حكومة ميانمار تعد بإيجاد حل لأزمة اللاجئين في ولاية الراكين ولكنها تتجنب استعمال كلمة “الروهنجيا”

من ويكي الأخبار

السبت 30 سبتمبر 2017


في 19 سبتمبر/ أيلول 2017 ألقت مستشارة ولاية الراكين أونج سان سو كيي خطابها المرتقب أمام الدبلوماسيين وممثلي الأمم المتحدة والإعلاميين بالتحدث عن دور الحكومة في معالجة أزمة الللاجئين في ولاية الراكين.

فر حوالي 400 ألف من الروهينجيا إلى بنجلاديش منذ أغسطس/آب، بعد أن كثفت حكومة ميانمار الحملة التي شنتها على متمردي جيش خلاص الروهينجيا (ARSA) الذي استهدف مواقع للجيش والشرطة.

تضمنت هذه الحملة عمليات تطهير شاملة، مما أدى لتشريد الآلاف من أسر الروهنجيا. واتهمت قوات الحكومة وفصائل المتمردين كلًا منهما الآخر بارتكاب انتهاكات على نطاق واسع، مثل النهب وحرق المنازل، وضرب وقتل النساء والأطفال، والتحريض على العنف الديني، حيث ظهر تأثير هذا النزاع على العديد من المجموعات العرقية.

شعب الروهنجيا هو طائفة عرقية في ميانمار الغربية، لكن الحكومة تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش وتنكرهم كمواطنين. معظمهم من المسلمون ويعانون من التمييز العنصري، حيث يعيشون في دولة ذات أغلبية بوذية. كما أن معظمهم محرومون من الخدمات الاجتماعية.

وأكدت سو كيي من خلال خطابها لجميع الطوائف العرقية في ميانمار، أن الحكومة تسعى لرفاهيتهم ولكنها لم تذكر الروهينجيا، في حركة تتوافق مع رفض الحكومة الاعتراف بالروهنجيا كطائفة عرقية رسمية. في الواقع، تجنبت الإشارة للروهنجيا خلال خطابها بالكامل واكتفت بالإشارة لهم كمسلمين.

«النص الأصلي:We feel deeply for the suffering of all the people who have been caught up in the conflict. Those who have had to flee their homes are many – not just Muslims and Rakhines, but also small minority groups, such as the Daing-net, Mro, Thet, Mramagyi and Hindus of whose presence most of the world is totally unaware.»

«ترجمة:نحن نشعر بمدى المعاناة التي تعرض لها المحاصرون في النزاع. الكثيرون اضطروا للهرب من وطنهم وليس فقط المسلمين وشعب الراكين، ولكن هناك أيضًا جماعات صغيرة مثل دانج – نت، ومرو، وثيت، ومراماجيي، والهندوس حيث لا يعلم بوجودهم أحد.»

وقالت أيضًا أن النازحين إلى بنجلاديش بإمكانهم العودة إلي ميانمار ولكن بعد التحقق منهم.

«النص الأصلي:Those who have been verified as refugees from this country will be accepted without any problems and with full assurance of their security and their access to humanitarian aid.»

«ترجمة:هؤلاء الذين تم التحقق من أنهم لاجئين من هذه الدولة سيتم استقبالهم دون مشاكل مع ضمان أمنهم ووصول المساعدات الإنسانية لهم.»

بالأخذ في الاعتبار سلسلة الهجمات التي حدثت في الراكين فقد تحدثت عن معاقبة الجماعات المسؤولة عن نشر العنف.

«النص الأصلي:Action will be taken against all peoples, regardless of their religion, race, or political position who go against the laws of the land and who violate human rights as accepted by our international community. We have never been soft on human rights in this country.»

«ترجمة:سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أي شخص يخالف قوانين هذه البلاد أو ينتهك حقوق الإنسان المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي بغض النظر عن الدين، أو العرق، أو المنصب السياسي. نحن لم نكن أبدًا متهاونين في حقوق الإنسان في هذا البلد.»

تعرضت سو كيي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لتشجيع الديمقراطية لعام 1991، لانتقادات بسبب تجاهلها للقضية وتخاذلها المزعوم عن حماية الروهنجيا من الاضطهاد. وكان خطاب التاسع عشر من سبتمبر/أيلول بمثابة اللحظة الحاسمة كي توضح للعالم موقف الحكومة من الموضوع بشكل حاسم، وبالأخص النزوح الجماعي الإجباري لآلاف أفراد الروهنجيا إلى بنجلاديش المجاورة. مع العلم أن سو كيي ليست رئيسة الحكومة ولكنها قائدة الحزب الحاكم.

وشددت سو كيي في خطابها على أن ميانمار تعاني من ديموقراطية هشة، وأنها ما زالت في الفترة الانتقالية بعد خمسين عامًا من الحكم العسكري المباشر. وأضافت أن الحكومة تسلمت السلطة منذ 18 شهر فقط، وأنها منذ ذلك الحين في صراع مرير لتنفيذ الإصلاحات والحفاظ على السلام واستعادة الديموقراطية.

