انفجار يهز الضاحية الجنوبية لبيروت

من ويكي الأخبار

الجمعة 16 أغسطس 2013


وقع مساء أمس الخميس في 15 أغسطس 2013م انفجارٌ هائل في منطقة الرويس بضاحية بيروت الجنوبيَّة ذات الأغلبيَّة الشيعيَّة والتي يُسيطر عليها حزب الله سيطرة كاملة. وذلك رُغم الإجراءات الأمنيَّة المُشددة التي فرضها حزب الله بالمنطقة بعد وقوع انفجار منطقة بئر العبد قبل 40 يومًا. وقد حصد الانفجار عددًا من الضحايا من قتلى وجرحى، نظرًا لأنَّ الرويس منطقة سكنيَّة وتجاريَّة مُكتظَّة. وأشارت جريدة النهار أنَّ معلومات وردتها تُفيد بأنَّ سيَّارة من نوع "ڤان" بيضاء شوهدت عند الساعة 18:20 في منتصف الطريق تبحث عن مكان تركن فيه، قبل أن تنفجر في توقيت كان المكان يعج فيه بالسيَّارات والمارَّة، حيث سقط أغلب الضحايا ممن كانوا داخل سياراتهم. وقد أعلن وزير الصحَّة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، أنَّ الحصيلة الأخيرة للضحايا بلغت 21 قتيلًا و336 جريحًا، وذلك حتّى الساعة العاشرة من صباح اليوم بتوقيت بيروت.

وأشارت جريدة النهار أيضًا إلى أنَّها علمت من مصادر أمنيَّة أنَّ زنة العبوة بلغت 70 كيلوغرامًا، وقد عانى رجال الإطفاء والدفاع المدني حتّى تمكنوا من إخماد الحرائق التي شبَّت في المنازل والمحال التجاريَّة المُجاورة من شدَّة هول الانفجار. وتمكَّنت قوى الدفاع المدني من إنقاذ عدد من المواطنين المُحتجزين داخل منازلهم ودكاكينهم ونُقل المُصابون إلى مستشفيات "الرسول الأعظم" و"الساحل" و"بهمن" و"جبل لبنان" و"سانت تيريز" و"الحياة" و"الزهراء" حيثُ خضعوا للعلاج من الجروح والحُروق. كما ناشد وزير الصحَّة سالف الذِكر إدارات المُستشفيات طالبًا "من كُل مستشفيات بيروت وضواحيها، فتح أبوابها أمام مُصابي التفجير الارهابي، وتقديم أقصى العناية الطبية لهم". وناشد "الأهالي في الضاحية الجنوبيَّة للتضامن والتعاون مع القوى الأمنيَّة والدفاع المدني والصليب الأحمر لاجلاء ضحايا التفجير الإرهابي المُجرم".

هذا وقد فرض حزب الله طوقًا أمنيًّا حول مكان الحادث وسط استنفارٍ لعناصره. وقد ظهر ڤيديو مُسجَّل على موقع يوتيوب لجماعة مُلثمين يُطلقون على أنفسهم "سرايا عائشة أم المؤمنين- المهام الخاصة" تبَّنى فيه المُتحدث باسم الجماعة العمليَّة ضد حزب الله، مُتعهدًا بمزيدٍ من العمليَّات ضدهم مُطالبًا اللُبنانيين الابتعاد عن "مُستعمرات إيران"، أي مناطق النفوذ الشيعي في لبنان حيث يتبع أغلب السُكَّان حزب الله وحركة أمل الموالين لإيران والنظام السوري. وقد أفاد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي أنَّ: «التحقيقات في انفجار الرويس جارية بسريَّة تامَّة، ولا شيء واضح أو ثابت حتى الآن»، مؤكدًا أنَّ: «التعامل مع الشريط المُصوَّر للجماعة التي تبنت التفجير بكل جديَّة، والقضاء المُكلَّف يُحلل بهدوء ورويَّة لكشف الخيط الذي سيوصلنا إلى المجرم الذي يقف وراء هذا التفجير».

وقد أثار التفجير موجة استنكاراتٍ واسعة، فأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحداد الوطني اليوم، ودعا إلى عقد اجتماع لمجلس الدفاع الأعلى. كما وصف رئيس الجمهوريَّة ميشال سُليمان الانفجار بالجبان، مؤكدًا أنّ: «هذا الأسلوب الإجرامي يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل لزعزعة الاستقرار وصمود اللبنانيين». واعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه برّي: «أنَّ يد الإجرام والإرهاب هي من دون شك يد إسرائيليَّة سوداء»، لافتًا إلى «أنَّ الجريمة لا تخدم إلَّا العدوّ الإسرائيلي». ودعا اللُبنانيين «إلى رفع منسوب الحذر لتفويت الفرصة على العدو الذي يتربص بنا شرًا».

مصادر[عدل]