل من أجل أمنكم. كفاكم دفاعاً عما لا يدافع عنه.»

أما أليخاندرو غاليسيا فيتحدث في مدونته Uno en la Red عن المواطنة المنتهكة، متطرقاً إلى الديمقراطية في المكسيك والمجتمع إضافة إلى استخدام أو سوء استخدام الدولة للعنف.

«النص الأصلي:La sociedad mexicana per se no es violenta, ha sido violentada tanto por carencias como por el tipo de respuesta del Estado a la violencia, esta depende de factores estructurales o de satisfactores presentes o ausentes. Primero, México arrastra problemas de pobreza estructural que inhiben el crecimiento económico, pero muy especialmente, por la distribución de la riqueza, […] lo que ha llevado a la concentración de la riqueza en pocas manos […] En segundo lugar, ha creado un sistema político parasitario que congela toda iniciativa de cambio estructural dentro del propio sistema de poder político, son los mismos gobernantes los que están muy conformes con el actual sistema de corrupción, […] por ello, la urgencia de una verdadera Reforma Política a la que todos los partidos se han adherido pero sin decir qué tipo de reforma y para cuando, esta apatía y largas es clara cuando estamos a un año de un nuevo proceso electoral en 2012, de aquí la falta de un real interés por llevar a cabo dicha reforma.»

«ترجمة:المجتمع المكسيكي ليس بطبيعته عنيفا، بل تم خرقه من قبل العيوب والعجز وبالقدر ذاته من قبل أسلوب ردّ الدولة على العنف وهذا الأمر يعتمد على عوامل بنيوية أو على “مرضيات” حاضرة أم غائبة. في بادئ الأمر، تعاني المكسيك من مشكلة الفقر البنيوي الذي يعيق النمو الإقتصادي خاصة نظراً لتوزيع الثروات والتي جمعت الثروة في أيدي البعض. بالدرجة الثانية، خلق هذا الأمر نوع من النظام الطفيلي الذي يجمد جميع مبادرات التغيير البنيوية في نظام السلطة الرسمية، هؤلاء هم نفس القادة الراضين تمام الرضى عن النظام الفاسد الحالي، لذا الضرورة الماسة لإصلاح سياسي حقيقي وقعته جميع الأطراف ولكن من دون القول أي نوع من الإصلاح ومتى ينوى القيام به، إن هذا الفتور يبدو واضح عندما تبعدنا سنة عن العملية الإنتخابية الجديدة في ال2012، مما يدلّ على قلة اهتمام في القيام بأي نوع من الإصلاح.»

يشاركنا إنريكي ببعض المقالات القصيرة فيها أمثلة على المواطنة النشطة، الأولى للأب أليخاندرو سولاليندي و الثانية تشير إلى موقع “حركة السلام“. في مقالة أخرى، يشرح أهمية التعبير المدني الذي نتج عن المسيرة من أجل السلام و المسيرة الوطنية التي قادها الشاعر خافيير سيسيليا.

«النص الأصلي:Hay muchas opiniones encontradas de lo que ha sido la discusión sobre el movimiento que encabeza Sicilia. Si bien ya han habido otros que le han precedido, cierto es que en esta ocasión el gran valor de Sicilia ha sido darle voz y cara a los caídos y a los dolidos. […] Leía por ahí que alguien preguntaba irónicamente: ¿Dónde estuvo Sicilia durante cuatro años y medio en que la inseguridad no tocó su soberanía personal? Contestaba yo: En el mismo lugar donde hemos estado todos los demás que hemos tenido suerte de no ser afectados… […] es evidente que la lejanía y desvinculación que tenemos los unos de los otros evita que este título (‘Todos somos Juárez’) sea del todo cierto. Es ahí, en ese momento, cuando la movilización de Sicilia cobra la importancia que ha tenido. Nos ha vinculado, de forma muy dolorosa, al dolor de los otros; porque no estamos excentos como probablemente no pensó tampoco el poeta antes de la muerte dolorosa de su hijo.»

تتعدد الأراء حول النقاش عن الحركة التي يتزعمها سيسيليا. على الرغم من أن هناك من سبقة بيد أنه صحيح أن القيمة الكبيرة لسيسيليا تكمن في إعطاء صوت وصورة للذين قتلوا وتأذو نتيجة لهذا العنف. قرأت أن أحداً سأل من باب التهكم والسخرية: أين كان سيسيليا في السنوات الأربع التي لم يمسّ فيها غياب الأمن، سيادته الخاصة؟ فكان جوابي: في المكان نفسه الذي كنا جميعنا فيه، نحن المحظوظون بما يكفي لكون هذا العنف لم يطالنا. من الواضح أن المسافة والبعد الذي نشعر به إزاء الآخرين، ينافي صحة “كلنا خواريز”. عندها في هذه اللحظة، عندها يأخذ الحراك والتعبئة لسيسيليا أهميته كما فعل. لقد ربطنا بطريقة جد مؤلمة بألم الآخرين لأننا لسنا محصنون منه كما كان الشاعر يعتقد قبل وفاة ابنه الأليمة.

