«ميديا بارت» ينشر وثيقة عن موافقة ليبيا على دعم حملة ساركوزي في 2007

من ويكي الأخبار
ساركوزي خلال حملته الانتخابية في سنة 2007.

29 أبريل 2012


نشر موقع «ميديا بارت»، وهو موقع إعلامي فرنسي، يوم أمس السبت وثيقة موقعة من موسى كوسا رئيس الاستخبارات الخارجية الليبية حينها، تؤكد التوصل إلى «اتفاق مبدئي» حصل في سنة 2006 حول دعم حملة نيكولا ساركوزي في سباق الانتخابات الرئاسية 2007 بقيمة 50 مليون يورو. ويأتي نشر هذه الوثيقة قبيل أيام من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها على الرئاسة نيكولا ساركوزي وفرانسوا أولاند.

وتذكر المذكرة المنشورة، وهي على ورق ذي إطار أخضر مكتوبة باللغة العربية، أن الاتفاق يأتي تالياً للمحضر الشفهي لاجتماع عقد في السادس من أكتوبر 2006 بمشاركة مدير الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي، ورئيس الصندوق الليبي للاستثمارات الأفريقية آنذاك بشير صالح وبحضور بريس أورتوفو، وهو من الأشخاص المقربين لساركوزي، وشغل مناصب وزارية بين العامين 2007 و2011، ورجل الأعمال الفرنسي لبناني الأصل زياد تقي الدين. ولا تؤكد المذكرة إن كان التمويل قد حصل في الواقع. وقد أشار الموقع إلى أنه حصل عليها من كبار المسؤولين الليبيين السابقين الموجودين حالياً في مخابئ سرية.

كان سيف الإسلام القذافي قد صرح في مارس 2011 لقناة يورونيوز أن ليبيا قدمت تمويلاً لساركوزي في حملته الانتخابية في سنة 2007، وأنكر ساركوزي الأمر قطعياً آنذاك.

وتورد «ميديا بارت» أنها اتصلت بمحامية زياد تقي الدين التي قالت أن موكلها لم يحضر الاجتماع المذكور، ولكن المعلومات في الوثيقة تبدو صادقة بناء على الأسماء والتواريخ المذكورة فيها.

من جانبها وصفت المتحدثة باسم ساركوزي ناتالي موريزيه الوثيقة بأنها «تثير السخرية»، وأضافت: «على المرء أن يتصور تمويلاً ليبياً بخمسين مليون يورو لحملة انتخابية سقف نفقاتها 22 مليون يورو. وهي أموال صادق عليها المجلس الدستوري ولم تثر اعتراض أي جهة.» وأنكر بريس أورتوفو هذه المعلومات أيضاً، وقال أنه لم يلتق يوماً مع موسى كوسا وبشير صالح. طالب الحزب الاشتراكي أن يقدم ساركوزي توضيحات للشعب الفرنسي بهذا الشأن، وأن يُفتَح تحقيق في الموضوع وتعيين قاضٍ مستقل، ذلك قبل أيام من الدور الثاني من الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي أن أولاند يتقدم على ساركوزي في الوقت الحاضر.

نفى ساركوزي هذه الادعاءات بشدة على قناة «كانال بلوس» واصفاً أنه من «المشين» أن يمنح الصحفيون أي مصداقية للقذافي وابنه، وأنه من «المعيب» أن تُطرح عليه مثل هذه الأسئلة. كما شكك رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون بصحة الوثيقة وأشار إلى أنها «مزورة ويصعب التحقق من صحتها»، ووصف نشر الخبر بأنه لعبة دنيئة من موقع «ميديا بارت»، ونعته بأنه «منبر يموله أصدقاء فرانسوا أولاند الأثرياء». وقد ردّ مؤسس ميديا بارت إيدوي بلينيل عليه قائلاً أن ميديا بارت «ليست منصة لأحد بل صحيفة يعمل فيها صحافيون مهنيون». كما نفى بشير صالح الذي كان من المفترض أن يتلقى هذه الوثيقة بصفته رئيس الصندوق الليبي للاستثمارات الأفريقية أنها لم تصله أبداً، كما نفى حضوره الاجتماع المذكور فيها. وقد أشارت صحيفة «لو كانار إنشينيه» في أوائل أبريل 2012 أن بشير صالح المطلوب من الإنتربول قد حصل على إذن إقامة في فرنسا بتبرير «لمّ الشمل».



مصادر[عدل]