’أعتى نقاد السياسة الدوليون غير راضون تمامًا عن أداء الحكومة‘

في هذه الأثناء تطرق نائب الرئيس يو هنري فان تيو في اجتماع العام للأمم المتحدة في 20 سبتمبر/ أيلول وكرر حديث سو كيي عن أن غالبية المسلمين في الراكين قررو البقاء في البلاد.

«النص الأصلي:We would need to find out the reason for this exodus. What is little known is that the great majority of the Muslim population decided to remain in their villages. We share the need to ensure that vital humanitarian assistance is provided to all those in need.»

«ترجمة:نحتاج لمعرفة سبب هذا النزوح الجماعي. القليل الذي نعلمه أن غالبية السكان المسلمين قرروا البقاء في قراهم. نحن نشارك الحاجة للتأكد من تقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها.»

تم بث خطاب سو كيي بشكل مباشر في ميانمار لدرجة أن بعض المجموعات شاهدوه في العاصمة حاملين لافتات تقول “نحن نقف مع أونج سان سو كيي”.

اقتباس فارغ!

«ترجمة:جموع حاشدة مبتهجة خارج مقر بلدية يانجون قبل خطاب أونج سو كيي عن الراكين.»

يعتقد المؤرخ تانت مينت يو أن الخطاب سيلقى صدى لدى الشعب لكن نقاد السياسة الدوليون لن يقتنعوا به.

«النص الأصلي:My guess is that the harshest international critics of the government will be far from satisfied; but that the vast majority of Burmese people and at least some foreign governments will feel she’s steering the only realistic course she can under very complex circumstances.»

«ترجمة:اعتقد أن أعتى نقاد السياسة الدوليون للحكومة لن يقتنعوا، لكن الغالبية العظمى من الشعب البورمي وبعض الحكومات الأجنبية ستشعر بأنها باتجاه المسار المنطقي الوحيد المتاح لديها في ظل هذه الظروف المعقدة.»

وألقت وسائل الإعلام المحلية الضوء على كيفية تركيز وسائل الإعلام العالمية على الروهنجيا في نقلها لأحداث الأزمة و تجاهلت موقف بعض الطوائف العرقية الأخرى. حتى زعم البعض بتدخل الدول الغنية في الشؤون الداخلية للبلاد دون وجه حق.

‘ليس إلا خليط من الأكاذيب وإلقاء اللوم على الضحايا‘

غرد سفير هولندا في ميانمار فوتر جرجنز معبرًا عن إحباطه من خطاب سو كيي (ASSK ترمز إلي أونج سان سو كيي):

اقتباس فارغ!

«ترجمة:خطاب أونج سان سو كيي بخصوص الراكين: كنا نخشى الإنكار ونأمل في رسالة تحمل المحبة والعدل: لم يتحقق أيًا منهما.»

وتسائل جيمس جوميز من منظمة العفو الدولية عن صمت سو كيي بخصوص دور قوات لأمن وهجماتهم على الروهنجيا.

«النص الأصلي:Aung San Suu Kyi today demonstrated that she and her government are still burying their heads in the sand over the horrors unfolding in Rakhine State. At times, her speech amounted to little more than a mix of untruths and victim blaming.»

«ترجمة:لقد أثبتت لنا سو كيي اليوم أنها وحكومتها ما زالوا يدفنون رؤوسهم في الرمال متجاهلين الأهوال التي تتكشف في الراكين، في حين لم يتضمن خطابها سوى خليط من الأكاذيب و إلقاء اللوم على الضحايا.»

وأدلى جاكوب جولدبرج بشهادته في مقال له على موقع “كوكونت يانجون” وكيف رحب الجمهور المتحمس لخطاب سوكيي.

«النص الأصلي:Generalizing a problem in order to ignore a specific emergency works like a charm for people in power when their followers are on board.

Watching the crowd outside City Hall throw a mini-rave before and after they heard Aung San Suu Kyi trivialize the pain of the world’s most persecuted people made it clearer than ever that the struggle for real justice inside Myanmar will be long and torturous. But it will only begin once at least one person in the crowd suggests that death and displacement are no occasion for a dance party»

«ترجمة:تعميم مشكلة من أجل تجاهل مشكلة طارئة أخرى يعمل مثل السحر للأشخاص في السلطة خصوصًا إذا كان لديهم أتباع في الداخل. مشاهدة حالة الهذيان التي اجتاحت الجماهير خارج مقر البلدية قبل وبعد سماع أونج سان سو كيي تسفه من ألم أكثر شعب مضطهد في العالم ويجعل من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الكفاح لتحقيق العدالة داخل ميانمار سيكون طويل ومؤلم. ولكنه لن يبدأ إلا عندما يقترح شخص واحد على الأقل من الجماهير أن الموت والتشرد لا يمثلان مناسبة للاحتفال.»

بعد أسابيع كسرت سو كيي صمتها، لكنها فشلت في إرضاء الجميع وخاصة مجموعات حقوق الإنسان. والأسوأ من ذلك أنه بتجاهلها ذكر الروهنجيا فإنها عززت النظرة السلبية للمجموعات العرقية. في هذه الأثناء، وبينما تعيد ميانمار بناء قرى الراكين المحطمة فإن وضع لاجئي الروهنجيا المقيمين في مخيمات بدائية في طور التدهور.

مصادر[عدل]