نختم هذه المقالة بتدوينة أخرة للغزير الإنتاج، إنريكي فيغيروا، إنما هذه المرّة عن الأمل وعن الإستسلام وروح المبادرة التي بوسعنا اختيار إحداها للتعاطي ويا الأمور. ويا له من موضوع رائع لنختم به.

«النص الأصلي:La esperanza debe de servirnos como motor para lo que queremos lograr, no como simple anhelo que evadimos cuando nos toca actuar y tomar al toro por los cuernos. […] Eso sucede por ejemplo cuando abordamos el siempre difícil tema de la violencia en México. No todo se acabará con un cambio de presidente, que si bien está equivocado en su estrategia (la mejor muestra es el número de muertes acumuladas), […] también hay muchos males que llevamos arrastrando desde hace muchos años. […] Podemos esperar, esperar a que nuestras acciones tengan efecto, o simplemente esperar, esperar y esperar sin que nada cambie…»

«ترجمة:يجب أن يشكل الأمل دافعاً لما نبتغي تحقيقه، لا كمجرد توقٍ نهرب منه عندما يلمسنا لنتحرك ونمسك بزمام الأمور. هذا ما يحصل على سبيل المثال عندما نتناول موضوع العنف في المكسيك الأبداً شائك. لا ينتهي كلّ شيء بتغيير للرئيس، الذي على الرغم من كونه على خطأ في استراتيجيته (أفضل مثالٍ على ذلك، في حصيلة الموت التراكمية)، فهناك الكثير من العلل التي نحملها ونجرها معنا منذ سنين عيديد،،، نأمل أن يكون لأعمالنا أثراً أو لنأمل فقط وننتظر ثم ننتظر دون أن يتغير شيء.»

إننا في غاية الإمتنان لكلّ من تحمسوا للمشاركة في المهرجان وكرّسوا بعضاً من وقتهم على حساب نشاطاتٍ أخرى ( من أجل شيء ولد من البعيد ، من المكسيك، لم يكن الأمر بهذا السوء). شكراً أيضاً لمن ساعدونا بالترويج للمهرجان وبشكل خاص، بيبي فلورس من فيفير مكسيكو للمقابلة على مدونته مما سمح لنا بالوصول إلى عدد أكبر من الناس. شكراً لإرنسنتو بريغو من #SinLugar للدعاية والمشاركة ولفريق عمل Mujeres Construyendo, الذين ساهمو في الترويج للحدث. أتوجه أيضاً بالشكر لمستخدمي تويتر الذين قامو بإعادة تغريد نداءنا كما بإعادة تغريدات عن المقالات المشاركة، عند نشرها و خاصة @rabanovengador و @ernestopriego اللذان ما زالا يحفاظان على وسم #vocesmx. شكراً شباب!

من جهة أخرى، أتوجه بالشكر ل [es.globalvoicesonline.org/author/adriana-gutierrez/ أدريانا غوتييريز]و كاتي ريستتريبو و إنديرا كورنيليو و سوريا ساكان من فريق عمل الأصوات العالمية باللغة الإسبانية اللواتي قمن بعمل رائع حتى تسير الأمور على ما يرام في المهرجان هذا العام. على وجه الخصوص شكر لكل من كان لديه الوقت لقراءة هذا المقال وكل المقالات المذكورة أدناه حيث بوسعكم أن تروا مجموعة كبيرة من مدونات مختلفة عن بعضها البعض ولكنها تعرض آراءً نزيهة وذات صلة بالموضوع. ننصحكم بتصفحها جميعها كنموذج عن الفضاء التدويني المكسيكي إلى حين المهرجان المقبل.

هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة بالحرب ضد المخدرات في المكسيك

ملاحظة من الكاتب: نظراً لطول المقال ولتسهيل العملية على قرّائنا، فضلّنا تقسيم النصّ إلى عدة أجزاء وقد قدمنا لكم الجزئين الأول و الثاني و الثالث و الرابع، و ها هو الجزء الخامس والأخير.

مصادر[عدل]