حملة ضد مواقع التواصل الإجتماعي في الصين: إعتقال 6 أشخاص وإغلاق 16 موقعا على الإنترنت
الأربعاء 4 أبريل 2012
انتشرت أخبار عبر شبكة الإنترنت الصينية حين استيقظت البلاد يوم السبت بالآتي، الحادي والثلاثين من مارس/آذار من عام 2012: تم اعتقال ستة أشخاص وإغلاق ستة عشر موقعاً إلكترونياً بداعي “تلفيق الأخبار أو نشر الشائعات عبر الشبكة،” حسب مكتب الدولة لمعلومات الإنترنت (SIIO) وشرطة بكين، كما ذكرت وكالة شينخوا في تقريرها.
وجاء في نفس التقرير أن مواقع التدوين المصغّر التالية سينا ويبو و تينسنت ويبو، حيث ظهرت الشائعات المزعومة، تم “انتقادهم ومعاقبتهم لذلك السبب” أما عن طبيعة هذا العقاب، فلا يوجد طريقة لمعرفتها، إلا أن مستخدمي الإنترنت الصينيين سرعان ما لاحظوا النتائج: قام موقعا التدوين المصغر( نوع من التدوين يقتصر علي إرسال رسائل أوتحديثات بحد أقصي 140 حرف فقط للرسالة الواحد) بمنع المستخدمين من نشر التعليقات من يوم السبت، الحادي والثلاثين من مارس/آذار إلى يوم الثلاثاء، الثالث من أبريل/نيسان.
اهتمت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية بهذا الخبر، مثل قناة بي بي سي، وصحيفة وول ستريت جورنال، وقناة الجزيرة و فوربس.
نشرت المدونة الحديثة ريسيتفد.نيم:
«النص الأصلي:في وقت مبكر من الأسبوع الماضي اجتاح فيضان من الإشاعات المثيرة على مواقع التدوين المصغر الصينية تدور حول حدوث اضطرابات سياسية وانقسامات بين القيادات العليا للحزب الحاكم. في الأمس ورد خبر عاجل بأن السلطات المعنية وبخت موقعي التدوينات المصغرة الأهم في الصين، سينا ويبو وتينسنت ويبو، لعدم القيام بما يكفي لدحض الشائعات.»
اقتبست وكالة شينخوا من كلام متحدث عن مكتب الدولة لمعلومات الإنترنت زعم فيه أن الإشاعات (اتهام شائع لكل نقد موجه للحكومة الصينية) كانت عن “عن دخول مركبات عسكرية إلى بكين وعن حدوث مشاكل في بكين”إشارة لنقاشات حول محاولة انقلاب مفترضة وصراع على السلطة في الحزب الشيوعي الصيني دارت على شبكة الإنترنت بعد تجريد المسؤول الكبير بوشيلاي من منصبه.
خضعت التعليقات المتعلقة بقصة بوشيلاي والانقلاب العسكري المفترض وقوعه للرقابة في وقتٍ مبكرٍ من هذا الشهر في وسائل الإعلام الاجتماعية الصينية.
كتب جنج جاو، من مينستري أوف توفو:
«النص الأصلي:في صباح الحادي والثلاثين من مارس/آذار، تلقى مستخدمو موقع سينا ويبو الذين حاولوا إضافة تعليقات رسالة تنبيه عن عطل من النظام:
“إلى جميع مستخدمي ويبو، حدث مؤخرا، أن التعليقات التي كتبها كتاب التدوينات المصغرة كانت تحتوي على الكثير من المعلومات غير القانونية والضارة، من ضمنها شائعات. وفي جهدٍ لإزالتها جميعا بضربة واحدة، فإنّ خدمة التعليقات على موقع ويبو سينا ستتوقف بشل مؤقت من الساعة الثامنة صباح يوم الحادي والثلاثين من مارس/آذار إلى الثامنة صباح يوم الثالث من أبريل/نيسان. وبعد أن تتم الإزالة، سنعيد تفعيل خدمة التعليقات.عملية إزالة المعلومات ضرورية لتوفير مناخ أفضل للتعليقات للجميع .نتوقع تفهمكم .شكرا لدعمكم”»
وفي تصريح آخر لمتحدث باسم مكتب الدولة لمعلومات الإنترنت اقتبسته وكالة شينخوا إشارةٌ إلى أنّ عدداً غير معلوماً من الناس، اتهموا أيضاً بنشر الشائعات، وقد تم “توبيخهم وتأديبهم،” إلا أنهم أظهروا “نيةً للتوبة” ووفقاً لوكالة شينخوا، فقد صرحت شرطة بكين بأنّ الشائعات “تخل بشدة بالنظام العام، وتقوض الاستقرار الإجتماعي وتستحق العقاب”.
