حزب التحرير: الاتفاقية الأمنية شرعت الانتداب الأمريكي على العراق

من ويكي الأخبار

21 نوفمبر 2008


هاجم حزب التحرير في بيان وصلنا نسخة منه الاتفاقية الأمنية التي صاغتها الولايات المتحدة وأقرتها الحكومة العراقية، واعتبرها البيان بيع للبلاد والعباد، وقال أن الاتفاقية تحقق أهداف أمريكا من احتلال العراق حيث نص البيان على " إن الولايات المتحدة عندما غزت العراق بعدوانها الوحشي كانت تريد أمرين:

الأول: اتخاذ العراق منطلقاً لها، سياسياً وعسكرياً، للهيمنة على المنطقة، بحيث لا يعوق هجمات جيشها الوحشية، لا سلطة ولا قضاء، لا في الداخل ولا في الخارج.

والثاني: الإمساك بمصدر الثروة الرئيس في العراق "النفط"، وكل ما له علاقة من أموال.

وهذان الأمران لم يمسهما لا نقاش ولا تعديل، وهذه حقيقة واضحة مكشوفة لكل سياسي، ولكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، غير أن أمريكا وضعت على هامشهما نقاطاً أخرى كمادة تستهلك في ما يسمى بالنقاش والتعديل...

والناظر إلى الاتفاقية التي أقرتها الحكومة يجد أن الأمرين متحققان كل التحقق في الاتفاقية:

1- فقد ورد في الاتفاقية إقرار بقاء القوات الأمريكية قانوناً وشرعاً حتى نهاية 2011م، دون أن يمس جنودها أي سوء!

بل فوق ذلك، فقد نصت الاتفاقية على اعتبار أي عمل مسلح ضد هذه القوات هو عمل إرهابي يجب القضاء عليه، ليس فقط بفعل القوات الأمريكية، بل إن الحكومة العراقية ملزمة بمكافحة هذا الإرهاب!

2- وأما عن الأموال، فقد ورد في الاتفاقية أن الولايات المتحدة هي المسئولة عن حماية أموال العراق من واردات النفط! أي أن الوصاية المالية في العراق هي للولايات المتحدة الأمريكية، فهي التي تتحكم في هذه الأموال واردات ونفقات، فهل بعد هذه الوصاية من وصاية؟! وهكذا فإن الاتفاقية قد "شرَّعت" سطوة وهيمنة قوات الاحتلال على البلاد والعباد، في العراق وخارج العراق في المنطقة. فهي شر مستطير يجعل العراق تحت الانتداب الأمريكي، ليس فقط سياسياً بل كذلك عسكرياً، علاوة على الوصاية المالية التي أصبحت قانوناً من صلاحيات سلطة الانتداب!

ووجه حزب التحرير في بيانه نداء إلى أهل العراق والمسلمين حيث نص على "إنكم بلد المال والرجال، وأنتم قلعة من قلاع الإسلام، جذوركم ضاربة في أعماق التاريخ منذ أن انطلق من أرضكم إبراهيم الخليل عليه صلوات الله وسلامه ينشر الخير في تلك المنطقة بإذن ربه، ومنذ أن دخل أجدادكم الإسلام وشاركوا الفاتحين في قتال الفرس والروم، فكانوا أسوداً يحمون الثغور، ومنذ أن انطلق من أرضكم صلاح الدين لهزيمة الصليبيين وطردهم من الأرض المباركة شر طردة، ومنذ أن قاتلتم القوات البريطانية المحتلة للعراق في الحرب العالمية الأولى... إنكم لقادرون على أن تقهروا قوات الاحتلال وتطردوهم من بلادكم كذلك شر طردة، وتعيدوا مجدكم، وتعيدوا مجد بغداد كما كانت، حاضرة الدنيا، ومنارة العالم في عهد الخلافة.

إن حزب التحرير يستنهض هممكم لتقفوا وقفة الحق في وجه السلطة التي نصبتها الولايات المتحدة في العراق، فتدوسوا هذه الاتفاقية الباطلة بأقدامكم، لكي لا تبقى سبة الدهر في بلادكم، ولا عار العصر في جنباتكم، واعلموا أنكم قادرون على ذلك بإذن الله {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز}.

وأما أولئك الذين نصبتهم أمريكا على أرض العراق الطاهرة، فلطَّخوها بالذل والهوان، فإن لهم يوماً لا بد آت بإذن الله، عندما يقيم المسلمون خلافتهم الراشدة الثانية، فتحاسبهم على جرائمهم في الدنيا، حساباً عسيراً كبيراً، ولعذاب الآخرة أكبر."

المصادر[عدل]