صرح سي.كستر، من موقع تيشيناسيا:
«النص الأصلي:تم الإشارة إلى الإشاعات وكأنها ممارسة “نفوذ شرير”على المجتمع، ويطلق على من ينشرونها “بالخارجين على القانون” الذين تصرفوا “بخبث” و“بدون منطق.” تعد وكالة شينخوا الخدمة الإخبارية الرسمية للحكومة الصينية، والأرجحُ أن هذه الكلمات اختيرت بعناية.
ينتهي التقرير بهذه الجملة: “أعربت كلتا الشركتين [سينا وتينسنت] عن أنهما ستلتزمان بدقة باللوائح ذات الصلة، وستتخذان الخطوات اللازمة للإصلاح ، وستزيدان من الإشراف والرقابة [على المحتوى].” هذا غايةٌ في الأهمية،خاصة إن كنت من مستخدمي مواقع التدوينات المصغرة.»
تملك الصين على الأرجح نظام الرقابة على الإنترنت الأكثر تطوراً في العالم، يعرف بسور الصين الناري العظيم. ومع ذلك فإنّ مواقع التواصل الإجتماعي، وبالأخص مواقع التدوينات المصغرة، تعتبر من العديد من الناس كأداة التغير من القرن الحادي والعشرين الأكثر قدرةً على تحدي السيطرة الحكومية على المعلومات.
يدرك الحزب الشيوعي جيداً قوة مواقع التواصل الإجتماعي. زادت السلطات الصينية من جهودها الرامية إلى السيطرة على المعلومات في الإنترنت في العام الماضي، وبعد سلاسل الربيع العربي التي سلطت الضوء على فيسبوك وتويتر كأدواتٍ للإطاحة بالحكومات. اتخذت في شهر ديسمبر الماضي، السلطات الصينية إجراءات جديدة أجبرت كتاب المدونات المصغّرة على تسجيل أسمائهم الحقيقية في تدويناتهم. لكن هنالك شعور عام، بأنّ شركات الإنترنت الصينية تمتلك ما يكفي من الشعبية والقوة لتتحدى الحكومة. السؤال هو: هل يستطيع أحدٌ في الصين أن يخدع الحزب الشيوعي؟
صرح سي.كستر، من تيشينيا،في نهاية مقالته:
«النص الأصلي:أن ظنوا بأنّ مواقع التدوين المصغّر تشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار الإجتماعي، فلن يترددوا بفي سحب القابس(أي إغلاق هذه المواقع).
لكن الأمر لن يصل إلى هذا الحد، لأن مسؤولي موقعي سينا وتينسنت ليسو أغبياء. ربما قد تلاعبوا بسرعة وتراخوا في تطبيق قانون إظهار الاسم الحقيقي حتى الآن، ولكنهم يفهمون أن الالتزام بالقواعد هو الطريقة الوحيدة لكي تستطيع شركة الاستمرار بالعمل في الصين. (ألا تصدقونني? اسألوا جوجل.) إذاً، إذا كنت تستخدم مواقع التدوين المصغر، فتوقع أن تلاحظ تغيرات هامة في الشهر القادم (ويستحسن أن لا تعيد إرسال الشائعات المتعلقة بالانقلاب ما لم تكن تريد التعرف على عملاء الأمن بشكل أفضل). لم يؤثر قانون تسجيل الاسم الحقيقي بشكل ملحوظ على نقاشات المدونات المصغرة الصينية إلى الآن، لكن أحس بأن هذه الفترة السعيدة توشك على الانتهاء.»
تعد السيطرة على الإنترنت مسألة بالغة الأهمية في الصين. إن قوة مواقع التواصل الإجتماعي على التعبير عن الاضطرابات السياسية والإجتماعية تشكل تهديداً مباشراً لاستقرار وانسجام الحزب الشيوعي. في خضم اقتصاد هادئ ووسط انتقال للقيادة، يبدوا أن الحزب الشيوعي يظن أنّ الضغط غلى مواقع التواصل الإجتماعي هو أفضل وسيلة لإبقاء قبضته على السلطة.
مصادر
[عدل]- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «حملة ضد مواقع التواصل الإجتماعي في الصين: إعتقال 6 أشخاص وإغلاق 16 موقعا على الإنترنت». الأصوات العالمية. 4 أبريل - نيسان 2012.
شارك الخبر:
|